الطماطم المجنونه أصابت المواطن المصري بالجنون والذهول ؛ أم خرجت من منزلها لتشترى كيلو طماطم تعد
به وجبة الغداء لأطفالها، ففوجئت بالبائع يضع علامة كتب عليها الكيلو بـ10 جنيهات، ظهر العديد من الأسئلة وغابت الأجوبة، وبات الأمر كاللغز فى الشارع المصرى، فما السبب الحقيقى وراء أزمة أحد أهم المحاصيل التى يستخدمها المواطن المصرى، وما هو حجم تلك الأزمة، ومن المستفيد منها ومن الأكثر تضررا، وما هى قصة الطماطم، وكيف وصل الأمر إلى أن يصبح سعر الكيلو الواحد يتراوح بين 7و12 جنيها؟
حاولت الصحف المصرية بتغطياتها الإجابة عن تلك الأسئلة، وفك شفرات الأزمة من خلال رحلة قضتها مع "المجنونة"، بدأناها من أرض المزارع وذهبنا معها فى سيارات نصف النقل إلى الأسواق، حضرنا المزادات، ومشادات التجار، وانتقلنا معها إلى أسواق التجزئة حتى وصلنا معها إلى يد المواطن المصرى، وإليكم تفاصيل تلك الرحلة لعلها تكشف سر هذا اللغز.
كيلو الطماطم فى الأراضى الزراعية يتراوح بين 3.80 قرش و5 جنيهات
فى أرضه بمركز بدر التابع لمحافظة البحيرة، كان يجلس مرتديا جلباباً فضفاضاً، شاردا بذهنه، وبصره شاخص ناحية أرضه، يتربع على قفص من الخوص، ويضع أمامه "قروانة" بها بعض الفحم، أخذ يحرك فوقها هواية من الريش ليصنع خبزا له ولصديقه جاره "محمد" ليتناولا معا وجبة الغداء، صمت «عوض محمد» طويلا قبل أن يقص علينا حكاية أرضه مع محصول الطماطم، ولعل هذا لأنه احتار من أى نقطة يبدأ روايته، ولكنه قرر أن تكون نهاية القصة هى بداية حديثه "إحنا بيتنا اتخرب خلاص ومش عارفين مين السبب، هل هى السوسة اللى هجمت على المحصول وقضت عليه ولا الشتلات اللى ما استحملتش درجات الحرارة العالية ولا الحكومة اللى ماوفرتش مبيدات كويسة تحمى الزرع"، ثم قرر أن يعود إلى نقطة البداية "الطماطم طول عمرها محصول ما بيخسرش وكل الفلاحين بيحبوا يزرعوها والسنة اللى فاتت جابت لنا مكاسب حلوة عشان كده زرعت الخمس فدادين بتوعى طماطم بس ماكنتش عارف إن المصيبة دى هتحل علينا"، عاد لصمته من جديد وشرد بذهنه مرة أخرى ناحية أرضه التى جفت أوراقها وتناثرت حبات الطماطم العفنة والفاسدة فى معظم أركانها،
ثم قال بصوت يختلط فيه الأسى بالحزن: «الفدان الواحد كان يدر علينا ما يقرب من 1000 عداية (قفص يحوى من20 إلى 22 كيلو ولكن التاجر عند الشراء يتعامل معها على أنها 18 كيلو فقط معللا ذلك بأنه يخصم وزن القفص إضافة إلى التالف من الطماطم) ولكننا فوجئنا عند الحصاد بأنه لا يتعدى الـ"٣٠٠ "عداية.
يلتقط صديقه محمد أطراف الحديث قائلا «المشكلة إن تكلفة الفدان كانت بين ١٠ إلى ١٢ ألف جنيه، لكنها وصلت إلى ١٨ ألف جنيه بسبب زيادة استخدامنا للمبيدات للقضاء على سوسة «أبسليوتا» التى هاجمت المحصول، وحتى بعد كل هذا لم يسلم المحصول منها وخسرنا أكثر من نصفه وما تبقى لنا لن يستطيع أن يعوض خسارتنا».
