مرأة ومجتمع نُشر

دراسة : نجاح فريق العمل أو فشله رهن عدد النساء الممثلات في هذا الفريق..!!

نجاح فريق العمل أو فشله رهن بنسبة عدد النساء الممثلات في هذا الفريق..!!

هذا ما توصلت إليه أنيتا فوولي، الباحثة في جامعة كارنيغ ميلون في بيتسبورك وزملاؤها من المعهد التكنولوجي الأميركي في ماساشوستس، في دراسة جديدة عن دور «الذكاء الجماعي» في العمل.

فقد استعانت فوولي وزملاؤها بنحو 700 متطوع، قسموا إلى مجموعات، تضم كل مجموعة من 2 الى 5 أشخاص. ثم كلفوا بمهام مختلفة، مثل البحث عن الأشياء الأكثر استخداما في صناعة الطوب أو القرميد، والتسوق من مجمعات تجارية، على أن تستخدم كل مجموعة سيارة واحدة فقط للتنقل، وأن يشتري كل فرد أكبر عدد ممكن من الأشياء الواردة في القائمة المزودة بها كل مجموعة.

واستنتج الباحثون أن المجموعة التي برعت في تنفيذ نوع واحد من المهام استطاعت أيضا ايجاد حلول لبقية المهام. ووفق هذه الاختبارات صنّف الباحثون المتطوعين بمجموعات: ذكية وعادية وغبية، وبدا الوضع وكأنه اختبار للقدرات العقلية لكل مشارك، بالاستناد الى التقييم لكل منهم.

وتوصل الباحثون الى نتيجة مفادها أن المجموعات الصغيرة لديها ما يسمى «الذكاء الجماعي»، وأطلقوا على هذا العامل رمز S، لقياس القدرات البدنية للفريق بشكل مشابه للأداء العقلي للفرد الواحد.

وافترض العلماء أن المجموعة التي أحد أفرادها لديه عامل S مرتفع تسجل أعلى معدل في القدرات العقلية.

وتبين أن هذا الافتراض غير واقعي. فالمجموعات التي ضمت متطوعين أذكياء جدا لم يكونوا بالضرورة في الطليعة بين المتنافسين. لهذا اختبر الباحثون الدور القيادي في تنفيذ المهام، مفترضين أن «الشخص الذكي» يمكن أن يقود فريقه إلى التفوق. غير أن هذا أيضا لم تثبت واقعيته. وتوصل الباحثون الى نتيجة مفادها أن وجود أشخاص أذكياء في فريق العمل لا يعني بالضرورة أن الفريق سيكون ناجحا بالمطلق.

وفي البحث أكثر، ظهرت نتيجة لم تكن متوقعة، وهي أن المجموعة التي حققت تقدما أكثر من غيرها كانت تلك التي فيها عدد نساء أكثر، رغم أنه لا فرق بين الذكاء العام للرجل والذكاء العام للمرأة.

إذا أين يكمن السر؟!

الباحثون توصلوا أخيرا الى أن وجود العنصر النسائي في أي فريق عمل عامل «خفي» ومهم جدا للنجاح، والفضل في ذلك يعود الى الحس الاجتماعي الذي تتحلى به المرأة أكثر من الرجل. فالنساء تفوقن على زملائهن الرجال في قدراتهن على الإنصات والمحادثة والاستفسار واستعدادهن لتكرار المهمة أكثر من مرة بهدف تحقيق الأفضل.. وهي صفات مبدأ التعاون الذي يضمن نجاح العمل الجماعي، وبالتالي يحقق أفضل النتائج.

وهذه الخلاصة تتوافق مع ما يقوله علماء النفس والاجتماع، بأن وجود العنصر النسائي في العمل له تأثير ايجابي على أداء الفريق، نظرا لمقدرة النساء على تقدير العلاقات الاجتماعية.

غير أن هناك من يرى أن وجود النساء في الفريق المختلط يمكن أن يضعف أداء الفريق، لأنهن يعبرن في الأغلب بشكل صريح عن آرائهن ويتركن الأمر للآخرين كي يقدموا حججهم حتى في حال معرفتهن بان الحلول المقترحة خاطئة.

ويرى هؤلاء أن الأهمية تكمن في تشكيل فريق العمل، والأفضل أن يضم كل فريق خبراء يتولون حل المشاكل كل في إطار تخصصاته، ويبقى دور النساء في الخلف.

لكن مجموعات العمل التي شكلتها فوولي وزملاؤها لم تتضمن أي خبير لحل مشاكل اختبارات الذكاء، مما دفع العنصر النسائي إلى الشعور بالثقة بالنفس والتحلي بالجرأة على المشاركة في اتخاذ القرارات. ومما ساعد في ذلك أن المشاركين لم يكونوا يعرفون بعضهم قبل التطوع في الدراسة.


 

مواضيع ذات صلة :