حوارات نُشر

جازم: الأوضاع الصعبة لن تثنينا عن اداء دورنا الوطني ومواصلة العمل التنموي

احمد جازم سعيد – عضو مجلس إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه - المدير الإقليمي بالحديدة، يؤكد أن الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن لن تؤثر على موقف المجموعة ولن تثني ابناءها عن مواصلة الدور الوطني والتنموي. ويوضح جازم في حديثه لـ“الاستثمار”، ان المجموعة بصدد إنشاء مصانع جديدة في محافظة الحديدة منها مصنع للاسمنت.
 
• ما مدى تأثير الأوضاع الراهنة في اليمن على نشاط مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه؟
 
لا يخفى على أحد ما وصلت إليه اليمن من ظروف صعبة ومتدهورة في كثير من نواحي الحياة وهي بالتأكيد ليست بيئة مناسبة ولا صحية للاستثمار ومع ذلك لم ولن يتغير موقف المجموعة ممثلة بالمجلس الإشرافي الأعلى الذي يرأسه الحاج علي محمد سعيد – حفظه الله ورعاه - أو من خلال مجلس إدارتها ممثلاً بالأخ عبد الجبار هائل سعيد – رئيس المجلس – وكذلك كل أبناء المجموعة حيث لم ولن نتخلى بإذن الله عن دورنا الوطني ورسالتنا التي نؤمن بها في مواصلة العمل التنموي والإسهام في توفير فرص عمل جديدة لأبناء الوطن من خلال افتتاح مشاريع صناعية جديدة على مستوى اليمن. فعلى مستوى المحافظة مثلاً افتتحنا مؤخراً وبعون الله مصنع الشركة اليمنية لتكرير السكر في منطقة رأس عيسى والذي بدأ إنتاجه خلال يونيو من العام الجاري 2013 م والذي أوجد أكثر من سبع مائة فرصة عمل منها حوالي مائتين وخمسين فرصة عمل لأبناء قرى منطقة رأس عيسى، وكذا الصليف والذي أثر تأثيراً إيجابياً في تحسين معيشتهم وإشعارهم بالرضا والطمأنينة لوجود وظائف ثابتة أصبحوا يعملون بها. بالإضافة إلى مصنع جديد للمطاحن وصوامع الغلال يضاف إلى المصنع السابق في مدينة الحديدة والذي تم إنشاؤه قبل 8 سنوات، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجه في يناير - فبراير 2014 وهو الذي سيوفر فرص عمل لقرابة 200 شخص بإذن الله تعالى، كما بدأنا العمل في إنشاء مصنع للألبان والأغذية الوطنية بالمحافظة لا يزال تحت الإنشاء. ونحن الآن بصدد إنشاء مشروع للإسمنت بإذن الله في محافظة الحديدة وغيرها من المشاريع التي تمت خلال الفترة الماضية والحالية في المحافظة وجميعها تؤكد موقفنا الثابت والراسخ من أننا بيت تجاري همه الأول العمل على خدمة هذا الوطن مادام الله قد وهبنا القدرة والإمكانية على ذلك بالرغم من كل الظروف التي تمر بها اليمن منذ العام 2011 وحتى الآن والتي لن تثنينا عن دورنا وواجبنا الوطني إحساساً منا كأسرة تجارية ورجال أعمال بمسئوليتنا الوطنية وتحمل واجبنا في التخفيف من هموم اليمن واليمنيين. 
 
• حققت مجموعتكم خلال مسيرتها الكثير من النجاحات، إلى ما تعزو هذا النجاح؟
 
توفيق الله تعالى لنا أولا وقبل كل شيء، ومن ثمّ العناصر التي تعتمد عليها المجموعة في مسيرة عملها والتي تعينها على الاستمرارية وتجنب العشوائية في أداء أعمالها بشكل عام؛ فنحن نأخذ بالأسباب المتمثلة بالعلم والمعرفة والإدارة والنظم المختلفة ومتابعة ما يتوصل إليه العالم من نتائج وتكنولوجيا كقوانين نجاح مشتركة لدى الإنسانية جميعا جعلها الله عناصر أمان وضمان للاستخلاف في الأرض لكل بني البشر. 
 
