اقتصاد خليجي نُشر

“خليجي 23” أنعش قطاع الفنادق وزاد اشغالاتها 70%

 أكد خبراء في قطاع السياحة المحلية، أن بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين لكرة القدم التي استضافتها دول الكويت في الفترة من من 22 ديسمبر 2017 إلى 5 يناير 2018 ساهمت في انعاش الحركة الاقتصادية عموما بالبلاد وقطاع الفنادق على وجه التحديد ، وتشير بعض التقديرات إلى استقبال القطاع الفندقي الى نحو 200 ألف خليجي إلى الكويت منذ انطلاق البطولة، وأن المبارة الختامية فقط حضرها 60 ألفا من الخارج.
 
ويرى بعض العاملين في قطاع السياحة والفندقة وشركات الحجوزات، أن نسب الإشغالات في الفنادق بالكويت خلال فترة انعقاد البطولة ارتفعت بين 60 إلى 70 في المئة بالنظر إلى ما قبل انطلاقها حيث يمثل غالبية النزلاء في الأوقات العادية مواطنين كويتيين ومقيمين، فيما يعتقد مسؤولون وأصحاب شركات أنها رغم تحريكها المياة الآسنة، وتنشيطها للحركة التجارية بالكويت، إلا أنها ليست عند مستوى الطموح.
 
وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد أصحاب الفنادق ورئيس مجلس إدارة شركة الصالحية العقارية غازي النفيسي لـ “السياسة” أن بطولة كأس الخليج الـ 23 حققت كثيرا من المزايا وانعكست إيجابا على قطاع الفنادق بالكويت.
 
وأضاف: “بعيدا عن تأثيرها الاقتصادي فإنه لشيء جميل أن يتبارى الشباب الخليجي في المنافسات الرياضية ما ينعكس على تعزيز الألفة والود بينهم، فضلا عن ترجمة ذلك ومدى انعكاساته على الصعيد الاقتصادي”.
 
وتابع “لاشك ان الدورة أنعشت الفنادق بالبلاد وزادت نسب إشغالاتها قياسا إلى الأيام العادية، لكن في الوقت نفسه هذه التأثير ليس كما كنا نتوقع”، متمنيا ان تستمر البطولات الرياضية والفعاليات المتنوعة بين دول الخليج والدول العربية عموما لما لها من دور كبير في خلق الحب والود بين الشعوب، وما ينجم عنها من أهمية تأثيراتها الاقتصادية.
تنشيط القطاع
من جهته يؤكد نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الفنادق الكويتية فوزي المسلم، أن الدورة حركت المياة الراكدة طوال الفترة الماضية وأدت إلى تنشيط قطاع الفنادق ولو على استحياء خلال أقل من أسبوعين ، لافتا إلى ان رغم دورها الإيجابي الكبير على أكثر من صعيد غير أنها ليست بقدر التوقعات والمأمول منها.
وفسر المسلم لـ”السياسة” طرحه على أن أغلب الزوار هم من شريحة الشباب التي تغدو وتروح في نفس اليوم، على عكس النزلاء من العوائل التي تقيم لفترة كما يحدث في الأعياد الوطنية، حتى يمكننا القول أنها حققت قدرا كبيرا من إشغالات الفنادق في البلاد.
وأنطلق ايضا المسلم إلى الفترة التي انعقدت خلالها البطولة بقوله ” أنها لم تصادف عطلة رسمية حتى ينتج عنها توافد الجماهير والعائلات إلى الكويت لحضور الدورة فهي فترة دوام عادية، لذلك فإن الشواهد تؤكد أن خليجي 23 ساهمت بقدر محدود في تحريك العجلة الاقتصادية، وهو أمر إيجابي ومهم لكنه ليس بالدرجة المتوقعة.

