قالت سيدة الأعمال السودانية سوزان خلف الله، في حوار خاص لـ «الشرق» إن الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني، ومسؤولين سودانيين، توجهوا بدعوة رسمية لرابطة سيدات الأعمال القطريات، للمشاركة في عدد من المعارض والمؤتمرات الاستثمارية السودانية، التي ستعقد في العاصمة الخرطوم، خلال الشهر الجاري، والتي يأتي على رأسها الاستثمار الزراعي والأمن الغذائي العربي، المدرجان ضمن فعاليات اجتماعات الدورة « 111 » لمجلس الاتحاد العام للغرف العربية، والاجتماع « 13 » لمجلس إدارة الغرفة الإسلامية التي يستضيفها الاتحاد تحت رعاية فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، مؤكدة أن العديد من سيدات الأعمال القطريات استجبن لهذه الدعوة، لحضور مثل هذه الفعاليات بغرض الاستثمار والانفتاح على أسواق جديدة، وأن المشاريع الحكومية القطرية في السودان، شجعت السيدات للخروج من النطاق المحلي، لتوسعة استثماراتهن الخارجية، خاصة في المجالات الزراعية، والكهربائية، وإنتاج القطن، والجلود، وقطاع النسيج بشكل عام، فالسودان يمتلك حوالي 84 مليون هكتار من الأراضي تم استثمار ما يعادل 18 مليون هكتار منها فقط، هذا وأشارت خلف الله إلى أن لديها خطة ستطرحها قريباً على سيدات أعمال بالدوحة، تهدف إلى قيام مصنع متخصص للنسيج في قطر، وهذا ما ينسجم مع توجه الدولة نحو الإنتاج المحلي، والتقليل من نسب الاستيراد من الخارج، موضحة أن هذا المشروع يحتاج إلى الاطلاع على التجارب والخبرات في الدول التي تمتلك مثل هذه المصانع، والتعرف على آلية عملها، خاصة وأن أكثر من %90 من المصانع السودانية تعود ملكيتها لسودانيات، وأن السودان حريص بشكل كبير على استقطاب المستثمرات والمستثمرين القطريين، خاصة مع وجود مزايا استثمارية جديدة، وأن تلك المؤتمرات ستعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف، وستؤتي ثمارها الإيجابية على الاقتصاد القطري والسوداني، متطلعة لمناقشة هذا المشروع مع رابطة سيدات الأعمال القطريات خلال المرحلة المقبلة، وبدعم من الجهات الحكومية.
وأوضحت خلف الله أن الملتقى الثاني لسيدات الأعمال الذي عقد بالدوحة مايو الماضي، قد أسفر عن عدد من التوصيات والنتائج المهمة، التي ستصب في مصلحة سيدات الأعمال العرب على وجه التحديد، كما أن الجانب السوداني اقترح عددا من التوصيات وتم الاتفاق على تنفيذها بالتعاون مع رابطة سيدات الأعمال القطريات في المستقبل القريب، منها: طرح محفظة بقيمة 50 مليون دولار في السودان من أجل تمويل المشروعات النسائية المشتركة، وإنشاء صندوق تنموي اقتصادي يغطي تكاليف تدريب وتأهيل المرأة، وهي مازالت في طور العمل والمناقشة من أجل التنفيذ، متمنية أن يعلن عن تنفيذ جزء من هذه المشروعات خلال الملتقى الثالث لسيدات الأعمال الذي سيعقد العام المقبل.
وأوضحت خلف الله أن الملتقى الثاني لسيدات الأعمال الذي عقد بالدوحة مايو الماضي، قد أسفر عن عدد من التوصيات والنتائج المهمة، التي ستصب في مصلحة سيدات الأعمال العرب على وجه التحديد، كما أن الجانب السوداني اقترح عددا من التوصيات وتم الاتفاق على تنفيذها بالتعاون مع رابطة سيدات الأعمال القطريات في المستقبل القريب، منها: طرح محفظة بقيمة 50 مليون دولار في السودان من أجل تمويل المشروعات النسائية المشتركة، وإنشاء صندوق تنموي اقتصادي يغطي تكاليف تدريب وتأهيل المرأة، وهي مازالت في طور العمل والمناقشة من أجل التنفيذ، متمنية أن يعلن عن تنفيذ جزء من هذه المشروعات خلال الملتقى الثالث لسيدات الأعمال الذي سيعقد العام المقبل.
تعاون بين سيدات الأعمال
وأشارت إلى أن سيدات الأعمال السودانيات لن يترددن في الدخول بشراكات أعمال حقيقية، مع سيدات الأعمال القطريات في حال وجهت لهن الدعوة لذلك، خاصة وأن السودانيات يمتلكن أعمالا كبيرة في المعادن والنسيج والعقارات وغيرها، وأضافت: نحن كسيدات أعمال سودانيات مقيمات بالدوحة، لدينا الاستعداد التام لمناقشة طرح معارض مشتركة مع سيدات أعمال قطريات، سواء للأزياء والعطور أو تلك المتعلقة بالصناعة والزراعة والمعادن، فنحن نمتلك الخبرات والكفاءات في هذه المجالات، والمرأة القطرية تمتلك الطموح والارتقاء في العمل، وهذا برأيي يخلق مشاريع متوازنة، سيكتب لها النجاح في المستقبل، كما خضت تجربة الشراكات مع سيدة أعمال قطرية لتصميم العبايات وتصديرها لسيدات خارج قطر، وقد نجح المشروع بشكل كبير، والحقيقة فقد بدأت العمل حالياً على تصميم العبايات الخليجية إلى جانب الثوب السوداني، حيث أمتلك حالياً ما يقارب من 300 ثوب من تصميماتي الشخصية، وأطمح إلى مشاركة قطريات لإقامة مصنع قطري للنسيج، وقد تمت مناقشة هذا الموضوع سابقاً لطرح مثل هذه المشروعات، ولكن مازالت تحتاج إلى دراسة عميقة، وخبرة كبيرة، ومساندة مادية، حتى نستطيع وضع أساس قوي لها، ولكن كما تعلمون أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه سيدات الأعمال القطريات والعربيات بشكل عام، أبرزها التمويل المالي للمشاريع، وبحكم احتكاكي بالعديد من القطريات المنتجات، وجدت أن هذه المشكلة تأتي على رأس هرم العراقيل التي تواجه مشاريعهن، الصعوبات المالية، فيمكن أن يتم تعاون بيننا وبينهن، لإقامة المعارض والمشاريع المشتركة، التي ستخدم اقتصاد البلدين الشقيقين، فنحن نعتبر الدوحة انطلاقتنا الحقيقية نحو كيفية استثمار أموالنا بشكل صحيح.
نجاح المرأة القطرية
وحول أداء سيدات الأعمال القطريات قالت: إنه أداء مميز وناجح بكل المقاييس، خاصة وأنني من المتابعات للأنشطة النسائية في الدوحة، من الناحية الاقتصادية، وأرى أن المرأة القطرية اليوم قد أبلت بلاء حسناً في جميع المجالات، خاصة بعد الدعم الكبير الذي قدمته الحكومة القطرية لها، إلى جانب دعم صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، حرم سمو أمير البلاد المفدى، التي رعت المرأة بتقديم المساندة لها، وهذا ما نعتز به ونفخر فيه كنساء، خاصة وأن جائزة سيدات الأعمال القطريات، بحد ذاتها مساندة كبيرة لسيدات الأعمال والمهنيات القطريات، ونأمل في المستقبل أن يفتح لنا المجال للمشاركة في الرابطة وبالجائزة، لإثراء تجربة سيدات الأعمال المحلية، والاستفادة من الأفكار والخبرات المتبادلة فيما بينهن، والشكر موصول للسيدة عائشة الفردان نائب رئيس رابطة سيدات الأعمال القطريات، التي أبرزت صورة المرأة في المحافل الاقتصادية، باعتبارها جزءا رئيسا من هذا المجتمع، وشريكا أساسيا في عملياته التنموية، وهي عوامل وجهود متضافرة ساعدت على انطلاق القطريات للعالمية وبكل جدارة، وقد استطاعت سيدات قطريات الاستثمار في عدد من بلدان العالم بشكل ناجح ومثمر، ومن هنا ندعوهن للمبادرة للاستثمار في السودان، الذي يعد مناخاً خصباً لذلك، خصوصا مع وجود الثروات والإمكانات الطبيعية والبشرية.
