يشهد العالم حاليا ارتفاع كبير وملحوظ في أسعار السلع الأساسية منها الحديد والنحاس والألمنيوم والبترول والزيوت ومشتقاتها وهو ما ينذر بموجة تضخمية كبيرة بدأت في الظهور ومن المتوقع أن تنعكس إيجابيا على أسعار الأسهم المتخصصة بتلك المجالات والمدرجة ببورصات الخليج ومصر خلال الأشهر المتبقية من العام 2021.
وبحسب إحصائية أعدتها "معلومات مباشر" استنادا لبيانات البورصات العربية ومصر، فإن الأسهم التي تخصص بأنشطة السلع الإستراتيجية كالنفط ومشتقاته والسكر والزيوت وغيرها من السلع والمعادن أبلت بلاء حسنا منذ بداية العام الجاري وجذبت مستثمرين جددا بيد أنها تتميز باستقرار أدائها المالي وهو العامل الذي يجذب المتداولين متوسطي وطويلي الآجل إلا إنها قد تتأثر ببعض المخاوف المتعلقة بفيروس دلتا المتحور.
ركود اقتصادي
وبدوره، قال حسام عيد، مدير الاستثمار بشركة إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إن انحصار حالة من الركود الاقتصادي لقطاع التعدين والبتروكيماويات وانخفاض أسعارها عالمياً بسبب أزمة كورونا مما ترتب عليه انخفاض مستويات أسعار أسهم الشركات وأيضا انخفاض نتائج أعمال وأرباح الشركات وانخفاض الاغلاقات وعودة حركة التجارة العالمية إلى طبيعتها مرة أخرى انعكس بالايجابية على أداء شركات التعدين والبتر وكيماويات بعد عودة الانشطة الاقتصادية ودخول أسعار تلك الخامات في مسار صاعد.
ولفت إلى أنه في نفس الوقت لم تحقق أسهم هذه الشركات بالأسواق المالية إلا صعوداً طفيفا ولم تحقق مستويات الأسعار ما قبل أزمة كورونا مما يؤكد أن مازال هناك مستهدفات ومستويات أسعار مرتفعة لأغلب أسهم الشركات مثل حديد عز ومصر للالمنيوم وسيدي كرير وأموك. وبين أنه على صعيد البورصات العربية فتنتظر مزيدا من الارتفاعات بأسهم التعدين والبتر وكيماويات مثل أدنوك للتوزيع بسوق الإمارات وناقلات بالسوق القطري.
تحليل عميق
وأوضح محمد الشربيني، نائب رئيس الاستثمار لدى "إن آي كابيتال"، لـ"معلومات مباشر"، أن ارتفاع أسعار السلع عالميا شهدنا له أثرا على أسعار أسهم شركات المعادن و السلع والأمر المدفوع بالاختناقات في سلاسل التوريد حاليا، مؤكدا أنه يجب النظر أيضا للهياكل المالية لهذه الشركات و درجة الرافعة المالية في ميزانياتها و تأثير التغير في أسعار الفائدة على قوائم دخل هذه الشركات. ومن المقرر أن يتحدث رئيس الاحتياطي الاتحادي يوم الجمعة، مقدما تلميحا عن موعد تقليص حجم برنامج شراء الأصول.
وأوضح الشربيني، أن الأساس هنا هو التحليل العميق للأداء الاقتصادي و المالي لهذه الشركات على المدى المتوسط و الطويل. وأكد أن اختيار السهم عنصر مهم جدا داخل القطاع نفسه، إضافة للنظرة الإيجابية العامة لهذه القطاعات الاقتصادية الهامة في إطار منظور الدولة نفسها و الضوابط المتوقع حدوثها لحوكمة هذه الشركات أمر هام آخر يجب أخذه في الاعتبار.
طبيعة متعاملين
ومن جانبها، ترى حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية لدى شركة "الحرية لتداول الأوراق المالية"، لـ"معلومات مباشر"، أن طبيعة المتعاملين بأسواق الأسهم تختلف بين الدول العربية بل وفي الدولة الواحدة فيوجد تصنيف حسب الملاءة المالية وحسب القدرة علي تحمل المخاطرة وطبيعة الغرض من التداول هل تحقيق مكاسب وتداولات استثمارية أم مضاربة وحسب طبيعة كل متعامل يرسم استراتيجيتة.
