بعد التراجع النسبي الذي شهدته العديد من أسعار الحاصلات والسلع الزراعية بالأسواق العالمية مقارنة بالمستويات القياسية التي سجلت
في العام الماضي توقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة " الفاو " في تقرير حديث لها امكانية حدوث تراجع بنحو 20 % في فاتورة استيراد السلع الغذائية على لامستوى العالمي خلال العام الحالي . واشارت منظمة " الفاو" في أول توقعات لها للعام الحالي حول فاتورة الواردات من السلع الغذائية إلى ان تكاليف استيراد المحاصيل الزراعية عالميا ستنخفض إلى نحو 790 مليار دولار أى ما يمثل تراجع بـ 22 % مقارنة بالفاتورة التي تحملها العالم في العام الماضي والتي قدرت تكلفتها بنحو 1015 مليار دولار.
غير أن المنظمة حذرت في الوقت نفسه من أن مناخ التدهو الاقتصادي الذي يعيشه العام حاليا بالتزامن مع تراجع أسعار الغذاء قد يجني بشكل كبير الثمار المفترض ان تجنيها دول العالم من ذلك التراجع المتوقع في فاتورة استيراد الغذاء .
وأشارت المنظمة في تقريرها الذي أوردته صحيفة الـ" فايناشيال تايمز " عبر موقعها الاليكتروني إلى أن تآكل القوى الشرائية في ظل انخفاض مستويات الدخول وأسعار الصرف الفعلية ستضر بالقدرة على تحمل تكاليف استيراد الغذاء على الرغم من الانخفاض الذي شهدته أسعار السلع الزراعية في الأسواق العالمية.
وأضافت منظمة الفاو ان اسعار الغذاء مازالت مرتفعة في العديد من الدول النامية كما أن قدرة الفقراء على تدبير احتياجاتهم من الغذاء مازالت مهددة وتواجه تحديات في ظل تداعيات الأزمة العالمية والتي دفعت دفعت ببعض الشركات والمؤسسات إلى تقليص حجم العاملة لديها ورغم التراجع المتوقع ان تشهده فاتورة استيراد الغذاء عالميا خلال العام الحالي إلا أن تلك الفاتورة من المتوقع ان تظل بمثابة ثالث أعلى فتورة من نوعها على الاطلاق حيث ستأتي متقاربة إلى حد ما مع حجم الفاتورة التي تحملها العالم في عام 2007 كما أنها تعتبر أعلى من تلك المستويات المسجلة خلال فترة ما قبل أزمة الغذاء العالمية حيث كانت تتراوح تكاليف استيراد الغذاء ما بين 350 مليار و450 مليار دولار سنويا.
وتأتي التوقعات الخاصة بامكانية تراجع الفاتورة الاجمالية لواردات العالم من الغذاء على الرغم من الاتفاع الذي شهدته في الأسبوع الأخير أسعار الحاصلات الغذائية مثل فول الصويا والذرة والقمح لتصل إلى أعلى مستويات لها منذ نحو 8 اشهر حيث تعتبر بذلك مرتفعة بحوالي 50 % مقارنة بالمستويات المنخفضة المسجلة في نهاية العام الماضي.
المصدر : وكالات
