رئيس مؤسسة حرية خالد الحمادي يتحدث لـ”الاستثمار” عن أهمية الاعلام الاقتصادي في النهوض بالاقتصاد، مطالباً الحكومة بإيلاء الصحافة الاقتصادية الرعاية والاهتمام الذي تستحقه
• في البداية نبذة مختصرة عن مؤسسة حرية للحقوق والحريات؟ تأسست مطلع العام 2012 بعد حصولي على الجائزة الدولية لحرية الصحافة من كندا، حيث أعطتنا تلك الجائزة نوعاً من الشعور بالمسؤولية الاجتماعية نحو زملاء المهنة، بالإضافة إلى أني زرت العديد من معاهد التدريب الصحفي وكليات الإعلام في الخارج وشعرت أن بلدنا بحاجة ماسة لمنظمة طوعية تعمل في إطار الدفاع عن الصحفيين ورصد الانتهاكات التي يتعرضون لها وتوفير الدعم القانوني لهم لتشجيعهم على العمل الصحفي بطريقة اكثر شجاعة وأكثر مهنية، بالإضافة إلى احتياجهم لتطوير المهارات الإعلامية التي لديهم وتطوير القدرات الصحفية التي يتمتعون بها من أجل النهوض بالمستوى الإعلامي في البلد ونحاول مواكبة العصر وبالتالي قمنا بتأسيس مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي.
• كيف تقيمون واقع الإعلام الاقتصادي في اليمن؟
الإعلام الاقتصادي في بلادنا حقيقة يقدر نقول عليه أنه ما يزال يحبو، وهناك جهود محدودة نلمسها من خلال مؤسسة المستثمر وبعض المجلات، هناك تعثر كبير جداً من قبل الإعلام الاقتصادي، كان هناك محاولات من قبل بعض المؤسسات الحكومية كوكالة سبأ أو بعض المؤسسات الخاصة، لكن لم تصمد الصحافة الاقتصادية إلا من خلال مؤسسة المستثمر حقيقة والتي لديها العديد من المطبوعات الاقتصادية، وهو جهد طيب وأهم شيء في أي عمل الاستمرارية، وجود إعلام اقتصادي متخصص مهم جداً للنهوض بالاقتصاد بالبلد لأن أي اقتصاد قوي يحتاج إلى مواكبة إعلامية لإظهار الجهود التي تبذل في هذا القطاع إلى الجمهور، وتسليط الأضواء عليه ومناقشة المشاكل والقضايا التي تواجهه في الميدان. • من المسئول الأول عن تطوير والنهوض بالإعلام الاقتصادي؟ أكيد المسئول الأول عن النهوض بالإعلام الاقتصادي هو الجانب الحكومي وينبغي عليه أن يلعب دوراً مهماً في هذا الجانب، أعتقد أنه يعتبر لبنة أساسية من لبنات البنية الاقتصادية في البلد فبدون إعلام اقتصادي ربما قد يكون الاستثمار متعثراً غيرقادر على النهوض، ومواكبة تطلعات الجمهور.
• ماتقيمكم للدورالذي تقوم به مجلة الاستثمار في الإعلام الاقتصادي والتنموي؟
مجلة الاستثمار لعبت دوراً جيداً في مجال الإعلام الاقتصادي وهي الوحيدة الصامدة في الميدان حتى الآن منذ صدورها رغم التعثر في وقت من الأوقات، لكن الشيء الذي يحسب لها صمودها واستمراريتها لأن أي عمل إدا استمر فهو يعطي أكيد ثماراً جيدة فكما يقال :قليل دائم خير من كثير منقطع، ومؤسسة المستثمر تعتبر أفضل بكثير من المحاولات الرسمية الإعلامية التي تعثرت بعد فترة قصيرة من صدورها، ربما كان هناك محاولات جيدة من قبل وكالة سبأ وصحيفة الثورة وبعض الملحقات في الصحف اليومية، ولكن كلها تعثرت أو لم ترق إلى المستوى المطلوب فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي ولم تتواكب مع التقدم الاقتصادي الذي حصل في فترة من الفترات والآن تحاول بلادنا استعادتها من جديد.
