جرت عيني سريعا على الكلمات في رواية أولاد حارتنا وبحث عقلي طوال الوقت عن الجريمة التي ارتكبها نجيب محفوظ وكان يستحق عليها محاولة اغتيال بضربة سكين في العنق.
وكعادة الراوي كانت الكلمات تصف الحارة المصرية فتعيش فيها وتتجول بين طرقاتها تشعر ببؤسها و بساطتها وبالسعادة الوهمية التي أحيانا يحصل عليها سكانها وتنقلب في لحظات إلى تعاسة وشجار .
لم يكن نجيب محفوظ راوي عادي بل رسام له القدرة أن يرسم بالكلمات على صفحات عقولنا فنذهب إلى عالمه الخاص.
لا يمكن إنكار التشابه بين أحداث الرواية وقصة سيدنا آدم لكن هل كان التشابه تعدي على الذات الإلهية أم لوحة جديدة نسجها العقل البشري في رغبة للإبداع.
لا طالما كمنت في داخلي قناعة راسخة أن فرج فودة، وناجي العلي، غسان كنفاني لايستحقون الموت بسبب فكرة أو قصة أو رواية.
لا يمكن محاكمة العقل البشري فالكتابة ليست جريمة والقانون موجود لمعاقبة المعتدى على الحريات العامة أو في حالة المساس بالمعتقدات اذا حدثت بالفعل ولم تكن مجرد نظرية في عقل شخص يتم تحريكه لقتل الاختلاف في الآراء عن طريق اغتيال المفكرين.
لقد استطاعت الكثير من الجماعات والحركات المتطرفة المنبثقة عن جماعة الإخوان المحظورة أن تحرك الشباب وتملأ عقولهم بالكراهية والحقد تجاه كل ماهو جديد لكي تحول المجتمع إلى كهف مغلق يسهل التحكم في ساكنيه.
مازال عصرنا الحاضر يشهد استقطابات للشباب ومحاولات مستمرة لغسيل عقولهم وضمهم لصفوف الإرهاب ولن تنتهي محالاوت الجماعة في تشويه نسيج المجتمع عن طريق الشباب فاحذروا وحاذروا فهؤلاء طاقة سيتم الاستحواذ عليها إما من قبل قوى الخير أو الشر.
ويظل على قادة الفكر ووسائل الإعلام أن تصل برسالة هادفة إلى عقول هؤلاء الشباب لتحميهم وتحمي المجتمع من التطرف والإرهاب.
أمل محمد أمين تكتب: أولاد حارتنا
الاستثمار نت