يبدو أن الحديث عن الخسارة استفز «عوض» فعاد ليقول «لما الفدان يجيب ٣٠٠ عداية يبقى هنكسب إزاى ويرضى مين اللى إحنا فيه ده، ده حتى الطماطم اللى فضلت حالتها ماتخليناش نعرف نبيعها بسعر كويس يعنى المعروض علينا فيها ٥٠ جنيه فى «العداية» (سعر الكيلو ٢.٧٠ قرش) و٧٠ جنيه (سعر الكيلو ٣.٨٠ قرش) لو الطماطم كويسة ودول نعمل بيهم إيه؟»
المصير نفسه كان من نصيب مصطفى حسنى من قرية محمد فريد بمنطقة بنجر السكر التابعة لمحافظة الإسكندرية، يقول: «فى شهر مايو الماضى زرعت الـ١٢ فدان التى أمتلكها بمحصول الطماطم، وكان من المفترض أن يكلفنى الفدان ١٢ ألف جنيه تقريبا، لكننى فوجئت بظهور سوسة تهاجم الزرع بشراسة وتقضى عليه، فاستخدمت المزيد من المبيدات للقضاء عليها دون فائدة، حتى إن تكلفة الفدان وصلت إلى ٢٠ ألف جنيه تقريبا».
يضيف «حسنى»: المشكلة إن الأرض جابت محصول لكن السوسة دمرته كله، والأزمة الموجودة حاليا سببها عدم وجود طماطم عند المزارعين من الأساس، مع العلم إن منطقة بنجر السكر من أهم المناطق التى تنتج الطماطم فى مصر.. يصمت قليلا ثم يتابع: «خسرت ما يقرب من ١٨ ألف جنيه فى الفدان الواحد، واضطررت أن أبيع المحصول كله صلصة بألفين جنيه ونصف للفدان، ومش عارف الخسارة دى هعوضها إزاى؟».
من الأرض إلى سوق العبور (العداية تتراوح بين 70 و90 جنيهاً)
على الطريق من البحيرة والإسكندرية إلى سوق العبور، استوقفنا بعض السيارات نصف النقل المحملة بالطماطم، سألنا من فيها عن الأزمة وأسبابها وعن الأسعار التى يشترون بها المحصول من المزارعين قبل أن تصل إلى أسواق الجملة وتوزع على التجار الكبار الذين سيقومون بدورهم بتوزيعها على المحال وتجار التجزئة لتصل فى النهاية إلى يد المستهلك.
على سطح السيارة وقف سعيد محمد- أحد التجار- يروى لنا قصة محصول الطماطم الذى اشتراه لتوه من أحد المزارعين بمنطقة مركز بدر التابعة للبحيرة، قال لنا «احنا إتأذينا السنة دى قوى بسبب الطماطم والكل فاكر إننا اللى عاملين الأزمة دى، أنا اشتريت الفدان بـ٦٠ ألف جنيه، وأخدت من صاحب الأرض العداية بـ٧٠ جنيه، ولسه هروح أبيعها فى سوق العبور فى المزاد ومش عارف هكسب فيها ولا لأ»،
قاطعنا سائق السيارة قائلا: «كل نقلة وليها سعرها وكل محصول وليه رزقه يعنى النقلة دى العداية فيها بـ ٧٠، وفيه محصول تانى يتقدر بـ٨٠ أو ٩٠، وده حسب نوعيتها، والمشكلة إن الناس فاكرة إن العداية دى بتبقى ٢٢ كيلو بالضبط، لكن الواقع بيقول غير كده، يعنى بعد ما بنشيل الطماطم المضروبة بيفضل من ١٥ إلى ١٨ كيلو فى العداية».
