ويستمر منتدى جدة الاقتصادي، الذي يشهد مشاركة 2684 شخصية عربية ودولية حتى 16 من فبراير (شباط) الحالي، يتضمن مشاركة 42 متحدثا، يناقشون محاور متعددة ضمن 9 جلسات على مدى انعقاد المؤتمر خلال 4 أيام. وأوضح عبد العزيز صقر رئيس منتدى جدة الاقتصادي في دورته العاشرة ورئيس مركز الخليج للأبحاث، أن المنتدى بصفة عامة معنيّ بمستقبل البشرية من جميع النواحي، لا سيما خلال العقد المقبل حتى العام 2020، وذلك باعتبار أن هذه الحقبة هامة جدا، كونها تأتي بعد تعافي العالم من الأزمة المالية حال زوالها.
وأضاف صقر أنه لا بد من وضع سياسات قائمة على أسس علمية وواقعية، مع الاستفادة من أسباب هذه الأزمة لضمان عدم تكرارها، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من هذا التجمع العالمي في النقاش الجاد والمثمر بما يلامس هذه القضايا مباشرة، من خلال تناول تلك القضايا بعمق ويطرح الحلول الواقعية، الأمر الذي تم عليه اختيار المشاركين والمتحدثين بعناية شديدة، واختيار شركاء المعرفة وهم جامعة الملك عبد العزيز «كلية الاقتصاد والإدارة»، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وجامعة كمبردج الإنجليزية، والمعهد الدولي للتنمية الإدارية. وقال رئيس منتدى جدة الاقتصادي 2010 إنه تم الانتهاء من جميع الترتيبات التي ستضمن نجاح هذه الدورة من المنتدى، مشيدا بدعم ومساندة جميع الجهات ذات العلاقة في المملكة، سواء الجهات الحكومية، غرفة التجارة والصناعة في جدة، والرعاة من رجال الأعمال والشركات الذين قدموا جهدا متميزا لإنجاح المنتدى. وأوضح أن الجلسة الافتتاحية للمنتدى ستنطلق مساء اليوم، من خلال كلمة لراعي المنتدى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ومشاركات لعبد الله زينل وزير التجارة والصناعة السعودي، وصالح كامل رئيس غرفة جدة رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس الغرفة الإسلامية، ورئيس منتدى جدة، كما سيتم عرض فيلم وثائقي حول تاريخ المنتدى وإنجازاته خلال الدورات التسع الماضية.
وأضاف أن الجلسة الافتتاحية ستتضمن أيضا كلمات لكل من الدكتور حمدون توريه الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، والدكتور كانايو نوازنزي ورئيس الصندوق العالمي للتنمية الزراعية.
ويشارك في منتدى جدة عدد من المسؤولين ورجال الأعمال، وتتضمن المشاركة الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود وزير التربية والتعليم، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، وعبد الله زينل وزير التجارة والصناعة، والمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، ومحمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي.
وتبدأ جلسات العمل التسع غدا الأحد، حيث يبحث اليوم الأول إدارة الاقتصاد العالمي بعد الأزمة، التي ستتناول الرؤية المستقبلية لاقتصاديات العالم حتى عام 2020 م بما في ذلك التطرق إلى إعادة هيكلة المؤسسات التي تحكم التفاعل الاقتصادي والمالي العالمي وإعادة تنظيمها، إضافة إلى مناقشة «العملات الاحتياطية المستقبلية»، التي تبحث مستقبل الدولار كعملة احتياطية عالمية على ضوء مطالبات عدة دول في مقدمتها الصين وروسيا بضرورة إيجاد عملات أخرى بديلة للاحتياطيات العالمية بعد الأزمة المالية العالمية.
في حين تبحث الجلسة الثالثة في اليوم الأول إعادة بناء الثقة في المؤسسات المالية، وتتطرق إلى ضرورة إجراء مراجعة واسعة لنظم السوق المالية لتحفيز التعافي من الأزمة المالية وحماية المستهلكين من تكرارها في العقد المقبل، مع ضرورة الاستفادة من الأزمة بما يؤدي إلى إدخال أدوات تنظيمية مالية جديدة على المستوى العالمي.
بينما يشهد اليوم الثاني من أيام منتدى جدة الاقتصادي وضع الطاقة والبيئة خلال الجلسة الرابعة من جلسات المنتدى، وستعمل هذه الجلسة على استشراف رؤية للتعامل مع المسائل المتعلقة بمستقبل العرض والطلب على الطاقة والتشديد على ضرورة تنفيذ سياسات أكثر حرصا على البيئة النظيفة.
