اقتصاد يمني نُشر

قطاع الغاز في الشرق الأوسط بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات

ما تزال صناعة الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط في مراحل التطور الأولى مقارنة مع غيرها من المناطق، ولم تصل بعد إلى مرحلة الاستغلال الكامل لموارد الغاز الطبيعي التي تزخر بها، وفقا لتصريح أدلى به مسؤول يشغل منصب رفيع المستوى في إحدى شركات الطاقة المرموقة في المنطقة.

وأشار مجيد جعفر، المدير التنفيذي لشركة نفط الهلال وعضو مجلس إدارة شركة دانة غاز (ش.م.ع) في كلمة ألقاه في جلسة اليوم الأول للقمة السنوية الرابعة عشرة للغاز في الشرق الأوسط، والمنعقدة في فندق راديسون بلو، جزيرة ياس، أبوظبي خلال الفترة من 28 لغاية 31 مارس 2010، إلى أن منطقة الشرق الأوسط تستحوذ على 41 بالمائة من موارد الغاز العالمية إلا أن حصتها من الإنتاج العالمي لا تتجاوز 12 بالمائة، مسلطا الضوء على النمو السريع الذي تشهده صناعة الغاز الإقليمية بفعل الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي ونمو الصناعات المحلية، حيث أدت هذه العوامل إلى زيادة الطلب على محطات توليد الطاقة الكهربائية، منوها بأن صناعة الغاز الطبيعي في المنطقة بحاجة إلى استثمارات تزيد على 160 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة وفقا لدراسة أجرتها الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب).

وأضاف جعفر في كلمته: "يتميز إقليمنا بموقعه المثالي كمحور لإمداد النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى النمو السريع الذي تشهده سوق الغاز في المنطقة ذاتها"، وتابع: "ورغم الموارد الهائلة التي تزخر بها المنطقة، إلا أن العديد من بلدان المنطقة تعاني في الوقت الراهن من عجزٍ في إمدادات الغاز، وتتضمن التحديات الرئيسية السعي لتنويع مصادر الطاقة، وإدارة الطلب، بالإضافة إلى قضية الدعم الحكومي لأسعار الغاز والكهرباء محليا، والتي تؤدي إلى ارتفاع الطلب وتسبب أعباء على الموازنات الحكومية".

وتعتبر "ميجاس 2010" إحدى الفعاليات الرئيسية المدرجة على أجندة نشاطات صناعة النفط والغاز في المنطقة، حيث تتيح فرصة خلق تجمع بارز لأقطاب صناعة الغاز، واللقاء والتفاعل والحوار فيما بينهم، كما تتيح للمشاركين مناقشة الأحداث الهامة التي شهدتها صناعة النفط خلال العام الماضي، وتوقع التغيرات الممكنة على المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة ومناقشتها، كما تُقدم فرصة للتواصل بين الحاضرين، واستعراض الفرص الكامنة في هذه الصناعة، والعمل على النهوض والارتقاء بواقعها لبلوغ أهدافها المنشودة.

وفي حديثٍ له حول أهمية الحدث، قال جعفر: "مع التحول الجديد الذي شهدته أسعار النفط يبدو قطاع الغاز في طريقه نحو مرحلة حاسمة من النمو السريع والمؤثر، حيث تشهد الأسواق طفرة في الطلب على إمدادات الغاز اللازمة كوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى حاجة المنطقة إلى استثمارات كبرى في قطاع الصناعات التي تُدار بالغاز الطبيعي".

وتابع قائلا: "تعتبر ميجاس إحدى الفعاليات الأكبر والأقدم في المنطقة، وتنبع أهميتها أيضا من فرص اللقاء التي تتيحها للمعنيين بصناعة الغاز الطبيعي والطاقة في المنطقة للعمل معا وتبادل الخبرات ومناقشة مستقبل هذه الصناعة".

وتتضمن قائمة المواضيع التي تمت مناقشتها في دورة هذا العام، والتي تقوم شركة نفط الهلال برعايتها أستراتيجيا من ميجاس كل من "توجهات الطلب على الغاز في الأسواق العالمية"، "مفاهيم جديدة لشحن الغاز المسال وتصميم بوابات التفريغ"، "المعالجة بأمان"، "تخزين الغاز الحامض وتصريفه"، "تأثير السوق الفورية على تمويل المشروع"، و"إمكانيات الغاز في ليبيا واليمن والجزائر"، و"آفاق تعافي الاقتصاد الإقليمي".

وتعتبر نفط الهلال أول شركة نفط إقليمية مستقلة تعود ملكيتها بالكامل إلى القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط، تنشط في الاستحواذ على امتيازات التنقيب عن البترول وتطوير حقوله، وإنتاج وبيع النفط الخام والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي. وتركز الشركة بشكل خاص في تعزيز دعائم النمو الطويل الأجل على تطوير أصول الغاز الطبيعي وتسويقها واستغلالها على الوجه الأمثل، وهو الدور الذي دأبت الشركة على لعب دور الريادة به منذ منتصف الثمانينات عند النجاح في تنفيذ أول عقدين لإقامة خطوط أنابيب عابرة للحدود في المنطقة.


 

مواضيع ذات صلة :