وفى طريقها من الإسكندرية إلى سوق المطرية بالقاهرة استوقفنا إحدى السيارات المحملة بالطماطم لنستوضح الأمر أكثر، ونرصد المزيد من التفاصيل، وبعد محاولات لإقناع سائق السيارة بالتوقف على الطريق الصحراوى للتحدث معه عن الأزمة، بدأ الحديث قائلا: «كيلو الطماطم الكويسة بيخرج من الأرض بحوالى ٥ جنيهات، وبيقل طبعا لو كان الطماطم فيها سوس»، سألناه إذا كان سعر كيلو الطماطم الجيد لا يزيد على ٥ جنيه من على أرضها فلماذا يصل إلى يد المواطن بضعف المبلغ أو أكثر، فقال لنا وهو يتجه عائدا إلى سيارته «مش لسه فيه مصاريف تانيه كتير زى النقل والشيل والكارتة اللى بندفعها فى السوق»، ثم تركنا ومضى فى طريقه من جديد.
(فى سوق العبور العداية ما بين 90 و120 جنيها)
انتقلنا إلى سوق العبور لنحاول أن نقترب من الحقائق أكثر، ونكون شهود عيان على تلك المرحلة التى تنتقل فيها الطماطم من السوق إلى التاجر، وهناك وجدنا عنابر خاصة بمزادات الطماطم، يجتمع فيها التجار حول «المعلم الكبير» ليبدأ المزاد على كل سيارة طماطم تدخل السوق.. «هيييييييه» صرخة عالية يطلقها التجار عندما يبدأ العمال فى إنزال بعض أقفاص الطماطم من فوق السيارة على الأرض ليعاينوها قبل بدء المزاد، وما هى إلا ثوان حتى يعرف كل منهم نوعية الطماطم وجودتها والسعر الذى تستحقه ولكن يبقى الأمر بيد «المعلم الكبير».
يلتف الجميع فى دائرة يتوسطها «المعلم الكبير» وأمامه أقفاص الطماطم، ينظر إلى المحصول ويحدد بأى سعر سيبدأ المزاد، وفى تلك الأحيان يعلق صاحب الطماطم عينيه فى قلق على وجه «المعلم» لا يتركه إلا بعد انتهاء المزاد.
دائرة كبيرة صنعها التجار حول «االمعلم» الذى نظر إلى أقفاص الطماطم وقرر أن يبدأ المزاد بـ٦٠ جنيهاً للعداية، ثم أخذت الأصوات تتعالى «يا معلم ٦٢»، وآخر يحاول أن يصل بصوته إلى الجميع «٧٠»، بينما حسم آخر الأمر لينتهى المزاد على ٩٠ جنيها للعداية، وانصرف الجميع متجهين إلى سيارة أخرى، وتكرر المشهد من جديد ولكن هذه المرة بدأ المعلم الكبير المزاد بـ٨٠ جنيهاً، فنظر التجار إلى الطماطم وأخذ كل منهم يرفع السعر بعد أن علموا أنها تستحق أكثر، فأخذ أحدهم يقول ٨٥ يا معلم، واخترق آخر الصفوف محاولا أن يصل إلى المقدمة رافعا السعر إلى ٩٠، بينما حسم آخر الأمر قائلا ١٠٠، فنظر إليه المعلم قائلا «حلال عليك».
