نظم مركز الدراسات العربي – الأوروبي الذي لي شرف رئاسته والذي يتخذ من باريس مقراً دائماً له أكثر من عشرة مؤتمرات ونحو خمس عشرة ندوة خلال الفترة الممتدة من العام 1993 الى العام 2001 حول مواضيع مختلفة ذات اهتمامات اقتصادية وسياسية وأعلامية ومائية وأستراتيجية بأبعادها الأقليمية والدولية .
وحاولنا خلال هذه الفترة المذكورة ان ننظم فعالية من إحدى هذه التظاهرات الدولية في المملكة العربية السعودية لأننا اعتمدنا في المركز مبدأ تنظيم مؤتمر وندوة كل سنة في عاصمة عربية او اوروبية لكي نكون اشبه بسفارة علمية وفكرية متنقلة .
ورغم اننا راسلنا أصحاب الشأن عدة مرات إلا اننا كنا نصطدم إما بعدم الرد او بالإعتذار منا لأن فكرة استضافة المنتديات والمؤتمرات لم تكن قد اختمرت بعد في السعودية كما لم تكن قد اخذت الحيز من الاهتمام الذي تُحظى به حالياً .ومع اكتمال العقد الأول من القرن الحالي حققت السعودية قفزة نوعية إذ أصبح لديها نواة من قاعدة صناعية ، وتمتلك المدن الأقتصادية ، وباتت محل جذب مغر للرساميل الإستثمارية ، وتنوعت الشركات ، وحظيت المؤسسات بالكثير من التسهيلات والإمتيازات ، وتم استقدام احدث انواع التكنولوجيا ، وأقيمت دورات تدريب لليد العاملة ، وأغتنت المملكة بالخبرات والمهارات واستحقت عن جدارة ان تكون في عداد اهم عشرين دولة ممن تصنع القرار الإقتصادي والمالي على الساحة الدولية .
ومع هذا التحول الكبير باتت المدن السعودية بأكملها تستضيف اسبوعياً الكثير من المؤتمرات والندوات الدولية التي تناقش مواضيع مختلفة مما يعني ان المملكة خرجت الى العالمية وأصبحت التظاهرات والفعاليات الدولية من ضمن مناهجها الأساسية التي كنا في مركز الدراسات العربي – الأوروبي نتمناها قبل عقد واحد من الزمن فقط .
وتأتي في هذا السياق الدورة العاشرة «لمنتدى جدة الإقتصادي» الذي شارك فيه نحو 1200 شخص، منهم 370 سيدة أعمال من مختلف بقاع العالم ، وممن هو مختص في التجارة والمال والصناعة والزراعة والتعليم والصحة والتقنية والطاقة ،كما شارك العديد من الأكاديميين والخبراء والرسميين وصناع القرار الذين ناقشوا ليس فقط الواقع المعاش بل استشرفوا بإسهاب ايضاً الإقتصاد العالمي عام 2020 والمعطيات التي سيفرزها عقد من الزمن المقبل .
هذا هو واقع السعودية اليوم وهذه هي المكانة التي تحتلها على الخارطة الإقتصادية العالمية حيث تمسي المنتديات انعكاسا للطموحات .
رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي
