الأخبار نُشر

لماذا تهيمن هذه الدولة على المعدن الأكثر استخداما في العالم؟!

كانت المعادن على مر عصور الإنسانية، عاملا أساسيا في تعريف الحقبة الزمنية مثل العصر البرونزي والحديدي، ولا شك أن الفترة الحالية من تاريخ البشرية هي عصر الصلب (الفولاذ) بجدارة.

لماذا تهيمن هذه الدولة على المعدن الأكثر استخداما في العالم؟!

يشكل هذا المعدن أساس حياة البشر الآن، ومنه تصنع المباني والمركبات وتقوم عليه الصناعات المختلفة، حتى أن معدلات إنتاجه واستهلاكه أصبحت مقياسا على التنمية في البلدان، بحسب تقرير لموقع "فيجوال كابيتليست" الإحصائي.

الأرض على موعد مع الإعتام... أزمة كارثية بدأت في أوروبا والآن تهدد العالم أجمع

يعد الصلب حاليا، المعدن الأكثر استخداما في العالم وكذلك أكثر المواد التي يعاد تدويرها. في العام الماضي فقط، وهو العام الذي شهد أشد لحظات الوباء خوفا وتقييدا، أنتج العالم مجتمعا 1.8 مليار طن متري من الصلب.

سر الكفاءة

يتشكل الصلب أساسا من خام الحديد، وتحتوي سبائكه على أقل من 2% كربون و1% منغنيز وعناصر أخرى، ورغم أن الاختلاف يبدو محدودا، فيمكن للصلب أن يمنح الإنسان معدنا أقوى 1000 مرة من الحديد.

ورغم ذلك أيضا، فهذه ليست مكمن القوة الذي يتميز به الصلب، وإنما قابليته لإعادة التدوير اللا محدودة دون فقدان الجودة، وبصرف النظر عن النقاء أو الاستخدام، فإن منتجات الصلب يمكن إعادة تدويرها، لإنتاج منتجات صلب جديدة (تحتوي 30% من المادة المعاد تدويرها).

بفضل الخصائص المغناطيسية لسبيكة الصلب، يمكن لهذا المعدن بسهولة أن يتعافي، ويمكن استخدام 100% تقريبا من المنتجات المشتركة لصناعة الصلب في أعمال أخرى أو لتوليد الكهرباء.

أكبر المنتجين

وتكشف بيانات الاتحاد العالمي للصلب كيف هيمنت الصين على هذه الصناعة الحيوية خلال الخمسين عاما الماضية، حيث تضاعف إنتاجها مرات عديدة ليصل إلى مستويات مذهلة منذ أواخر ستينيات القرن السابق، عندما تجاوزت إمداداتها بالكاد 10 ملايين طن متري.

كانت أوروبا هي المنتج المهيمن في هذه الصناعة قبل استيقاظ التنين الصيني، حيث بلغ إنتاجها في أواخر الستينيات نحو 165 مليون طن متري، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 115 مليون طن متري، ثم الاتحاد السوفيتي بـ102 مليون طن متري، وبعد ذلك اليابان بـ62 مليون طن متري.

في حين أن إنتاج هذه الدول الكبرى لم يحدث له أية تغيرات دراماتيكية، بعضها انخفض وبعضها الآخر زاد بنسب ملحوظة، فإن التغير الملحمي كان في الإنتاج الصيني، الذي لولاه، لربما واجه العالم أزمة في الإمدادات، وفيما يلي نظرة على أكبر المنتجين عالميا وفقا لبيانات عام 2020.

    الصين      1053

    الهند        99.6

    اليابان      83.2

    روسيا      73.4

    أمريكا      72.7

    كوريا.ج    67.1

    تركيا       35.8

    ألمانيا      35.7

    البرازيل    31.0

    إيران       29.0

هذه الأرقام تشير إلى الإنتاج في عام 2020 (بالمليون طن متري). اعتمدت بيانات الاتحاد الدولي للصلب على تقدير الإنتاج في روسيا وإيران، لعدم توافر البيانات الرسمية بعد.

تغيرات تاريخية

وكما يتضح من البيانات، فإن الإنتاج الصيني قفز تقريبا إلى 75 ضعف المستوى الذي كان عليه في أواخر الستينيات، لتصبح الدولة الآسيوية هي مغذي العالم الأول باحتياجاته من المعدن الذي يقود النمو في كل الأنحاء.

كشف التقرير أيضا أنه خلال عام الوباء، تراجع إنتاج العالم من الصلب بمقدار يقل عن 1% على أساس سنوي، مع العلم أن بعض البلدان تأثرت أكثر من غيرها، وعلى سبيل المثال، في حين انخفض إنتاج أمريكا واليابان وأوروبا بنسب 17% و16% و9% على التوالي، نما إنتاج الصين بنسبة 5%.

يبدو أن هذه الصناعة لم تلتفت حتى إلى الوباء، فبالمقارنة، وخلال الأزمة المالية العالمية، وتحديدا في عام 2009، انخفض الإنتاج العالمي بنسبة 8% على أساس سنوي.

لكن، ولأن الأداء الصيني كان مذهلا على طول الطريق، فإن إمدادات البلاد من الصلب زادت بنسبة 13%، في الوقت الذي هبط فيه الإنتاج بشكل حاد في مناطق مثل أمريكا بنسبة 35%، وأوروبا 27%، واليابان 26%.

من بين أبرز التحولات التي شهدتها هذه الصناعة أيضا، كان انخفاض الإنتاج والتوظيف في الولايات المتحدة بنسبة 50% بين عامي 1974 و1984، وفي ذلك الوقت اتسعت حصة الاتحاد السوفيتي من السوق العالمي، حتى أنه أصبح أكبر منتج للصلب الخام.

وفي عام 2017، بلغ إنتاج الصين من الصلب 870 مليون طن متري، لتتجاوز لأول مرة إجمالي إنتاج العالم مجتمعا، والذي بلغ آنذاك 865 مليون طن متري.

على جانب آخر، بلغ إنتاج بلدان الشرق الأوسط مجتمعة في عام 2020، نحو 45.4 مليون طن متري، فيما سجل إنتاج دول أفريقيا نحو 17.2 مليون طن متري.

 

سبوتنيك


 

مواضيع ذات صلة :