فى البداية رفض هانى أو «المعلم الكبير» كما ينادونه هناك، الحديث معنا عن الأزمة وأسبابها ومن المسؤول عنها، ولكنه وبعد إلحاح بدأ حديثه قائلا: «الكل طبعا هيقول إن التجار الكبار هما السبب لكن زى ما إنتوا شايفين الطماطم السنة دى تعبانة والمعروض منها قليل يبقى المشكلة مش بسببنا»،
ثم يضيف: «أسعار عداية الطماطم هنا بين ٧٠ و١٢٠ جنيهاً، ولكن معظمها لا يتعدى الـ٩٠ جنيهاً بسبب رداءة الطماطم، والخاسر الأكبر فى هذه الأزمة هو الفلاح و«المعلمين»، فالمعلم يعطى الفلاح مبلغا ماليا ليزرع محصوله، ثم يعود بعد الحصاد ليبيعه، ويأخذ المعلم نسبة صغيرة من المبلغ بعد البيع، لكن المشكلة أن الفلاحين لم يحصدوا شيئا من الأساس لأن السوسة نالت من المحصول، والخسارة جاءت على الكل».
ثم قال لنا قبل أن يعود لبدء مزاد آخر: «الأزمة دى مش هتخلص قبل العيد الكبير لأن مافيش طماطم أصلا»، قبل أن نغادر سألناه: «ما هى النسبة التى يضيفها التاجر الذى يكسب المزاد على ثمن الطماطم قبل أن يبيعها لتاجر التجزئة»، فأجاب «تقريبا بنفس السعر إضافة إليه هامش ربح صغير»، ولم يحدد هذا الهامش ومضى.
(من التجار الكبار إلى تجار التجزئة العداية تتراوح بين 130 و140 جنيهاً)
انتقلنا إلى سوق الناصرية بالسيدة زينب وسط القاهرة لنكمل مع "المجنونة" آخر خطوات رحلتها قبل أن تصل إلى يد المواطن المصرى، وهناك سألنا التجار عن الأسعار التى يشترون بها الطماطم، فأكدوا أن أسعار «العداية» تتراوح بين ١٣٠ و١٤٠ جنيهاً من يد التاجر إليهم، وأنهم يضيفون إليها هامش ربح صغيراً لتصل إلى يد المواطن بأسعار تتراوح بين ٨ و١٢ جنيها، أحد البائعين قال لنا «مافيش قدامنا غير إننا نشترى من التجار الطماطم بالسعر ده والمشكلة إن الناس فاكرين إن إحنا اللى بنزود عليهم السعر عشان كده مواطنين كتير يعدوا علينا يشوفوا الأسعار ويبصولنا بقرف ويمشوا، وكأننا اللى بنحدد الأسعار مش هى اللى بتتفرض علينا من التجار الكبار».
وقبل أن نغادر سألته: يقولون إن أسعار الطماطم ستنخفض فى الأيام القادمة، فنظر باستغراب قائلا «ده مين اللى قال كده» قلت له "الحكومة"، فرد: "سيبك من الكلام ده هى الحكومة هتعمل إيه أصلا مافيش طماطم، ومن الآخر الأزمة دى هتخلص بعد العيد الكبير".
أنتهت الجوله (كيلو الطماطم فى يد المستهلك بين 8 و12 جنيهاً)
"شوفوا حل بقى إحنا تعبنا ومش قادرين"، بتلك الكلمات توجهت إلينا سيدة خمسينية كانت تقلب فى الطماطم لشراء نصف كيلو، أشارت لنا ناحية السوق قائلة "السوق ده كان بيبقى زحمة ليل نهار لكن شوفوا دلوقتى حاله عامل إزاى لأن الناس خلاص بطلت تاكل بسبب الأسعار دى، يعنى كيلو الطماطم الكويسة هنا بـ10 جنيه والتاجر بيخاف يحط السعر عليها عشان الحكومة لكن إحنا فى الآخر اللى بنكون الضحية»، وقبل أن تغادر تمتمت «ارحمنا يا رب".