أحد روافد الدخل
في المقابل يؤكد مدير عام شركة مباشر الدولية للسياحة والسفر أحمد الحمزاوي لـ”السياسة”، أن نسب إشغالات الفنادق بالكويت على مدى أيام الدورة ارتفعت بين 60 إلى 70 في المئة، لدرجة فاقت الطاقة الاستيعابية في بعض الفنادق وفقا للحجوزات التي تمت عبر شركته في الفترة نفسها.
ويرى الحمزاوي أن البطولات والدورات الرياضية الكبرى هي إحدى روافد الدخل كما أنها أحد أنواع السياحة، إذ تسهم في مداخيل كثير من الدول في الغرب والشرق نتيجة عوائد السياحة الرياضية.
ولفت إلى أنه من واقع حجوازت شركة فإن أغلب الفنادق في الكويت شهدت انتعاشة حقيقية خلال انعقاد البطولة، فمثلا فندق كـ “فورسيزونز الشايع” وصل حجم الإشغال فيه إلى مئة في المئة رغم ارتفاع أسعاره، حيث بلغ متوسط سعر الليلة الواحدة 200 دينار ومع ذلك امتلئت غرفه، وأيضا كورت يارد ماريوت وغيره، منوها أن إستضافة الكويت لبطولة كأس الخليج ساهمت أيضا في انتعاشة الأسواق والمولات التجارية في البلاد كسوق المباركية والأفنيوز ومارينا مول والمطاعم والكافيهات التي لم تخلو من مواطنين سعوديين وقطريين وإماراتيين وعُمانيين وبحرينيين جميعهم صادفنا تواجدهم في هذه الأماكن.
ودعا حمزاوي إلى ضرورة الاهتمام بصناعة السياحة في الكويت لتكون رافدا جديدا للدخل إلى جانب النفط، خصوصا وأنها قطاع حيوي ومهم ومن المؤكد سيعمل على تحقيق عوائد جيدة للدولة ويسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية للبلاد، مشددا على أهمية استحداث وزارة أو هيئة متخصصة لقطاع السياحة في الكويت تحمل على عاتقها تطوير القطاع مع ضرورة النظر له بعين الاهتمام ليحقق النتائج المرجوه منه.
وقال أن الكويت لديها من الإمكانيات ما يمكنها من تحقيق نقلة نوعية على صعيد قطاع السياحة من تراث وبحر وثقافة إضافة إلى العنصر البشري أو الثروة البشرية كلها يمكن استغلالها بشكل ينعكس إيجابا على القطاع.

نتائج ايجابية
بدوره ذكر مدير إدارة المبيعات والتسويق في فندق سيمفوني ماجد وهيب حنا، أن دورة كأس الخليج حققت الكثير من الأهداف الإيجابية ودعمت قطاع الفنادق بالكويت خلال الفترة المنقضية وخصوصا الربع الأخير من 2017، حيث كان ختامها “مسك ” بالنسبة للفنادق.
وبين حنا لـ “السياسة” ان فندق ميسوني على سبيل المثال حقق نتائج إيجابية خلال هذه الفترة، إذ ارتفع حجم الإشغال بنسبة 80 إلى 90 في المئة بالنظر إلى نفس الفترة من العام السابق لها، مؤكدا أنها هذه النتائج لم تحدث من قبل.
ويضيف أن الجمهور من معظم دول الخليج كان حاضرا في الفنادق بالكويت وخصوصا “سيمفوني” الذي نزله عائلات إماراتية ، إضافة إلى حضور الشباب السعودي والقطري والعماني والبحريني ، فجميعهم كانوا متواجدون بفندقنا خلال الدورة، مشيرا إلى أن أمرين يعدان متنزها ومتنفسا للمواطنين الخليجيين وهي كرة القدم والتسوق فهما يدفعان الناس للخروج والتنقل ومن ثم الصرف، وهو ما يؤكد أن الدورة كان لها تأثيرا إيجابيا على معدلات إشغال الفنادق، مما ينتج عنها من زيادة في معدل النمو الاقتصادي عموما للفندق، ويسهم ذلك في عدم الاستغناء عن العمالة بدافع تقليل المصروفات، كما يؤدي إلى الحد من معدل الجريمة، ويدفع إلى حدوث رضاء نفسي للموظفين في قطاعات الفنادق والمطاعم والمحال والمولات التجارية طالما هناك حركة ونشاط اقتصادي.

انفراد


 

مواضيع ذات صلة :