حوارات نُشر

الاقتصاديون هم الأقدر علـى حــل مشـاكـل اليـمن

قال رجل الأعمال السياسي البارز - نبيل الخامري – إن الاقتصاديين هم الأقدر على حل مشاكل اليمن ، وقال إن عجلة الدوران والتغيير ستستمر رغم العراقيل التي تقع أمامها ، وأكد الخامري لمجلة الاستثمار ، أن على المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني أن يخرجوا بحل يخرج اليمن من أزماتها السياسية والاقتصادية ، وفيما يلي نص الحوار:

 هل تعتقد أن عجلة الحوار ستدور كما هو مرسوم لها ؟
- نتمنى من الله تعالى أن يحقق لليمنيين ما يصبون إليه، وأعتقد أن الحوار هو الحل الأروع والأفضل لكل الخلافات التي أنتجها التراكم السياسي طيلة العقود الماضية،وعجلة الحوار ستدور مهما حدث أمامها من عراقيل فلن تتوقف بإرادة الله وبعزيمة الشعب.
 وعجلة التغيير ستستمر في الدوران حتى يتحقق التغيير الكلي في اليمن ولا يمكن إيقافها، صحيح أن هناك جهات تسعى لإيقاف أي عمل يحقق الاستقرار في اليمن، لكن لا أظن أنها ستنجح.
 برأيك هل الملف الاقتصادي والاستثماري نال نصيبه في أجندة الحوار الوطني؟ وهل ستشاركون فيه؟
- مؤتمر الحوار الوطني لن يغفل مسألة الملف الاقتصادي فهذا مهم جدا، لكن قد لا يكون بحسب ما يريده رجال الأعمال أو المستثمرون، لكن في كل الأحوال يجب على مؤتمر الحوار أن يناقش التنمية المستدامة لليمن في المرحلة القادمة ويناقش مشاكل الاستثمار، فالاقتصاد مر خلال الفترة الماضية بمرحلة ركود أفقدت عدداً من رجال المال والأعمال الكثير من رؤوس أموالهم وبالمقابل أخرجت الأزمة  الكثير من تجار السوق السوداء الذين لم يكن لهم وجود.
كما أود الحديث هنا على ألّا يكون  مؤتمر الحوار مرهوناً  بالمشاكل السياسية فقط بل عليه أيضا أن يضع حلولاً للمشاكل الاقتصادية في المقام الأول، فالثورة أيضا كانت لديها أهدافاً اقتصادية وهي رفع مستوى دخل المواطنين والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية بما يوفر فرص عمل للشباب، ولا يجب على مؤتمر الحوار أن يخفق ويتجاهل قضايا الاقتصاد أو يرسم حدوداً معينة لمناقشتها، ونتمنى من الأخ الرئيس ألّا يتجاهل رجال الأعمال في وضع مستقبل اليمن القادم فهم عصب التنمية.
- كيف ستكون حجم مشاركتكم في الحوار الوطني للقطاع الخاص ورجال الأعمال ؟ وكيف يتم التنسيق بينكم في القطاع الخاص بخصوص المؤتمر الوطني؟
المسألة ليست مشاركة، الشيء الأهم هو أن يخرج المتحاورون بشيء يخدم اليمن ويزيل التراكمات السيئة التي وجدت خلال الأعوام السابقة، وأنا أعتقد أن المشاركة في الحوار الوطني لا تقتصر على حضور جلسات المؤتمر، لأن كل من سيتحاور سيتحاور لغرض حل مشاكل اليمن السياسية ولأجل استقرار اليمن وهذا الأهم، فمن يريد استقرار اليمن أكيد هو مشارك في الحوار وكل في موقعه وبصفته وشخصه.
 تبدو الأحزاب بحاجة إلى إجراء تصالح وتسوية داخلية قبل أن تجلس مع الآخرين في طاولة الحوار؟
- للأسف الأحزاب السياسية في اليمن لم تصل بعد إلى مرحلة  الحداثة وماتزال رهينة الماضي، ماتزال البرامج السياسية للأحزاب تحاكي «الزعيم، عبد الناصر، وحسن البنا ،عبد الفتاح إسماعيل وغيرهم» لم تتمكن الأحزاب السياسية حتى اليوم أن تغير أنظمتها السياسية بما يتناسب مع المرحلة الحالية والمرحلة القادمة، لم تحاك طموح الشباب وطموح الواقع اليمني، الأحزاب السياسية شاخت وهرمت وماتزال تحاكي ماضيها بل ومغرمة به.
للأسف الشديد أحزاب الساحة اليوم تريد أن تحقق «السراب» ومن يحاكي «السراب» لا يمكن أن يحقق شيئاً على أرض الواقع، تريد تلك الأحزاب أن تحقق أهداف ماضيها لا أهداف المرحلة والمستقبل، تريد أن تحقق مقولات روادها الذين لم يعاشروا واقعنا اليوم، ولهذا ظهرت الخلافات بين تلك الأحزاب، وستظهر مستقبلا إن لم تقم تلك الأحزاب بتغيير برنامجها السياسي لما يتطلب المرحلة القادمة لما يحاكي طموح الشعب وتطلعاته، تلك الأحزاب بنيت على مقولات ولم تبنَ على برنامج سياسي مستقبلي واضح المعالم.
وعلى الأحزاب أن تعقد مؤتمراً سياسياً لها أولاً للحوار لتستطيع أن تشارك في مؤتمر الحوار الوطني بموجب رؤيا واضحة لإنقاذ اليمن وهنا أكرر لإنقاذ اليمن وليس لإنقاذ أنفسهم أو بعث موتاهم.
 برأيكم هل أجواء  الحوار الوطني ستشكل عامل جاذب لرؤوس الأموال والشركات لتوسيع فرص الاستثمار؟
- والله هذه بحسب «الطبخة» إن أحسن الجميع «الطبخة» فحتما ستكون مفيدة وجيدة وصحية للكل وليس للاستثمار فحسب وستكون جيدة للنهوض بالاقتصاد اليمني والخروج منه من مرحلة الركود إلى مرحلة التطور، وإن وافق الجميع أن تكون مصلحة اليمن هي العليا ورسخوا مبدأ الانتماء الوطني فأنا اعتقد أنه سيكون هناك تحسناً، كما أن ذلك مرهون بتوصيات المؤتمر وأنا  هنا لا أقول توصيات بل بالقرارات الحاسمة التي ستصدر عقب مؤتمر الحوار الوطني .
 عانى الاقتصاد الخاص والمستثمرون خلال العقود الماضية لتهميش وابتزاز في كل الجوانب هل تعتقد أن الحوار الوطني سينصف هذا القطاع الهام؟
- أنت علقت كل شيء على مؤتمر الحوار الوطني وكأنه عصى موسى السحرية وهذا غير منطقي المؤتمر هو سياسي وليس اقتصادي وأنا هنا أدعوا لعقد مؤتمر اقتصادي لرجال المال والأعمال ليخرج بتوصيات ومطالب يراها رجال الأعمال كطوق نجاة للمرحلة القادمة، لما للاقتصاد ولرجال الأعمال من أهمية في تنمية الاقتصاد الوطني في المرحلة القادمة، وانا أقول «يا دوب» مؤتمر الحوار يخلص من القضايا الموضوعة التي لديه المتمثلة في قضايا الجنوب وصعدة والحقوق والحريات وغيرها من الأمور الأخرى لو تخلص المتحاورون من هذه المشاكل ووضعوا حلاً لهذه القضايا سنقول إن اليمن بخير ومسألة الاقتصاد دعوها لأصحاب الاقتصاد هم الأجدر والأكثر قدرة على حلها وهذا طبعا بتعاون الحكومة والمجتمع الدولي لكن علينا أولا أن نتخلص من المشاكل التي هي سبب عدم الاستقرار في اليمن.
  بما أنكم من رجال الأعمال والبيوت التجارية الكبيرة وكنتم إحدى قيادات الثورة والتغيير  كيف تنظر إلى مرحلة التغيير التي نعيشها؟
- أولا أنا لم أكن من قيادات الثورة وإن كان هذا شرف لي لكني لم أكن كذلك وأنا اعتبر أن الشباب هم القادة هم من قادوا مرحلة التغيير وبدأوا بها  وأنا اعتبر نفسي أحد الشباب ومن ننشد التغيير ودعم الثورة في بداية انطلاقها وحتى اليوم لنا تواصل مع الجهات الحكومية لأجل متابعة قضايا الجرحى والعمل على تسفيرهم، وهنا أقول رغم ما قام به الشباب من تغيير إلا أن التغيير كان تحصيل حاصل ولم يكن هو التغيير الذي حلم الجميع به، وبحجم التضحيات، ولكن نقول إن التغيير الموجود حاليا هو  «الممكن» ولا يجب أن نضحك على أنفسنا لو قلنا إن التغيير قد تحقق بشكل كامل، وهناك تغيير لكن ليس تغييرا كليا بل جزئي..


 

مواضيع ذات صلة :