جولة مع تاجر تجزئة فى سوق الجملة بـ6 أكتوبر
حركة دائمة لا تنقطع منذ طلوع النهار وحتى غياب الشمس.. عشرات من سيارات النقل المحملة بالأقفاص الفارغة تتجه فى طريقها للداخل.. عمال لا يتوقفون عن ملء الأجولة والأقفاص بالخضروات والفاكهة وآخرون جالسون على الأرض لفرزها.. خضروات وفاكهة تفترش أرضيات وأزقة المكان.. ضجيج لا ينقطع.. عقارب الساعة تتجه إلى الثانية ظهرا يلتف العشرات حول أحد المحال وتعلو الأصوات لتعلن عن بدء المزاد.. هنا سوق الجملة بـ٦ أكتوبر.. السوق الوحيدة التى يمكنك شراء الخضروات منها بأنواعها بأسعار زهيدة مقارنة بالأسواق الأخرى.. هنا يختلط البائع بالمستهلك بالتاجر فى مكان واحد.
وسط أقرانه من الباعة وقف علاء ناصر، بائع خضروات بالعمرانية، لحضور مزاد بيع الطماطم يقول علاء ناصر: إنه يحرص على شراء الخضروات لمحله من سوق الجملة بـ٦ أكتوبر مرتين من كل أسبوع، لرخص أسعارها مقارنة بسوق العبور، إلى جانب قربها من محله الذى يقع فى منطقة العمرانية، ويضيف: «هنا فى السوق ترى المنتجات الجيدة والرديئة فى وقت واحد، وعلى بائع التجزئة توخى الحذر عند شرائه للمنتج منعاً من خلط الجيد بالردىء».
دقائق مرت على بدء المزاد، اختلطت خلالها أصوات البائعين لتعلن الطماطم انتصارها على قريناتها من باقى الخضروات، حيث وصل ثمن القفص الواحد من الطماطم عالية الجودة إلى 120 جنيهاً ليصل ثمن الكيلو إلى 6جنيهات، ورغم ذلك يرى التجار أن ثمنها انخفض عن الأسبوع الماضى.
رغم ارتفاع سعرها، وعدم إقبال عدد كبير من المواطنين على شرائها، فإن علاء يحرص على شراء الطماطم من السوق، وإن قلت الكمية عن الفترات السابقة، "ممكن نستغنى عن اللحمة أو الفراخ لكن الطماطم هى السلعة الوحيدة اللى مش ممكن نستغنى عنها أبداً لأنها أساسية فى جميع الوجبات" هكذا أوضح علاء أسباب إصراره على شراء الطماطم قائلاً: «أحرص على دخولى مزاد الطماطم لحظة نزولى أرض السوق لضمان شراء طماطم عالية الجودة رغم ارتفاع أسعارها بالجملة، التى وصلت إلى ١٢٠ جنيهاً للقفص الواحد، ويحتوى القفص على ٢٠ كيلو جراماً و٨٠ جنيهاً للطماطم الرديئة، إلا أنه مهما ارتفع، ثمنها لا يستطيع أحد الاستغناء عنها، وبعد ضمانى الحصول على حصتى من الطماطم أتجه لشراء باقى احتياجاتى من الخضروات الأخرى".
إرتفاع الحرارة أهدر محصول الطماطم
وعن أسباب ارتفاع أسعار الطماطم أوضح علاء أن الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وراء تلف المحصول فى الأراضى، ما أدى إلى خفض الإنتاج وارتفاع أسعار المبيدات، وحول توفير كميات من الخضروات وطرحها للبيع من خلال المنافذ التابعة لوزارة الزراعة بثمن أقل من المعروض فى الأسواق أكد علاء أن الحكومة فشلت فى حل أزمة ارتفاع سعر الطماطم والمعروض من الطماطم فى منافذ الوزارة فرز ثان وثالث ردىء الجودة، فى حين أنها تعجز عن توفير الطماطم ذات الجودة العالية بنفس الثمن.
بسرعة البرق يلتف أربعة عمال حول عربة نصف نقل تنتظر أقفاص الطماطم بعد أن دفع علاء ثمنها لتاجر الجملة بالسوق، ورفع الأقفاص إلى السيارة يكلفه ٥٠ قرشاً للقفص الواحد يدفعه «للشيال» إلى جانب ٢ جنيه أخرى يدفعها للتاجر عن كل قفص تحت بند «الأرضية»، وهو ما يراه علاء مصاريف يتحملها وحده لا يعلم عنها المستهلك شيئاً.
