بدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعا دوريا يوم الخميس في القاهرة وسط تفاؤل أمريكي بتقدم يمكن إحرازه في المفاوضات
المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل التي ترمي للتوصل الى حلول للقضايا الرئيسية في صراع الشرق الأوسط.وقال الرئيس الجديد لمجلس وزراء الخارجية العرب وزير خارجية العراق هوشيار زيباري في كلمة في جلسة افتتاحية للاجتماع إن الدول العربية ما زالت تعرض السلام على إسرائيل ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة في المفاوضات معها.
وقال زيباري "مبادرة السلام العربية ما زالت مطروحة وتمثل فرصة للسلام الذي لن يتحقق الا بالانسحاب الإسرائيلي الى حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 بما فيها مرتفعات الجولان السورية وجنوب لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية."
ولكنه أضاف أن "المبادرة العربية لن تظل مطروحة إلى أبد الآبدين."
وتابع "لا بد من انهاء الخلافات الفلسطينية الداخلية والمضي في محادثات المصالحة بأسرع ما يمكن."
ويشير الوزير العراقي إلى الانقسام بين حركة فتح التي تقود السلطة الفلسطينية التي تهيمن على الضفة الغربية وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.
ورفضت حماس العودة الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.
وفي كلمته في الجلسة افتتاحية للاجتماع الذي يعقد بمقر جامعة الدول العربية أعلن الامين العام للجامعة عمر موسى أن الدول العربية ستشجع "أي تقدم حقيقي وذي قيمة (يتحقق في المفاوضات)."
لكنه قال "نتابع مجريات المفاوضات المباشرة برعاية الولايات المتحدة في مناخ تسوده الريبة وعدم الثقة."
وأضاف "الفشل كان نتيجة متكررة للمفاوضات السابقة نتيجة للتعنت الاسرائيلي وانحياز بعض الاطراف الدولية."
وترى الدول العربية أن إحجام إسرائيل عن وقف كامل ومستمر للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية يهدد أي مفاوضات لحل القضية الفلسطينية بما تنطوي عليه من قضايا حساسة مثل مصير القدس واللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية المزمعة.
ولم يحدد موسى الأطراف الدولية التي يراها منحازة لإسرائيل.
وتتصل بمحاولات تسوية القضية الفلسطينية على نحو مباشر كل من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة من خلال اللجنة الرباعية الدولية.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اليوم ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين التي تعقد جولتها الحالية في القدس الغربية تتقدم بشكل بناء.
وقالت في مقابلة مع تلفزيون (أيه.بي.سي) نيوز "يمكنني القول انها في مسار بناء وهذا شيء مطمئن جدا بالنسبة لنا."
وتزور كلينتون المنطقة لمساعدة الجانبين في التوصل الى حل.
وقال وزير خارجية الصومال يوسف حسن ابراهيم وهو الرئيس المنتهية ولايته لمجلس وزراء الخارجية العرب في كلمته "نحن نتابع المفاوضات ونتمنى الوصول الى نتائج ايجابية ونرجو من الوسيط الامريكي أن يكون محايدا."
وحذر زيباري من أن "القضية الفلسطينية تدور في دائرة مغلقة بسبب التعنت لاسرائيلي وعدم الالتزام بالقرارات الدولية (المتصلة بالصراع)."
ومبادرة السلام العربية التي اقترحتها السعودية هي الاساس الذي اتفقت عليه الدول العربية منذ عام 2002 لحل الصراع مع اسرائيل.
وتعرض المبادرة علاقات دبلوماسية عربية كاملة مع اسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي التي احتلتها عام 1967 وموافقتها على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية والتوصل لحل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين.
لكن يبدو أن المفاوضات المباشرة الحالية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل تدور على أقل من ذلك لان اسرائيل ترفض تقسيم القدس التي أعلنتها مدينة موحدة وعاصمة لها كما ترفض ازالة المستوطنات والعودة الى حدود عام 1967.
واجتماع الوزراء هو الدورة رقم 134 لمجلس وزراء الخارجية العرب.







