اقتصاد عالمي نُشر

نزيف الإفلاس بأميركا مستمر

لم يوقف الانتعاش الذي يشهده الاقتصاد الأميركي منذ الربع الثالث من 2009 نزيف إفلاس المؤسسات المصرفية، إذ تسجل بين حين وآخر حالات انهيار جديدة بينما تتوقع السلطات المسؤولة عن القطاع المصرفي أن تبلغ حالات الإفلاس ذروتها في 2010.
ويتواصل انهيار المصارف الأميركية خاصة الصغيرة منها لأنه بات من غير الممكن تحصيل ديونها, وهو ما يؤدي في الغالب إلى استحواذ مؤسسات مصرفية أخرى عليها.
وتعكس تلك الانهيارات التي بلغت في 2009 أعلى مستوى لها منذ 1992 بانهيار 140 مصرفا عدم استقرار النظام المصرفي الأميركي الذي لم يتعاف من الأزمة المالية التي اندلعت خريف 2008, والتي فجرتها أزمة أخرى هي أزمة الرهن العقاري.
وأدت أزمة الرهن العقاري مع تردي وضع سوق الائتمان إلى انهيار بعض أكبر المصارف الأميركية وعلى رأسها ليمان براذرز وبيع أخرى متعثرة مثل ميريل لينش لتضطرب بعدها وول ستريت وأسواق المال العالمية الأخرى بشكل عنيف، مما تسبب لاحقا في ركود اقتصادي عالمي هو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
وبينما استحوذت مصارف أميركية كبيرة مثل بنك أوف أميركيا على أخرى متعثرة, سعت الحكومة الأميركية أواخر عهد الرئيس السابق جورج بوش ثم في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما إلى منع انهيار مؤسسات مصرفية ومالية كبيرة مثل مجموعة سيتي غروب المصرفية والمجموعة الدولية الأميركية للتأمين (أي آي جي) عبر إقراضها مئات مليارات الدولارات مما سمح للحكومة بامتلاك حصص في تلك المؤسسات إلى أن ترد تلك القروض.
وحصل القطاع المصرفي على النصيب الأكبر من خطة الإنقاذ المالي بقيمة سبعمائة مليار دولار التي مررها الكونغرس في أكتوبر/تشرين الأول 2008.
انهيارات مستمرة
وقد سجل في الشهرين الأولين فقط من 2010 انهيار 25 مصرفا.
وكان 140 مصرفا قد أفلست في 2009 في حين أن 2008 شهد إفلاس 25 مصرفا مقابل ثلاثة فقط في 2007.
وتوقعت رئيسة المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع شيات بير في يناير/كانون الثاني 2010 أن تبلغ وتيرة انهيار المصارف ذروتها في العام ذاته.
ووفقا لبيانات صادرة عن محاكم الإفلاس الأميركية, ارتفعت دعاوى إشهار الإفلاس الشاملة للمؤسسات والأفراد في الولايات المتحدة في 2009 بنسبة 31.9% إلى نحو 1.5 مليون دعوى.
يشار إلى أن نهاية 2008 و2009 شهدا أيضا انهيار مؤسسات صحفية مثل مجموعة تريبيون التي تنشر صحفا منها لوس أنجلوس تايمز وشيكاغو تريبيون.
أشهر الانهيارات
-مصرف ليمان براذرز -رابع أكبر مصرف في أميركا- يطلب الحماية من الدائنين منتصف سبتمبر/أيلول 2008, وكان انهياره من الأسباب التي أججت الأزمة المالية. وقد اشترى مصرف باركليز البريطاني مقار ووحدات تابعة للمصرف الأميركي المنهار.
-في التاريخ ذاته تقريبا, جرى بيع مصرف ميريل لينش المتعثر لمصرف بنك أوف أميركا.
-في أغسطس/آب 2009, أُعلن عن إفلاس بنك كولونيال في ألاباما الذي يعتبر أحد أهم البنوك الأميركية في مجال التطوير العقاري. وكان ذلك أكبر عملية إفلاس في 2009.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2009, أعلنت مجموعة سي آي تي الأميركية إفلاسها، وقدمت طلب حماية من الدائنين إلى إحدى المحاكم في نيويورك، في خامس أكبر عملية إفلاس في تاريخ المؤسسات المالية الأميركية.
المصدر: الجزيرة

 

مواضيع ذات صلة :