وكالات
تترقب الدول المستهلكة للنفط نتائج الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي جورج بوش في 16 مايو الجاري للسعودية أكبر دولة مصدرة للنفط، والعضو الفاعل في منظمة أوبك، والتي سيتطرق خلالها إلى مناقشة أسعار النفط، وحث السعودية والدول الأخرى في المنظمة إلى زيادة إنتاجها من النفط الخام في محاولة لكبح جماح أسعار النفط المرتفعة. فقد أكد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي ستيفن هادلي يوم الأربعاء الماضي أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيطلب مجددا م أوبك زيادة إنتاج النفط وذلك خلال زيارته المزمعة إلى السعودية في الأسبوع المقبل. يأتي ذلك في الوقت الذي بلغت فيه أسعار النفط الخام أعلى مستوياتها عند 126 دولار للبرميل وسط توقعات بأن تشهد الأسعار مزيد من الارتفاع ، سيما أن تصريحات وزراء أوبك تؤكد أن السوق تحظى بإمدادات كافيه وأن ارتفاع أسعار النفط الخام لا علاقة لها بنقص الإمدادات.
فيما أكد وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل أشارت إلى أن أسعار النفط الخام مرشحة لبلوغ 200 دولاراً ، وأن ارتفاع الأسعار عائد إلى عمليات المضاربة التي يقوم بها المستثمرون في أسواق النفط.
لكن مصدر في أوبك قال اليوم إن المنظمة قد تجري مشاورات بشأن ما إذا كان من الضروري زيادة الإنتاج قبل الاجتماع المقرر للمنظمة في سبتمبر أيلول المقبل في حال استمرار أسعار النفط في الارتفاع.
ويعد هذا التصريح الأول الذي يخرج عن موقف منظمة البلدان المصدرة للبترول بأن ارتفاع النفط إلى مستوى قياسي قرب 125 دولارا للبرميل يرجع إلى عوامل غير العرض والطلب وليس إلى وجود نقص في المعروض. وأضاف المصدر أنه في استمرار أسعار النفط في الارتفاع فقد تتشاور أوبك بشأن زيادة في الإنتاج قبل أن تجتمع في سبتمبر، مشيراً إلى أن أي زيادة في الإنتاج يجب أن تكون أكبر من 500 ألف برميل يوميا حتى يكون لها تأثير في السعر.
فيما قال مندوب آخر لدى أوبك "في الوقت الراهن لا نسمع من السوق ما يفيد بوجود أي نقص في المعروض، مشيراً إلى أن لانفصال بين الأسعار وميزان العرض والطلب اخذ بالاتساع فيما يبدو. وقد مرت أسعار النفط المسعر بالدولار الأمريكي خلال أربعة عقود هي عمر صناعة النفط بمرحلة من التجاذبات والارتفاعات والانخفاضات كانت التوترات السياسية طرفاً فيها.
ففي العام 1970: كان السعر الرسمي للنفط السعودي محددا ب 1,80 دولار للبرميل بحسب أرقام وزارة الطاقة الأميركية. وفي 1974: تسبب الحظر الذي فرضته منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) خلال حرب أكتوبر بأول صدمة نفطية, تجاوز حينها سعر برميل النفط الذي تستورده المصافي الأميركية عشرة دولارات. وفي عام 1979: تلقت أسعار النفط ثاني صدمة جراء الثورة الإسلامية في إيران, وسعر البرميل يتجاوز عشرين دولارا.
وفي 1980: ساهمت الحرب بين إيران والعراق في دفع سعر البرميل إلى أكثر من 30 دولارا, إلى أن وصل السعر في بداية 1981 مستوى 39 دولارا. ومع نهاية أيلول" سبتمبر" وبداية تشرين الأول/أكتوبر 1990: ارتفاع طفيف ما فوق 40 دولارا للبرميل قبل حرب الخليج. وفي أيلول سبتمبر 2001: تجاوز البرميل عتبة 30 دولارا في الأسبوع الذي تلا اعتداءات 11 أيلول "سبتمبر" قبل إن يتراجع لينهي العام تحت عتبة 20 دولارا.
وفي أيار مايو 2004: النفط تجاوز مجددا عتبة 40 دولارا. وفي أيلول سبتمبر 2004: سعر البرميل بلغ خمسين دولارا, وقلق في السوق حيال الإمدادات النفطية. وفي حزيران يونيو 2005: ستون دولارا. وفي نهاية آب أغسطس 2005: ضرب الإعصار كاترينا المنطقة النفطية في خليج المكسيك ليتجاوز سعر البرميل سبعين دولارا. وفي 12 أيلول سبتمبر 2007: تجاوز برميل النفط المرجعي الخفيف ثمانين دولارا, وقلق في السوق حيال هبوط الاحتياط النفطي الأميركي.
وفي 18 تشرين الأول أكتوبر: تسعون دولارا. وفي 31 تشرين الأول أكتوبر: تجاوزت الأسعار عتبتي 94 و95 دولارا على التوالي بعد تراجع كبير للاحتياط الأميركي وتراجع الفائدة الرئيسية للاحتياطي الفدرالي ليسجل ارتفاع جديد إلى 96 دولارا . وفي أول تشرين الثاني نوفمبر سجل البرميل 97 دولارا و في السادس منه و98 في السابع منه. وفي تشرين الثاني نوفمبر: قفز البرميل إلى 99,29 دولارا قبل أن يتراجع إلى دون تسعين دولارا في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي 2 كانون الثاني يناير 2008: لامس البرميل عتبة مئة دولار في سوق نيويورك بتأثير من أعمال العنف في نيجيريا ووسط خشية من تراجع جديد للاحتياط الأميركي. وفي آذار/مارس 2008: بعد استراحة, عاود البرميل ارتفاعه في موازاة تراجع قيمة الدولار, وبلغ في 13 آذار/مارس 111 دولارا. ثم تراجع إلى ما دون مئة دولار مع نهاية الشهر. وفي نيسان/ابريل 2008: ارتفاع كبير لسعر البرميل اثر تراجع الاحتياط الأميركي وعدم تعديل إنتاج أوبك وفي ضوء النمو الصيني وتراجع غير مسبوق للدولار إلى 1,60 يورو, حتى بلغ 115 دولارا في 16 نيسان أبريل ليتوقف عند 119 دولارا في 22 منه.
وفي أيار مايو 2008: بعد تراجع مؤقت اثر ارتفاع سعر الدولار, عاودت أسعار النفط ارتفاعها، وأدت اضطرابات جديدة شهدتها مواقع الإنتاج في نيجيريا إلى تجاوز النفط عتبة 120 دولارا في 5 أيار/مايو, ثم عتبتي 121 و122 دولارا في السادس منه, ثم عتبة 123 دولارا في السابع منه, ثم عتبة 124 دولارا في الثامن منه, قبل أن يتجاوز عتبتي 125 و126 دولارا في التاسع منه
