اقتصاد عالمي نُشر

بريطانيا تنفذ مشروعاً لخفض 90 بالمئة من الانبعاثات

Image بدأ في اسكتلندا مشروع تجريبي لاختبار أسلوب جديد، يهدف إلى خفض كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث في الهواء، والذي تأمل بريطانيا أن يكون قفزة للأمام في مكافحة التغيرات المناخية، وذلك من خلال نظام تجميع وتخزين الكربون لخفض الانبعاثات بنسبة 90 بالمئة.
وقامت شركة «دوسان بابكوك إنيرجي» بتشغيل نظام احتراق (أوكسي فيول)، وهو أكبر مشروع تجريبي في بريطانيا، لتجميع الكربون وتخزينه، يوم الجمعة الماضي.
ودعي أكثر من مئة شخص من أرباب الصناعة ووسائل الإعلام، والحكومة المركزية والحكومات المحلية، لحضور المناسبة، خارج مدينة غلاسغو.
وقال إيان ميلر الرئيس التنفيذي، لـ «دوسان بابكوك إنيرجي» للضيوف، «سنطرح التكنولوجيا، حالما يتيح السوق ذلك، نحن على ثقة كاملة من نجاح التجربة».
ويقوم نظام تجميع وتخزين الكربون بجمع ثاني أكسيد الكربون المنبعث من محطات الطاقة، وتخزينه تحت الأرض، لمنعه من دخول الغلاف الجوي.
وهذا من شأنه أن يساعد الدول الأوروبية على الالتزام بهدفها المشترك، بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بنسبة 20 في المئة، بحلول العام 2020، مع ضمان استمرار تشغيل الصناعات التي تعتمد على الفحم، كمصدر للطاقة.
ويمكن لنظام تجميع وتخزين الكربون خفض الانبعاثات بنسبة 90 بالمئة، ويجري تجربة عدد من التقنيات، ولكن لم تثبت فعالية أي منها، على المستوى التجاري بعد. ويعتمد الأسلوب الجديد المتبع في نظام «أوكسي فيول»، على حرق الفحم باستخدام أكسجين خالص، بدلاً من الهواء لينتج غاز ثاني أكسيد الكربون خالصاً تقريباً، وبخار ماء.

ويتم ضغط الناتج لتجميع ثاني أكسيد الكربون، تاركاً فقط الغازات الكامنة المتبقية، لتنبعث في الهواء.
وقادت «دوسان بابكوك» المشروع الذي تكلف 7.5 مليون إسترليني (12 مليون دولار)، بدعم من الحكومة البريطانية وشركة «سكوتيش آند سوذرن إنيرجي»، وشارك في رعاية المشروع «داكس» و «إيه.دي.إف» و «إيه.أون»، و «سكوتيش باور» و «فاتنفول».

 وقامت «فاتنفول» بتشغيل وحدة تجريبية بطاقة 30 ميغاوات، ملحقة بمحطة كهرباء، في شفارتسه بومبي في ألمانيا، منذ العام 2008. وجهاز الحرق صغير نسبياً، ويبلغ طوله 17 متراً وعرضه 5.5 متر، وارتفاعه 5.5 متر، وطاقته 40 ميغاوات، ويخضع لتجارب على مدى 20 يوماً، حتى ديسمبر المقبل، وبتكلفة عشرة آلاف إسترليتي في اليوم.
وفي حال نجاح التجربة يجري الاستعانة بالتكنولوجيا، في مصانع الفحم الجديدة، أوالحالية، للحد من الانبعاثات.
وتريد بريطانيا أن تحتل الصدارة في تطوير هذه التكنولوجيا، لتوفير فرص عمل في مجال الحفاظ على البيئة، وتحقيق ربح من تجارة عالمية، من المنتظر أن يتراوح حجمها بين ملياري وأربعة مليارات جنيه إسترليني، بحلول العام 2030.

كما تريد تعويض ما فقدته من مكانة، مقارنة بدول أوروبية مجاورة، فيما يتعلق بالاعتماد على الطاقة المتجددة. وصرحت جوان رودوك، وزيرة الدولة للطاقة وتغير المناخ، لدى حضورها بدء تشغيل المشروع « يعد تجميع وتخزين الكربون أولوية بالنسبة لنا، والبدائل أقل إغراء بكثير».
وتبقى تساؤلات مهمة بشأن سداد تكلفة التكنولوجيا، على النطاق التجاري، وكيفية نقل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، ويتوقع أن يضيف تجميع وتخزين الكربون نحو مليار دولار لتكلفة محطة الكهرباء. وللإسراع بخطا سباق إثبات فعالية تجميع وتخزين الكربون.

وفي العام الجاري، كشف «الاتحاد الأوروبي» النقاب عن دعم ما يصل إلى سبعة مشروعات ضخمة، أو أجزاء من 10 و12 برنامجاً.
وبذلت بريطانيا جهداً أكثر من أي دولة أوروبية، لتطوير أنظمة تجميع وتخزين الكربون، وينبغي على مصانع الفحم الجديدة في بريطانيا التزود بهذه الأنظمة، في غضون خمسة أعوام بداية من العام 2020. كما وعدت الحكومة بدعم ما يصل إلى أربعة برامج، بطاقة تتراوح بين 300 و400 ميغاوات، ويجري تشغيل أولها بحلول العام 2014. ويقول خبراء أنه يمكن بل ينبغي نشر التكنولوجيا في وقت مبكر لتحقيق فوائد صناعية وبيئية.
وقال ميلر "أود أن أرى الحكومة تعجل في الإطار الزمني وتقديم نشر التكنولوجيا قبل العام 2020، ومن الممكن تحقيق ذلك".
وتابع أن دوسان بابكوك تهدف لتشغيل وحدة بطاقة 250 ميغاوات قبل العام 2015 ووحدات بطاقة ألف ميغاوات بحلول العام 2020. ويقلق أنصار البيئة من استغلال أنظمة تجميع وتخزين الكربون لتبرير بناء مزيد من مصانع الفحم وتوجيه التمويل بعيداً عن تحسين كفاءة الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة.
وثمة مشكلة أيضاً بشأن نقل وتخزين ثاني أكسيد الكربون ولا يحاول أسلوب دوسان بابكوك تخزين ثاني أكسيد الكربون بل يطلقه في الجو في صورة مخففة وأقل ضرراً.
وتوجد في بريطانيا طاقة تخزين تكفي عقوداً، في حقول الغاز والنفط المستنفدة ،ومكامن صخرية بحرية؛ ولكن طاقة التخزين قليلة في أماكن، مثل اليابان والهند، حيث عليهما أن تصدرا ثاني أكسيد الكربون السائل، لدفنه في أماكن اخرى.
وفي بريطانيا، يتوقف إثبات فعالية التكنولوجيا، على الحفاظ على قوة الدفع للمشروعات التجريبية.
وقال جيف تشابمان، الرئيس التنفيذي لـ «اتحاد تجميع وتخزين الكربون»، «من الجنون أن تضيع بريطانيا الفرصة، ليس مقبولاً التقهقر للخلف».



المصدر : وكالات


 

مواضيع ذات صلة :