• كيف تنظر الى اهمية جائزة الاستثمار في تحفيز بيئة الاعمال؟
حقيقة جائزة الاستثمار وسيلة مهمة لتطوير الأداء الاقتصادي في البلاد، لمحاولة إدخال الشركات اليمنية حلبة المنافسة لتحسين أدائها في مختلف المجالات، لأن الاقتصاد اليمني في ظل عدم الاهتمام الاعلامي به في ظل عدم خلق فرص ومعايير للأداء يظل تقليدياً ولا يواكب التطور القائم في هذا المجال، فالعمل الاقتصادي هو عمل متطور بشكل دائم، الشركات الكبيرة في العالم تتنافس على تحسين أدائها لأن هناك رقابة عليها، هناك جهات تتابع أداء هذه الشركات. في بلادنا ربما تكون هذه الرقابة غائبة،وبالتالي قد تكون هذه الجائزة وسيلة من وسائل الرقابة غير المباشرة، كما أنها وسيلة لتحفيز الشركات لتحسين أدائها والحصول على موقع متميز بين الشركات العاملة في بلادنا.
• ماهو تقييمكم لمستوى تعاون الجهات الحكومية وحتى الخاصة مع الإعلام الاقتصادي من حيث توفير المعلومات والإحصائيات والأرقام للصحفيين؟
هذه هي الإشكالية الكبيرة التي تواجه الإعلام الاقتصادي حيث أنه لا يوجد تعاون من قبل الجهات الحكومية وأحياناً من جهات خاصة، من خلال تجربة بسيطة عندما كنت أعمل في جانب الإعلام الاقتصادي كنت أواجه عدم تعاون من المؤسسات الحكومية برفدنا بالمعلومات والأرقام المتعلقة بالجانب الاقتصادي، أيضاً الشركات الخاصة والمؤسسات الأهلية الكبيرة يمتنعون عن رفد الصحفي بالمعلومات الدقيقة و بالذات الأرقام، الجانب الحكومي يمتنع عن إعطاء الصحفي معلومات وأرقاماً ربما لعدم وجودها لديهم، والبعض يعتبرها معلومات سرية أما القطاع الخاص فتخوفهم من تزويد الصحفيين بالأرقام هروباً من الضرائب أو هروباً من كشف حجم الاستثمار لدى المستثمر.
ما هي رسالتكم للشركات الفائزة في جائزة الاستثمار للعام 2013 م؟
رسالتنا للشركات الفائزة أن تحافظ على هذا الفوز لأن الوصول للنجاح قد لايكون صعباً ولكن من الصعب الحفاظ عليه، لأنه إذا كان تم اختيار هذه الشركات وفازت بالجائزة فنتمنى أن تحافظ على مستوى النجاح الذي وصلت إليه وتكون أيضاً أكثر مسؤولية وعند مستوى القدوة طالما وأنها حصلت على جائزة أفضل أداء، وتحافظ على النجاح بشكل دائم وتكون نموذجاً يحتذى به في مجال النجاح للقطاع الخاص.
• هل من كلمة أخيرة تودون قولها عبر مجلة الاستثمار؟
أتمنى من مختلف الوسائل الحكومية وبالذات وزارة الإعلام أن تولي الإعلام الاقتصادي رعاية خاصة، ترفده بالتدريب والدعم المادي والمعنوي قدر الإمكان، أيضاً تخصص وسائل خاصة بها تكون موازية للإعلام السياسي. كما نطالب القطاع الخاص أن يبادر لدعم الاعلام الاقتصادي لأن العمل الاستثماري دائما يكون فيه تكامل ويفترض أن يلعب القطاع الخاص دوراً في المسؤولية الاجتماعية وأن تدعم بشكل أساس الاعلام الاقتصادي لأنه يخدمها بدرجة أساسية لأنه إذا وجد إعلام اقتصادي جيد ومتمكن ومهني فإنه سيخدم الاستثمار والمستثمرين
* مجلة الاستثمار العدد"49"