شخصية تاريخية نُشر

#عبدالله_البردوني

 
 
 
مثّل الشاعر اليمني عبد الله البردوني ( 1929 – 1999)، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله السابعة عشرة، حالة خاصة في المشهد الشعري العربي، على مستويات متعدّدة؛ إنسانية وأدبية وسياسية.
 
كان صاحب مجموعة "من أرض بلقيس" الصوت اليمني لجيل من الشعراء العرب الذي رفعوا أصواتهم عالياً في صراعات الحرية والعدالة. ورغم أنه أصرّ على القصيدة العمودية بقافيتها وأوزانها العروضية كشكل، إلا أنه عرف "كيف يمدّها بطاقات المعاصرة".
 
 
 
عبد الله صالح حسن الشحف البردوني (1929 - 30 أغسطس 1999) شاعر وناقد أدبي ومؤرخ ومدرس يمني تناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن ومواضيع سياسية متعلقة بذلك البلد وكان مؤيدا للحكم الجمهوري على الملكية وغلب على قصائده الرومانسية القومية  والميل إلى السخرية والرثاء وكان أسلوب ونمطية شعره تميل إلى الحداثة عكس الشعراء القبليين في اليمن
 
عن حياته ومؤلفاته:
 
ولد البردوني عام 1929 في قرية البردون في محافظة ذمار وأصيب بالجدري الذي أدى إلى فقدانه بصره وهو في الخامسة من عمره. تلقى تعليمه الأولي فيها قبل أن ينتقل مع أسرته إلى مدينة ذمار ويلتحق بالمدرسة الشمسية الزيدية المذهب. بدأ اهتمامه بالشعر والأدب وهو في الثالثة العشرة ودأب على حفظ مايقع بين يديه من قصائد وانتقل إلى صنعاء في أواسط العشرينات من عمره ونال جائزة التفوق اللغوي من دار العلوم الشرعية أدخل السجن في عهد الإمام أحمد بن يحيى لمساندته ثورة الدستور عام 1948.
 
دواوينه
أصدر 12 ديوانا شعريا من 1961 - 1994
من أرض بلقيس
مدينة الغد
لعيني أم بلقيس
السفر إلى الأيام الخضر
وجوه دخانية في مرايا الليل
زمان بلا نوعية
ترجمة رملية لأعراس الغبار
كائنات الشوق الآخر
رواغ المصابيح
جواب العصور
رجعة الحكيم بن زائد
في طريق الفجر
 
مؤلفاته الفكرية
رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه
قضايا يمنية
فنون الأدب الشعبي في اليمن
اليمن الجمهوري
الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية
الثقافة والثورة
من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته
أشتات
 
 

من قصائده :

الغزو من الداخل
 
فظيع جهـل مـا يجـري وأفظـع منـه أن تـدري   وهل تدريـن يـا صنعـاء مـن المستعمـر السـري
غــزاة لا أشـاهـدهـم وسيف الغزو في صـدري   فقـد يأتـون تبغـا فــي سجائـر لونهـا يـغـري
وفـي صدقـات وحـشـي يؤنسن وجهـه الصخـري   وفي أهـداب أنثـى فـي مناديـل الهـوى القهـري
وفـي ســروال أسـتـاذ وتحـت عمامـة المقـري   وفي أقراص منـع الحمـل وفـي أنبـوبـة الحـبـر
وفـي حـريـة الغثـيـان وفـي عبثـيـة العـمـر   وفي عَود احتـلال الأمـس فـي تشكيـلـه العـصـر
وفـي قنينـة الوسـكـي وفـي قـارورة العـطـر   ويستخفـون فـي جلـدي وينسلـون مـن شعـري
وفـوق وجوههـم وجهـي ونحـت خيولهـم ظهـري   غـزاة اليـوم كالطاعـون يخفـى وهـو يستشـري
يحجـر مـولـد الآتــي يوشي الحاضـر المـزري   فظيع جهـل مـا يجـري وأفظـع منـه أن تـدري
يمانيـون فـي المنـفـى ومنفيـون فـي اليمن   جنوبيون في صنعـاء شماليـون فـي عـدن
وكالأعـمـام والأخــوال فـي الإصـرار والـوهـن   خطـى أكتوبـر انقلـبـت حزيـرانـيـة الـكـفـن
ترقـى العـار مـن بيـع إلـى بيـع بــلا ثمن   ومـن مستعـمـر غــاز إلـى مستعمـر وطـنـي
لمـاذا نحـن يـا مربـي ويـا منفـى بـلا سكـن   بـلا حلـم بـلا ذكــرى بلا سلـوى بـلا حـزن ؟
يمانـيـون يــا أروى ويا سيف بن ذي يزن   ولـكـنـا برغمـكـمـا بـلا يُمـن بــلا يـمـن
بـلا مــاض بــلا آت بـلا سـر بــلا عـلـن   أيا صنعاء متى تأتين مـن تابـوتـك العـفـن
أتسألنـي أتـدري ؟ فــات قبـل مجيئـه زمـنـي   متـى آتـي ألا تــدري إلى أيـن انثنـت سفنـي
لقـد عـادت مـن الآتـي إلـى تاريخهـا الوثـنـي   فظيع جهـل مـا يجـري وأفظع منـه أن تـدري
شعاري اليوم يـا مـولاي نحـن نبـات إخصـابـك   لأن غـنــاك أركـعـنـا علـى أقــدام أحبـابـك
فألًهنـاك قلـن : الشمـس مـن أقبـاس أحسـابـك   فنم يا بابـك الخرمـي على بلقيس يا بابك
ذوائبهـا سريـر هــواك وبعـض ذيـول أربـابـك   وبـسـم الله جـــل الله نحسـو كـأس أنخـابـك
أمير النفـط نحـن يـداك نـحـن أحــد أنيـابـك   ونحـن القـادة العطشـى إلـى فضـلات أكـوابـك
ومسئولون في صنعاء وفراشـون فــي بـابـك   ومـن دمنـا علـى دمنـا تموقـع جيـش إرهابـك
لقد جئنـا نجـر الشعـب فـي أعـتـاب أعتـابـك   ونأتـي كـل مـا تهـوى نمسـح نـعـل حجـابـك
ونستـجـديـك ألـقـابـا نتـوجـهـا بألـقـابـك   فمرنـا كيفمـا شــاءت نوايـا لـيـل سـردابـك
نعـم يـا سيـد الأذنـاب إنــا خـيـر أذنـابــك   فظيع جهـل مـا يجـري وأفظـع مـنـه أن تـدري
من قصيدة غريبان وكانا هما البلد
 
وكيف كنتم تنوحون الرجال؟   بلا نوح نموت كما نحيا بلا رشد
فوج يموت وننساه بأربعة   فلم يعد أحد يبكي على أحد
وفوق ذلك ألقى ألف مرتزق   في اليوم يسألني ما لون معتقدي
بلا اعتقاد وهم مثلي بلا هدف   يا عمّ ما أرخص الإنسان في بلدي
 
*ويكيبيديا

 

مواضيع ذات صلة :