وأشارت إلى إن بعض مستثمري الأسهم يفضلوا الاستعانة بأساليب علمية في تحليل الأسهم التي يستثمرون بها كاستخدام التحليل المالي والتحليل الفني والتحليل الأساسي والمزج بينهم فيما يفضل البعض الآخر الأسهم الصغيرة حتى يستطيعون الشراء بالمبالغ المستثمرة كميات كبيرة وحتى لو المكسب والتحركات هامشية. ولفتت إلى أن المتعامل في مصر لايربط تحركات الأسهم بتحركات أسعار السلع العالمية إلا في أضيق الحدود إما في الأسواق العربية فالتحركات مرتبطة بأسعار النفط والسلع العالمية والارتباط بالأسعار العالمية مبني علي تحركات المؤسسات وليس الأفراد.
مكسب حقيقي
وقال رئيس شركة تارجت للاستثمار، نور الدين محمد، لـ"معلومات مباشر"، إن تأثر الشركات بارتفاع أسعار المعادن والسلع عالميا سيكون موجود بشكل مختلف حسب ما تم التعاقد عليه من عقود سابقا وحسب ما هو موجود عندهم من مخزون من المواد الخام لان سعر بيع المنتج النهائي هو ما يتم تغييره تبعا لأسعار هذه المعادن بالسوق.
وأكد أنه بالتالي ستختلف معدلات أرباح هذه الشركات طبقا للفرق بين سعر مدخلات الإنتاج وسعر البيع الجديد و سيكون المكسب الإضافي الحقيقي في فرق سعر شراء مدخلات الإنتاج سابقا أو المخزون عن السعر الحالي لها.
حجم الطلب
وبدوره، أوضح محمود عطا مدير الاستثمار بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، لـ"معلومات مباشر"، إن أسباب ارتفاع هذه السلع عالميا ومحليا هي عودة فتح الاقتصاديات بعد قطع مسافة كبيرة في تطعيم المواطنين وعودة الأنشطة الاقتصادية وعدم قدرة منتجي المواد الخام علي سرعة استيعاب هذه الطلبات من المتوقع ارتفاع أسعار هذه السلع الأساسية.
ويري محمود عطا، أن هناك تأثر سعري كبير سوف يحدث خلال الفترات القادمة علي أسعار هذه الأسهم الخاصة بهذه السلع الأساسية داخل البورصة المصرية والبورصات العالمية ومن هذا الأسهم الذي نتوقع أن يحدث بها ارتفاعات وقيادة لمؤشرات البورصة المصرية خلال الفترات القادمة حديد عز ومصر للألمونيوم وأموك وسيدي كرير.
فرص استثمار
ومن جانبها، أكدت أسماء أحمد، محللة الأسواق لدى شركة ألف تريد للاستشارات، لـ"معلومات مباشر"، أنه وبعد أن انخفضت السلع العالمية منذ مارس 2020 ، سرعان ما تعافت سريعا ووصلت السلع العالمية إلي أسعار قياسية. كان هذا لعده أسباب منها أبرزها أن أموال السياسات التحفيزية وجدت طريقها وذهبت إلي أسواق الأسهم والسلع كأفضل فرص استثمار. أوضحت أنه حينها جاء ذلك مع مراهنة المستثمرون علي سرعة التعافي والبناء وعوده حركه التجارة والصناعة بما يسمي ظاهرة الـ"ريشلان تريد" ومن ثم استفادت السلع من هذه الظاهرة بشكل كبير مثل الخشب والسلع الأساسية مثل النحاس والحديد.
وأوضح أن ثاني سبب لذلك أنه خلال الفترة الماضية ارتفعت مستويات التضخم وبالتالي كان اللجوء لعقود هذه السلع كاداه للتحوط لحفظ قيمة أموالهم، مبينا أننا نجد أن أسهم الشركات في البورصات العربية التي يكون نشاطها مرتبط بالسلع ستتأثر إيجابيا باي ارتفاع في أسعار السلع علي مستوي العالم. ونبهت إلى أن الارتفاعات مستمرة طالما ظل برنامج التحفيز مستمر مع تعرضها لبعض الضغوط من وقت للثاني قرب تقليص برنامج شراء الأصول .
محمود جمال - مباشر: