الإمارات
أكدت معالي الدكتورة (ميثاء سالم الشامسي) وزير دولة رئيس مجلس إدارة صندوق الزواج على إنه في ظل عولمة الإعلام تزداد الحاجة إلى التمسك بتراثنا وقيمنا الإسلامية والوطنية ودعائم مجتمعنا التي ارسى قواعدها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي ترسخ يوما بعد يوم في ظل قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .جاء ذلك في كلمة معاليها في إفتتاح الندوة التي تحمل عنوان "الإنفتاح الثقافي والإستقرار الأسري في الإمارات" تحديات الواقع وآفاق المستقبل والتي نظمها صندوق الزواج بالتعاون مع مركز الخليج للدراسات، والتي إستضافها المركز أمس الأول بالشارقة، وألقاها بالنيابة عن معاليها ( سليمان قاسم الحمادي ) مدير عام صندوق الزواج .
وأشارت معاليها في كلمتها إلى حقيقة مهمة وهي أن كل ما كتب في هذا الموضوع لم يستند إلى دراسات ميدانية او مناهج، بل اعتمد في معظمه على رؤى خاصة حول علاقة الانفتاح الثقافي بالثقافة المحلية أو علاقة العولمة بالقيم والتقاليد والعادات واللغة والموروث الثقافي، وكلها تصدر عن توجهات أيديولوجية أكثر منها رؤى علمية.
وقالت معاليها في إفتتاح الندوة لابد من تناول هذه القضية من منظور علمي يعتمد على الحقائق المجردة لعلاقة الإستقرار الأسري بالإنفتاح الثقافي إذ تشغلنا هذه القضية في صندوق الزواج بشكل كبير ولذلك جاء التفكير لعقد هذه الندوة مع مركز الخليج للدراسات لنناقش مفهوم الإستقرار الأسري بين انصار التراث والمعاصرة، تأثير التيارات الثقافية الوافدة على تماسك الاسرة، بالإضافة إلى أي مدى تعمل الصحافة ووسائل الإعلام في الإمارات لتحصين النشء وغرس القيم الأصيلة لديهم، وما هي المواد الأكثر قبولاً لدى المواطن في الإمارات.
وإختتمت معاليها كلمتها قائلة: "إني على ثقة بأن المشاركين في هذه الندوة من المتحدثين والخبراء يدركون جميعاً حجم المسؤلية الملقاة على عاتقهم، وإن مثل هذه القضايا المهمة تحتاج إلى اكبر قدر من الشفافية في التناول والمصارحة في العرض، والمنهجية في الدراسة، فبداية العلاج هو التشخيص الجيد بما يحقق لنا جميعاً ما نصبو اليه من اسرة متماسكة ومستقرة تمثل النواة الاهم في بناء المجتمع".
الإنفتاح والتطور إقتحم غرف النوم
ومن جانبه أشار الدكتور (خالد عبدالله) مدير مركز الخليج للدراسات إلى أن الناظر في عنوان الندوة وفي جدول أعمالها يدرك إنها تتناول قضايا إجتماعية هامة تشغل بال المسؤولين والمفكرين والناشطين على حد سواء لكونها تشكل جوهر عملية التطوير والتغيير في المجتمع، موضحاً أن الإستقرار الأسري يتحقق بفعل عوامل كثيرة، ويتأثر بكل مستجد فكري، ويتفاعل مع كل تطور إجتماعي وثقافي، ويحتل الإنفتاح الثقافي موقعا مركزياً في تثبيت الإستقرار الأسري أو الإخلال به تبعًا لطبيعة التلاقح معه.
وقال مديرمركز الخليج أن تحديات الحاضر والمستقبل هي من نمط آخر لإنها تجري ضمن مناخ عالمي مختلف، تطلب فيه حضارة أخرى الهيمنة على غيرها وأستيعابها في نطاقها، وهي تجري في واقع لم يعد لاحد فيه قدرة على التمنع عن الإنفتاح لان التطورات من حولنا بمختلف أنواعها وأبعادها تقتحم غرف نومنا دون إستئذان، وتدخل إلى مجتمعنا دون رخصة.
نظرة على جلسات الندوة
إشتملت الندوة على جلستين، الأولى ترأستها الدكتورة فاطمة الصايغ، وشارك فيها كل من الدكتور نصر عارف رئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة زايد والذي قدم ورقة بعنوان "الإستقرار الأسري بين الأصالة والمعاصرة"، بينما الورقة الثانية كانت بعنوان "التنشئة الإجتماعية والإستقرار الأسري في الإمارات: الواقع والمأمول" وقد قدمها الدكتور ( محمد أبو العنين ) رئيس قسم الإجتماع بجامعة الإمارات.
أما الجلسة الثانية فترأستها الإعلامية (عائشة سلطان)، حيث تم تقديم ثلاث ورقات خلال الجلسة، الورقة الاولى قدمها الدكتور محمد عبدالرحيم سلطان العلماء بجامعة الامارات بعنوان "العنف الاسري – الاسباب والنتائج واساليب المواجهة"، أما الورقة الثانية فكانت بعنوان "الوافد الثقافي والترابط الاسري في مجتمع الامارات" قدمها( الدكتور عبدالله الانصاري) من جامعة عجمان، بينما الورقة الثالثة فكانت بعنوان "المعالجة الصحفية لقضايا الاسرة – العلاقة بين الاداء الصحفي وتشجيع زواج المواطنين من المواطنات" قدمها الدكتور (حماد إبراهيم) قسم الدراسات الاسلامية جامعة زايد.
الإنفتاح الثقافى والرؤيه الإسلامية
وقد تخللت هذه الجلسات مجموعة من المداخلات والمناقشات والتي اهتمت بموضوع الجلسة، وفي ختام الندوة قدمت الدكتور(بسيوني حمادة) مستشار الإتصال الحكومي والإعلامي في صندوق الزواج تعقيبًا حول الأوراق والمناقشات التي قدمت خلال الندوة، حيث اكد على اهمية كل الاوراق العلمية التي قدمت خلال الندوة، مشيرا الى اننا كيف يمكن الاستفادة من بنية الانفتاح الثقافي التكنولوجية ليصبح الانفتاح الثقافي مناخا تعدم فيه رؤيتنا الاسلامية وقيمنا الاصيلة للتأثير في بنية الاسرة العالمية.
واوضح ( د. بسيوني) انه يمكن اعادة النظر الى الاسرة كأنهم خلية في المجتمع، هل هي فعلا مؤسسة لغيرها من المؤسسات أم انها نتاجا لسياسات اجتماعية اقتصادية وثقافية، بينما الواقع يشير الى خضوع الاسرة في تكوينها ونشوئها واستمرارها بعوامل من نتاج متغيرات بعضها محلي ومعظمها حكومي.
وذكر (د. بسيوني) في تعقيبه الى أي مدى يمكن النظر الى الوافد الثقافي باعتباره فرصة يجب اغتنامها لا تهديدا يجب تحاشيه، وذلك بالنظر الى الانفتاح الثقافي على أنه يدعونا إلى التشبث باصولنا الاسلامية، كما أن موضوع العنف الاسري طرح بمنظور فقهي وهو منظور في غاية الأهمية لكن من الصعب الوقوف عند الجوانب الفقهية، اذ من المهم النظر للعنف الاسري والاجتماعي في مجمله في علاقته بالأداء والإعتراض.
