وأنا لا أخشى على الرجل من «الشعب» أو من «الحكومة» لكننى أخشى عليه من «النخبة» التى سوف تسحب منه جائزة «نوبل» فى «السلام» وتمنحه جائزة الدولة فى «الكلام».. ومن المعروف أن «أبا العتاهية» شارك فى كتابة الدستور المصرى عندما قال لهارون الرشيد عن منصب الخلافة (لم تك تصلح إلا له.. ولم يك يصلح إلا لها. ولو رامها أحد غيره.. لزلزلت الأرض زلزالها) فطلب الرشيد إثبات هذا التعديل فى الدستور وتعيين ابنه «الأمين» بعده الذى اختلف مع أخيه المأمون، لأن أحدهما كان ضد تعيين المرأة قاضية بينما الثانى كان يفضل عودة الضرب إلى المدارس بدلاً من الوجبة..
لذلك نحن حائرون بين حكومة تصيبنا بـ«الكوارث» وشعب يعالجها بـ«الكوارع» وأرى أن تعديل القماشة أهم من تغيير الترزى لأن أنا وحضرتك والرجل الذى باع لك هذه الجريدة وعمر الشريف وعبده الحرامى نعلم جميعا أن الشعب «الكينى» والشعب «البنينى» والشعب «الغينى» رفضوا التجديد لحكامهم أكثر من دورتين بينما قبلنا نحن.. فهذه شعوب لا تصدّر الشعوذة ولا تستورد الدروشة.. ومبدئياً سوف أمنح صوتى بصفة مؤقتة للحاج «أوغلو» بتاع السمك لأنه عمره فى حياته ما غشنى، كل ما أطلب منه سمك بورى كبير طازج أروح البيت ألاقيه سمك بلطى صغير فاسد بحجة أننى لا أعرف الفرق بين البورى والبلطى..
وأى إنسان قرأ الإعلان العالمى لحقوق الإنسان أو قرأ قصة «إنى راحلة» أو سمع موسيقى «اتمخطرى يا حلوة» يعلم أنه من دون تغيير الناس والبحث عن العقل الضائع سوف يمسك الترزى القماشة –أيا كان اسمه- ويخصخصها ويقصقصها ويصبغها ويبيعها دون أن نجرؤ أن نقول له حضرتك الحاج «أوغلو» بتاع السمك.. تصبحوا على خير.
** الساخر الأول بمصر