المواطن يظن إننا نكسب ملايين من الطماطم
«مكسبى لا يتعدى الـ ٥٠ قرشاً فى كيلو الطماطم الواحد» هكذا قدّر علاء قيمة مكسبه قائلاً: «الزبون فاكر إن مكسبنا فى الطماطم كبير، وإننا بنكسب ملايين وميعرفش إن الكيلو بيقف علينا فى سوق الجملة بـ5 جنيهات غير تكلفة المشال والأرضية والكارتة اللى بنتحمل قيمتها لوحدنا".
وعن اختلاف أسعار الطماطم من منطقة لأخرى أوضح علاء أن أسعار بيع الطماطم تختلف حسب المنطقة بالرغم من تطابق السلعة، فالطماطم التى تباع فى «إمبابة» بـ ٦ جنيهات، يتم عرضها بـ9 جنيهات فى حى "الزمالك".
بعد اطمئنانه على نقل حمولة الطماطم انتقل علاء إلى مزاد «البطاطس»، فهى تحتل المرتبة الثانية فى أولويات الشراء لتجار التجزئة، جودتها لا يعلمها سوى التاجر فقط، فالردىء منها من السهولة خلطه بالجيد، ولا يستطيع التفرقة بينهما سوى التاجر فقط، ويصل ثمنها فى أسواق التجزئة إلى ٣ جنيهات ونصف للكيلو الواحد.
170 جنيهاً ثمن "جوال البطاطس" الذى يحتوى على 70 كيلو جراماً، ليصل ثمن كيلو البطاطس فى سوق الجملة إلى ٢ جنيه و٤٠ قرشاً للكيلو الواحد، وهو ما يراه علاء سعراً مرتفعاً ويحذر من الخلط بين الجيد والردىء قائلاً: «البطاطس سلعة أساسية تحرص على شرائها ربات البيوت، وتنتعش سوقها فى موسم الدراسة، تختلف أنواعها منها الثلاجة والبودرة والتبريد، أفضلها التبريد وتصلح للتحمير والطهى، أما الثلاجة فتصلح للطهى فقط، فى حين أن البودرة من أكثر أنواع البطاطس انتشارا وتحتوى على مادة سامة».
البصل مستقر والطماطم بالطالع
تمر الساعات سريعاً، وعلاء ينتقل بين التجار وسيارات النقل لتحميل بضاعته ويتوقف عند مزاد البصل، فالبصل يعادل الطماطم فى الأهمية لأنه لا تكاد وجبة تخلو من كليهما، وتشهد أسواق البصل استقرارا فى أسعاره، حيث وصل ثمن الكيلو فى أسواق التجزئة إلى جنيه و٧٥ قرشاً.
وأشار علاء إلى ارتفاع أسعار البصل خلال الفترة "أغسطس- ديسمبر" لزيادة الإقبال عليه فى شهر رمضان وعيدى الفطر والأضحى.
الطماطم سلعة تختلف عن غيرها من الخضروات، فلا يمكن الاستغناء عنها فى جميع الأكلات هذا ما أكده علاء، موضحاً أن تأثير ارتفاع سعر "القوطة" تسبب فى انخفاض أسعار بعض الخضروات التى يصعب طهيها بدون الطماطم وهى على حد قوله تتلخص فى «الباذنجان، والفلفل الرومى، والكوسة» جميعها خضروات تحتاج إلى الطماطم، حيث وصل سعر كيلو الباذنجان إلى ١٥٠ قرشاً والكوسة إلى جنيهين، فى حين وصل ثمن الفلفل الرومى إلى جنيهين ونصف الجنيه.