في الوقت الذي تعقد فيه الجلسة الخامسة تحت عنوان «سياسات حماية التجارة والاستثمار»، وتناقش هذه الجلسة السياسات الإحمائية التي قد تتخذها دول العالم للتعامل مع تبعات الأزمة المالية العالمية، ومناقشة المخاطر التي قد تؤدي إلى عرقلة التجارة العالمية جراء السياسات الوطنية التي تتبعها بعض الدول، كما تبحث الجلسة إمكانية استئناف المفاوضات التجارية بنجاح في دورة الدوحة، ومدى الالتزام الحالي بمتطلبات منظمة التجارة العالمية.
في حين تناقش الجلسة السادسة الزراعة والأمن الغذائي، التي تركز على احتياجات العالم من المواد الغذائية وكيفية مواجهة شبح الأزمة التي يمكن أن تواجهها البشرية جراء الشح في مصادر الغذاء والزيادة السكانية الكبيرة التي تزيد من الحاجة إلى كميات كبيرة من الغذاء في العقد المقبل، مع تناقص المخزون المائي وزيادة التصحر. ويتحاور المشاركون في الجلسة السابعة باليوم الثالث والأخير من منتدى جدة الاقتصادي في وضع «الصحة»، حيث سيتم تناقش مستقبل الرعاية الصحة، إضافة إلى تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على الصحة، في ظل النمو السكاني والتوسع العمراني والتغيرات البيئية وانتشار الفقر وتفاقم عدم المساواة في الدخل وكثرة الحروب مع الانتشار السريع للأوبئة والأمراض المعدية.
وتحمل الجلسة الثامنة عنوان «العلوم والتكنولوجيا» لاستشراف مستقبل العلوم والتكنولوجيا في العالم، وتأثير ذلك على إحراز تقدم في التقنيات ما يجعل الاعتماد يقل على مصادر الطاقة المعروفة، والاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، وما سيترتب على ذلك في مجالات الصناعة والزراعة والطب.
إلى ذلك تختم جلسات المنتدى بمناقشة التعليم، حيث سيتم بحث الاستثمار في التعليم باعتباره من أهم العوامل للتخلص من تبعات الأزمة المالية العالمية، ومن أجل تحقيق التنمية المستدامة على المدى البعيد، وبما يؤدى إلى مخرجات تعليم تتناسب مع متطلبات سوق العمل، وتناقش الجلسة المعايير التي ستقود عملية التقدم في التعليم في العقد المقبل. وذكر صقر أن المنتدى سيشهد تغطية من قبل 186 صحافيا وإعلاميا يمثلون وسائل الأعلام العالمية والمحلية، منهم 139 صحافيا و32 مراسلا لوكالات الأنباء والمجلات، و 15 مراسلا للمحطات الفضائية المحلية والعربية والعالمية. وأكد الدكتور عبد العزيز بن صقر أن اللجنة المنظمة وفرت الترتيبات كافة المتعلقة باستقبال ضيوف المنتدى والمشاركين، حيث أشار إلى توفير 100 مركبة لنقل واستقبال المشاركين في المنتدى. من جانبه وأوضح صالح كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة أن المنتدى بلغ مكانة لا مثيل لها خلال فترة وجوده الوجيزة، وهو الذي اجتذب في الماضي نخبة من المتحدثين فضلا عن وفود ذات اهتمامات واختصاصات متنوعة تمثل أكثر من 160 بلدا.
وأضاف كامل: «بالنظر إلى الاضطراب المالي والاقتصادي الذي ألَمّ بالعالم منذ نهاية سنة 2008، فإن إلى مثل هذا المنتدى حاجة أكثر من أي وقت مضى في محاولة لإدراك التقلّبات الهائلة التي يشهدها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن بالإضافة إلى البدء باستخلاص الدروس والنتائج الأولية. وبيّن رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية أن اختيار عنوان المنتدى لاعتماده نهجا استشرافيا يحدّد الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية التي من المرجَّح أن تنشأ عن انعدام الاستقرار الحالي. وأضاف أنها «اللحظة المناسبة لكي نخطو خطوة إلى الوراء لنتأمل ونحدد الاتجاهات التي ستؤثر فينا دون شك».
وقال: «منتدى جدة الاقتصادي هو المكان الملائم لمثل هذا البحث نظرا إلى التركيز على التفاعل بين الوفود والنقاش المفتوح والصريح الذي ميّز الاجتماعات السابقة».
الشرق الأوسط