
أصدر مجلس الجامعة العربية في القمة العربية الاستثنائية التي انعقدت في مدينة سرت الليبية يوم السبت قبل الماضي قرارات أدانت الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تهدد اليمن، وأكدت دعمه واستقراره والتصدي للإرهاب أفضل.
كما جدد الرئيس الفرنسي في القمة اليمنية الفرنسية التي احتضنتها العاصمة الفرنسية "باريس" الثلاثاء الماضي التي جمعته مع الرئيس علي عبد الله صالح دعم بلاده حكومة وشعبا لوحدة وأمن واستقرار اليمن، إلى جانب استمرار دعمها لمسيرة التنمية في اليمن بكل مكوناتها، وكان الرئيس علي عبد الله صالح تلقى رسالة من سمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير دولة قطر تتعلق بالعلاقات الأخوية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك وفي مقدمتها التعاون في المجال الاقتصادي والاستثمار.
الرئيس جدد ترحيبه بالاستثمارات الفرنسية في اليمن، مشيرا إلى أنها ستحظى بكل الدعم والرعاية لما فيه مصلحة الجانبين.
وسبق وأن تسلم الرئيس اليمني رسالة رسمية من نظيره الفرنسي في 25 يوليو الماضي تضمنت دعوته لزيارة فرنسا، مؤكدا على الأهمية التي ستشكلها هذه الزيارة لبحث المواضيع التي تهم البلدين والشعبين اليمني والفرنسي لما من شأنه توسيع التعاون الثنائي في المجالات كافة سيما التعاون الأمني ومكافحة القرصنة وتدريب القوات البحرية وقوات خفر السواحل اليمنية في إطار الشراكة الدولية لمكافحة القرصنة.
ولا تخفي الحكومة البريطانية مساندتها لليمن، فهذا موقف معلن يمثل إستراتيجية واضحة لدعم صنعاء، في مواجهة تحديات التنمية من جانب والتصدي لمحاولات تستهدف وحدة البلاد وهز ثوابت قائمة وأسلوب حكم يستند إلى شرعية تؤيدها حكومة لندن من جانب آخر.
وقد استمرت حكومة التحالف الحالية في لندن بتأكيد العلاقات القوية مع صنعاء، والسير على نهج وزارة العمال السابقة بزعامة جوردون براون، التي كانت وراء عقد المؤتمر الدولي في العاصمة البريطانية لدعم اليمن والسعي لتقديم مساعدات مالية من دول مانحة للمحافظة على استقراره وتماسكه في ضوء تحديات ضخمة تواجه هذا البلد العربي.
ونهجت حكومة العمال السابقة في لندن إستراتيجية تقوم على منح المساعدات وتحفيز الأسرة الدولية لإعطاء معونات لليمن، مع مساندة مشروعات لها علاقة بالبنية الأساسية وتوفير المياه الصالحة للشرب والغذاء والوقوف خلف مناهج التعليم والتطور الاجتماعي.
وكان رأي الحكومة العمالية السابقة، أن تطوير التنمية قد يكون من أسباب اكتساب المناعة المقاومة للإرهاب والتطرف، إذ أن الهدف هو ربط أبناء المجتمع اليمني بمشروعات تعود بالنفع العام وتمنح الأمل وتقاوم التفتت والتمزق والانهيار.
وكان وزير الخارجية البريطاني قد ترأس اجتماع لأصدقاء اليمن، خلال حضوره لقاءات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.
وكان اللقاء مثمراً ويجدد حلقات التواصل التي انفتحت العام الفائت في لندن، وتأكيدا على استمرار تبادل الرأي والتشاور مع حكومة صنعاء للالتفاف حولها، إذ أنها تمثل شرعية قائمة ومعترف بها دولياً، وهناك حاجة ماسة لأمن المنطقة كلها للمحافظة على تماسك اليمن ومنع سقوطه في قبضة الإرهاب والتطرف معاً.
وقد جاء انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك برئاسة بريطانية ليؤكد على هذه السياسة وإستراتيجية العمل على بقاء اليمن ضمن شرعية، ومقاومة محاولة تفتيته بالإرهاب والتعصب وتشجيع منظمات تستخدم العنف كأداة للتعبير عن رأيها.
التحديات التي تواجه اليمن
التحديات التي تواجه اليمن لبلوغ أهداف الألفية والتي تتمثل في ارتفاع معدل النمو السكاني إلى 3 بالمائة والتشتت السكان الواسع وضعف تنمية الموارد البشرية،وقصور خدمات البنية التحتية، ومن ضمنها تغطية الكهرباء والمياه وتفاوت مستويات الفقر جغرافياً، وتركزه في المناطق الريفية ومحدودية تغطية شبكة الأمان الاجتماعي و ندرة الموارد المائية، وارتفاع الفجوة الغذائية لتدني إنتاجية القطاع الزراعي والتراجع الحاد والمستمر في إنتاج النفط الخام والتغيرات المناخية إلى جانب التحديات الأمنية وتداعيات أزمة الغذاء والأزمة الاقتصادية العالمية.
ما زالت المشاكل الاقتصادية الضخمة التي يعانيها اليمن تحجب وتذكي التهديد المتزايد الذي يمثله تنظيم القاعدة احد ابرز واهم المشكلات التي تحمل الاقتصاد تكليف باهظة على المدى المتوسط والبعيد بشكل مباشر على مسار التنمية وضرب كافة القطاعات الاقتصادية بتشكلها خطرا يهدد الاستثمار والتمية وتجعل من الاستثمار في اليمن في بؤرة المخاطر.
ويتأثر غالبية اليمنيين بالعوامل المتشابكة من الانفجار السكاني إلى تراجع الموارد المائية والنفطية وانعدام الأمن الغذائي والفقر والبطالة والفساد وغياب القانون.
وقد تربك أزمات بهذا الحجم أي حكومة لكن صنعاء تواجه أيضا تمردا للحوثيين الشيعة في الشمال في صراع هدأ ألان بعد إبرام هدنة فضلا عن اضطرابات انفصالية في الجنوب.
وقد يرى اليمن ان الاثنين خطر اكبر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح التنظيم الذي يتخذ من اليمن مقرا له.
تمويل
ويواجه اليمن عجزا في الايردات لتحقيق أهداف حيث تبلغ حجم الموارد المطلوبة للإنفاق خلال السنوات 2010م -2015م نحو 44 مليار و535 مليون دولار لتحقيق أهداف الألفية للوصول التنمية الشاملة. ..فيما تبلغ الموارد المطلوبة لتأمين الاتفاق خلال السنوات 2010م 2015م نحو 13 مليار و893 مليون دولار.
وبلغ الاتفاق الفعلي على قطاع التعليم العام خلال خلال السنوات 2006 -2009م نحو 189 مليون و500 الف دولار منها 85 مليون و200 الف دولار تمويل حكومي و104ملايين و300 ألف دولار تمويل من مصادر خارجية.
خسائر
تشير المؤشرات الاقتصادية أن اليمن خسر 12 مليار دولار في قطاعي السياحة والاستثمار منذ استهدف تنظيم القاعدة سفينة حربية أمريكية بتفجير في ميناء عدن عام 2000 أسفر عن مقتل 17 بحارا،ويوفر الفقر تربة خصبة للإرهاب الحصول على كل الدعم الممكن من الغرب. ويعيش أكثر من اثنين من كل خمسة من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم. ويقول المعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية أن الثلث ليس لديه طعام يكفي احتياجاته.