أشارت أحدث الدراسات التي أصدرتها مؤسسة «آي دي سي» للأبحاث برعاية شركة أنفور، وهي شركة رائدة في تزويد الخدمات والتطبيقات الخاصة بالأعمال، إلى أن شركات التصنيع تستثمر في ابتكار المنتجات الجديدة وفي خدمات القيمة المضافة لتستمر في المنافسة وتتوسع في السوق.
وقد سلطت الدراسة الجديدة، التي حملت عنوان «تحقيق التميز في الأعمال من خلال اعتماد الجيل التالي من حلول إدارة موارد المؤسسات»، الضوء على أهمية الابتكارات في دعم المصنّعين على تحقيق التميز في عروضهم وتعزيز قدراتهم التنافسية، وأن هذه الابتكارات تفوق في أهميتها المحاولات الرامية إلى الحد من التكاليف في ظل تراجع النمو الاقتصادي.
وأشارت الدراسة التي شملت أسواقا عالمية عديدة إلى أن إجراءات العمل والأنظمة التقنية غير المناسبة قد شكلت عائقا أمام استراتيجيات الشركات المرتكزة على الابتكارات، لاسيما وأن تلك الإجراءات والأنظمة تلعب دورا هاما في تسهيل إجراءات العمل والتواصل ضمن الشركة للتقدم بعروض العمل بسرعة وبأقل التكاليف الممكنة استنادا على العمل الجماعي.
وقد أشارت 60% من شركات التصنيع إلى أن أنظمة تخطيط موارد المؤسسات ERP تعاني من قصور في قدرتها على المساعدة في اتخاذ القرارات الأمثل التي تساعد على تحقيق التميز في العمل. وقد حلّت أنظمة تخطيط موارد المؤسسات المزوّدة بمزايا شبيهة بشبكات التواصل الاجتماعي في قمة أولويات الشركات المصنّعة لتحسين أنظمة العمل لديها، وذلك لدورها في تسهيل اتخاذ القرارات الأمثل والأدق والتي ترتكز على معلومات صحيحة.
وشملت الدراسة التي تم إعدادها أواخر العام الماضي 378 شركة من شركات التصنيع العاملة في مجالات السيارات والأجهزة الصناعية والأجهزة الإلكترونية ذات التقنية العالية وصناعات الفضاء في كل من السعودية والإمارات وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والبرازيل وأستراليا والصين والهند واليابان وروسيا.
تشير الدراسة أيضا إلى أن المنتجات تلعب دورا محوريا في عملية النمو والتوسع، إذ تبلغ نسبة التركيز على الابتكار في هذه المنتجات 63%، مقابل 58% للتركيز على القيمة المضافة للمنتجات، و 42% للتوسع في الأسواق الناشئة، في حين ترتفع نسبة التركيز على الابتكار في مجال صناعة السيارات لتصل إلى 78%، وفي مجال الأجهزة الإلكترونية ذات التقنية العالية 75%.
وبيّنت الدراسة أيضا أن استراتيجيات الحد من التكاليف قد انتقلت من مراكز التصنيع إلى سلاسل الإمداد، إذ أشارت إلى أن تحسين عملية الانتاج من ناحية الكلفة المادية تمثل أولوية لـ 11% من الشركات، بما يؤكد إلى أن قدرات التوفير الممكنة قد استنفذت، في حين بلغت نسبة الشركات التي تعتبر تخفيض عدد الموردين الأولوية الأساسية 77%، مقابل نسبة 55% ترى في تقصير سلاسل الإمداد الأولوية الأبرز.
وأبرزت الدراسة الشروط اللازمة للابتكار، إذ رأت نسبة 84% من الشركات في إجراءات العمل السريعة شرطا أساسيا، في حين أشارت 60% من الشركات إلى الوصول إلى المعلومات في الزمن الحقيقي كشرط أساسي، وفي المقابل اعتبرت 60%من الشركات أن تحسين القدرات التشاركية في العمل هي أهم تلك الشروط.
وتعليقا على هذه النتائج، قال بيير فرانسيسكو مانينتي، رئيس قسم الدراسات المتعلقة بشركات التصنيع في مؤسسة IDC لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: «إن الانتكاسات الاقتصادية الحالية قد تسببت بتراجع معدّل نمو الأعمال، مما فرض تحديات جديدة أمام شركات التصنيع التي تتطلع إلى المنافسة على الساحة العالمية» .
«وأضاف، » رغم أهمية الإدارة الفعالة للتكاليف والنفقات، إلا أن الشركات لا تتميز عن بعضها عمليا إلا من خلال الابتكار في المنتجات والخدمات التي توفرها.
«وبدوره، قال آندرو كايندر، مدير تسويق المنتجات في شركة إنفور: » مع إقبال شركات التصنيع على الحد من التكاليف بصورة كبيرة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، فإن عليها الآن الالتفات للتركيز على الابتكار في المنتجات وإجراءات العمل كوسيلة أساسية لتعزيز القدرات التنافسية، ويتطلب ذلك تغييرا في أسلوب عمل شركات التصنيع، والمزيد من الابتكار في تسيير إجراءات العمل ومستوى التقنية لتحقيق الوصول السريع والمشترك إلى البيانات، وتحقيق المرونة المطلوبة لتوفير المنتجات والخدمات المناسبة في الوقت المناسب.