مدونة الأنترنت الشهيرة (عايزة أتجوز) التي كتبتها الصيدلانية المصرية غادة عبد العال ونشرتها لها دار الشروق في كتاب حقق أعلى المبيعات وترجم لعدة لغات أجنبية تحولت لعمل تلفزيوني كوميدي خفيف الدم وناجح بفضل إخراج رامي إمام المتميز له وقيام التونسية هند صبري ببطولته رغم أن الفكرة ذاتها سبقتها إليها الفنانة الأردنية فرح بسيسو بمسلسل مشابه تماماً تكون فيه صيدلانية يتقدم لها عريس في كل حلقة وفي النهاية ترتبط بإبن خالتها المغترب في الخليج (سامر المصري).
أما في النسخة المصرية منه فهند تسعى بشكل غير طبيعي ومبالغ به للزواج هروباً من لقب عانس لكنها في كل حلقة تفاجأ بأنه غير مناسب ولا يمكن أن تتزوج به وتتخلى عن ذاتها. ويقوم زملاء كثر لها حلوا على العمل ضيوف شرف بأدوار عرسانها وهم: تامر هجرس وأحمد رزق وأحمد السقا الذي قدمت معه أجمل الحلقات وأكثرها إثارة وإضحاكا وتميزت عن حلقات النجوم الآخرين .وكشف العمل تمتع هند بقدرة طبيعية على أداء فن الكوميديا حيث حقق العمل نسبة مشاهدة عالية في الأردن ومصر والعالم العربي، وفوجئوا بهند كنجمة كوميدية ناجحة استطاعت تفجير ينابيع الضحك في أعماق المشاهدين بسهولة غريبة. وروح الكوميديا العالية فيه أعلى وأقوى من العمل السوري وباقي الأعمال الكوميدية المصرية الحالية.
وهند صبري بقبولها هذا العمل اختارت معالجة مشكلة العنوسة المتزايدة بين الرجال قبل النساء هذه الأيام بالكوميديا حيث أبرزت في إحدى حلقاته تفكير معظم رجال مصر بالهروب من واقعهم المحبط إلى الخارج بأي طريقة عبر تقدم عشرات منهم للزواج من فتاة معها جنسية أجنبية والوقوف في طوابير أمام المنزل، وهذا ليس مشهدا خياليا بل هو حال معظم الشباب العرب الذين يحلمون بالعمل في أمريكا وأوروبا التي تحترم فيها آدميتهم ويستطيعون فيها الزواج بعيدا عن غلاء المهور حتى من فتاة أفريقية ما دامت تحمل هي أيضا جنسية أمريكية أو أوروبية سيحصلون عليها أيضا عبر وثيقة الزواج منها ومن غيرها.
العنوسة تهدد الشباب أيضاً
والعنوسة اليوم من أخطر القضايا الإجتماعية التي باتت تهدد الشباب أيضا لا الفتيات فقط حيث أكدت أحدث الإحصائيات ارتفاع نسبة العنوسة في الأردن ولبنان وسوريا لعام 2009 إلى خمسة % بينما بلغت 35 % في كل من الكويت وقطروالبحرين والإمارات العربية المتحدة،وأقل منها في السعودية واليمن وليبيا حيث تصل فقط إلى 30 %، و20 % في الصومال والسودان و10 % في سلطنة عمان والمغرب، وواحد بالمائة فقط في فلسطين المحتلة حيث لا وجود هناك لظاهرة غلاء المهور لأنهم يحاربون الإحتلال بمزيد من الذرية التي تناضل للبقاء على تراب الوطن. وأعلى نسبة عنوسة موجودة كانت في العراق ووصلت إلى 85 % جراء الإحتلال والأوضاع الإقتصادية السيئة. وأثبتت دراسات أخرى أن عدوى العنوسة انتقلت للشباب العرب الذين يعانون من عدم قدرتهم على الزواج.
وبالإجمال يعتبر "عايزة أتجوز" من أنجح الأعمال الكوميدية في رمضان 2010 وتفوقت فيه هند على الممثلات الكوميديات المعروفات اللواتي ينافسنها بأعمال جديدة وبالأخص: عبلة كامل ومي كساب وهالة فاخر وإنتصار رغم مبالغتها الشديدة في الأداء الكوميدي الذي قد تكون بريئة منه ويتحمل مسؤوليته المخرج.
وقد شد العمل المشاهدين أكثر من أعمال النجوم الرجال وساهم في نجاحه الجماهيري عرضه على قناة ال إم بي سي الأكثر مشاهدة في العالم العربي،فعرض عمل قوي في قناة ضعيفة جماهيريا يقلل من قيمته ونجاحه وعرضه في قناة قوية ينصفه ويبرز تميزه.