وبينما ثارت الآمال بأن الانكماش الاقتصادي ربما يتراجع في الشهور المقبلة فإن قمة مجموعة العشرين تنعقد على خلفية أدلة على أن الركود بدأ يحكم الخناق في خضم فيض من البيانات الاقتصادية الكارثية وقرارات الاستغناء عن العمال.
تحديات هامة
وفي مؤشر على أن الانكماش يكتسب زخما فإن اجتماع يوم الخميس يتواكب أيضا مع تكهنات بإعلان البنك المركزي الأوروبي عن خفض آخر في أسعار الفائدة الأساسية بواقع خمسين نقطة.
ويأتي احتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الاقتراض مرة أخرى عقب تقارير تظهر تراجعا هائلا في الصادرات اليابانية بنسبة 50% تقريبا في فبراير/شباط، وانخفاض مؤشر ثقة رجال الأعمال في ألمانيا لأدنى مستوى له في غضون نحو 26 عاما وانكماش الاقتصاد الأميركي بنسبة 6.3% في الربع الأخير من عام 2008.
ومن المرجح أن تقر مجموعة العشرين في القمة التاريخية للدول صاحبة الاقتصادات الأكثر ثراء في العالم وتلك الصاعدة التي تعقد في لندن خططا لإخضاع الضوابط المالية العالمية لتتماشى مع التغييرات التي أطلقتها العولمة المتسارعة الخطى بزيادة نواحي الإشراف المنسق على السوق وغلق الفجوات في نظم الرقابة والضبط.
كما أن اتفاق مجموعة العشرين على إصلاح الهيكل المالي العالمي سيساعد أيضا في علاج الاختلافات بين الدول الأعضاء بشأن الحاجة إلى ضخ مزيد من الأموال في الاقتصاد العالمي للمساعدة في حفز النمو وإذابة التجلط في أسواق القروض المتجمدة.
إصلاح السوق
لكن فضلا عن الدفع بقضية إصلاح السوق فإن الالتزامات الصارمة في القمة من المرجح أن تقتصر على زيادة ملحوظة في توفير التمويل لصندوق النقد الدولي الذي يشكل جزءا أساسيا من الهيكل المالي العالمي.
وإضافة إلى إصلاح النظام المالي العالمي فإنه من المتوقع مجددا أن يدعو قادة مجموعة العشرين لاتخاذ خطوات لحماية من يعانون الفقر من تداعيات اشتداد حدة الانكماش وإصدار تحذيرات صارمة حيال التهديدات التي يشكلها تغير المناخ والحمائية. بيد أنه بعد جولة في ثلاث قارات استهدفت التوصل لإجماع قبل قمة لندن فإن دبلوماسية غوردون براون لا تزال تواجه اختبارا هائلا في القمة، حيث تبدو بعض المواقف وقد ازدادت حدة قبل القمة.
فالرئيس الأميركي يمكنه أن يعول على اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا أعضاء مجموعة العشرين وربما الصين أيضا في دعم دفعه القمة لاتخاذ ما سماه "عمل جسور وشامل ومنسق" لبدء حركة انتعاش, كما دعا صندوق النقد الدولي أيضا لخطط حفز اقتصادي إضافية.
لكن تظل أوروبا بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل متشككة بشأن ضخ مزيد من الأموال لإطفاء لهيب الركود بدعوى أن هذا سيتطلب بعض الوقت لإحداث أثره، وأن التركيز يتعين أن يكون الآن على الإصلاح المالي.
المصدر: الجزيرة