آراء وأقلام نُشر

الـطـيـبـون لا يــرحـلـون

في حياتنا أناس لا يغيبهم الموت أو يُنسينا أثرهم، فأولئك الذين وضعوا في حياتهم بصمة حقيقية يستحقون أن يظلوا في الذاكرة مدى الحياة.
الشيخ يحيى بن حسين الأحمر رحل عن دنيانا الخميس الماضي إثر مرض عضال ألم به.. رحل وسط دموع أهله وأصدقائه ومحبيه الذين عرفوه صادقاً أمينا.
الشيخ يحي بن حسين الأحمر عرفته عن قرب رجلاً نبيلاً حاضراً على الدوام وسط أصدقائه.. يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، كان لا يرفض لأحد مسألة ولا يتذمر من خدمة أحد، وتلك هي عادات الكرماء.
عرفته مبتسماً دوماً.. بشوشاً في وجوه من حوله.. كان رحمه الله متواضعاً أيما تواضع.. محباً لجميع الناس ومحبوباً من كل الناس.
الشيخ يحيى لم يكن يوماً يرغب أن يظهر أو يبرز إعلامياً رغم أعماله وصفاته التي تستحق الإشادة وتستحق أن تكون واضحة للعيان.
جميع من عرفوا الشيخ يحيى عن قرب يشهدوا له بالنبل والطيبة والأخلاق ومساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم.. جميعهم يعلمون تماماً لما للرجل من مناقب حميدة وصفات عظيمة جعلته يحظى باحترام كبير ومحبة أكبر.
عاش الشيخ يحيى لفترة طويلة في مدينة جدة.. عاش فيها كرجل له حضوره القوي والفاعل في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكرجل لا يبخل أن يمد يد العطاء لكل من حوله.. لقد كان حاضراً في معظم النشاطات والمؤتمرات والفعاليات الوطنية.
وقبل هذا كله، فالشيخ يحيى كان قد شارك أخاه الشيخ عبد الله في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية، وله مواقف مشرفة مشهودة، كما عمل على ترسيخ النظام الجمهوري، وتقلد مناصب أمنية وتنفيذية عديدة في مسقط رأسه (محافظة حجة).
الشيخ يحيى بصفاته وأخلاقه فعلاً يذكرنا بشقيقه الفقيد عبد الله بن حسين الأحمر رحمهما الله، فهما حقاً نموذجان نفخر بهما ونذكرهما بكل الحب والخير.
عشرات الآلاف من محبي الشيخ يحيى ودعوه إلى مثواه الأخير بمقبرة الشيخ عبد الله في مدينة صنعاء.. ومن هنا أتقدم بخالص العزاء إلى جميع أسرة آل الأحمر بهذا المصاب الجلل، وعلى رأسهم الشيخ صادق.
رحم الله الشيخ يحيى بن حسين الأحمر.. هذا الوفي المخلص.. وأدخله الله فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

*رجل أعمال سعودي


 

مواضيع ذات صلة :