استثمارات السودانيات
«وأشارت إلى ارتفاع عدد المصممات السودانيات في قطر لأكثر من 10 سيدات، وتزايد نسبة سيدات الأعمال السودانيات في قطر بنسبة %20 خاصة في السنوات الأخيرة، يعملن في مناطق متفرقة في قطر، وهن يمتلكن استثمارات في صالونات التجميل، وقاعات الأفراح، وصناعة العطور، موضحة أنها تمتلك خبرة طويلة في مجالات الأعمال الخاصة بالخياطة والتصميم، حيث مارست عملي بالدوحة منذ عام 2001، ثم شاركت في أول معرض محلي عام 2003، بالتعاون مع أصدقاء البيئة، كما شاركت في معرض أزياء الشعوب العالمية الذي أطلق في شيراتون، وكانت لي مشاركة في معرض الدوحة ملتقى الثقافات العربية، كما نجحت في إضافة بعض الابتكارات على العطور السودانية، وغيرها، ويمكن القول إن علامة » سوداناوية الخاصة بي، قد انتشرت بفضل الله، داخل الدولة وخارجها، مثل أبوظبي ولندن وأمريكا، وأشكر زوجي والأهل على مساندتهم لي في مشوار عملي، فهم من قدموا لي كل الدعم والتشجيع من أجل المواصلة، كما أشكر الدعم المعنوي لي من قبل السفارة السودانية بالدوحة، حيث ساعدتني كثيراً من أجل تدشين تصميمي لأكبر ثوب سوداني، الذي من المقرر تسجيله في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث يبلغ طوله 81 مترا، وسوف يدشن مع الثوب القطري قريباً.
مشروع نافورة الدوحة
«وعن تصميمها لمشروع نافورة الدوحة لسلام دارفور قالت: صممت نافورة تعبر عن فرحتنا بسلام دارفور بعد الجهود القطرية الكبيرة التي دعمت هذه القضية حتى استطاعت أن تخرج بسلام، وتتكون النافورة من سلة » المندولة السودانية، وهي جزء من تراثنا، وتدل على الكرم، والفكرة من هذه النافورة أن حمامات السلام البيضاء، تقبض بمناقيرها على اللؤلؤ الأبيض، وهي ترمز للدوحة، كما أنها تذرف المياه، في السلال التي أشرت إليها سابقاً، وهي دلالة أخرى على مدى التلاحم والترابط بين قطر والسودان، وما ينقصني الآن هو دعم الشركات والمؤسسات المحلية، خاصة السودانية منها، لتبني هذا المشروع لطرحه في إحدى الزوايا في الشوارع، ولإهدائه لدوحة الخير، امتناناً منا للجهود القطرية، كما صممت الثوب القطري السوداني الذي وجد رواجاً كبيراً بين السودانيات، بدعم من سيدة أعمال قطرية بنسبة %50، وقد أعلنت سابقاً عن ثوب سلام دارفور الذي وجد إقبالاً كبيراً، فقد تم بيع ما يقارب من 40 نسخة منه، وأنا على استعداد للتعاون مع الشركات لنسخ هذه الثياب النسائية والترويج لها، خاصة وأن المرأة السودانية تحمل في قلبها الولاء الكبير، تجاه الدور القطري الفعال، والجهود الجبارة التي قامت بها قطر تجاه قضية دارفور، وإحلال الأمن والسلام فيها.
صحيفة الشرق