• كيف ترى أهمية الثروة البشرية ودورها في خدمة التنمية؟
 
من المعلوم لدى الجميع أنه لا يمكن بناء تنمية في أي مجال من المجالات إلا بالاهتمام بالإنسان باعتباره محور التنمية وعصبها؛ فهو المحرك الأساسي في الارتقاء بمستوى الشعوب والمجتمعات، لكن وللأسف الشديد القليل جداً من ذلك في عالمنا العربي من يترجم تلك القناعة في أرض الواقع إذ لا تزال مجرد شعارات ترفع هنا وهناك فيما واقع الإنسان في عالمنا العربي لا يزال واقعاً متردياً يعكس مدى ضعف الاهتمام بالإنسان كخليفة الله في الأرض. • ماهي فلسفة المجموعة في جانب تنمية الكادر البشري؟ نحن في المجموعة ولله الحمد نولي العنصر البشري جل اهتمامنا لقناعتنا بأن هذا العنصر هو مصدر تقدم ونجاح المجموعة والمؤسسات الوطنية المختلفة ولإيماننا بأن الإنسان هو محور التنمية وأساسها فقد سعينا ومنذ البدايات الأولى للمجموعة لتوفير بيئة مناسبة لتأهيل وتطوير مهارات العنصر البشري الوطني من خلال إنشاء معهد للتدريب الفني والإداري في منتصف الثمانينات والذي أصبح اليوم أكاديمية علمية أهلت الكثير من الأيدي العاملة والمتخصصة في المجموعة وخارجها على مستوى الوطن ساهمت في إحلال العمالة الوطنية محل العمالة الأجنبية وتكاد فنسبة العمالة المحلية في شركات المجموعة تمثل ما نسبته أكثر من 99 % من عمالة المجموعة والتي تصل لأكثر من 30 ألف عامل وعاملة، بينما كانت العمالة المحلية في البدايات في حدود 85 % تقريباً. كذلك تهتم المجموعة بالتعليم والتأهيل من خلال دعمها للعملية التعليمية بشكل عام والمساهمة في بناء المدارس والكليات في كثير من المحافظات ودعم الدارسين والخريجين والابتعاث إلى الخارج للدراسات سواء من داخل المجموعة أو خارجها حيث خصصت المؤسسة الخيرية للمرحوم هائل سعيد أنعم وشركاه قسماً خاصاً بهذا الشأن على مستوى الجامعات الوطنية وعلى المستوى الخارجي وهذا ما نتمنى أن نكون قد وفقنا الله في تقديمه كجزء من رسالتنا الوطنية الشاملة.
 
• بعد انضمام اليمن رسمياً لمنظمة التجارة العالمية، إلى أي مدى باعتقادكم ستنعكس آثار هذه الاتفاقية على واقع الاقتصاد الوطني؟
 
وما الفوائد الممكن تحقيقها من الانضمام؟ اليمن من أكثر البلدان في العالم توقيعاً على الاتفاقيات الدولية، لكن للأسف الشديد من أقل البلدان تفعيلاً وتنفيذاً لهذه الاتفاقيات فنحن أذكياء فقط في التوقيع، لكن للأسف لا نستفيد من هذا الذكاء أو نستغله في خدمة مجتمعنا ووطنا وأعتقد أن من بين هذه الاتفاقيات اتفاقية الجات الخاصة بانضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية. والدليل على ذلك هو بماذا سنجيب لو سألنا أنفسنا: هل اليمن اصبحت اليوم مهيأة لواقع ما بعد التوقيع من خلال أنظمتها ومؤسساتها وإدارتها ومنظومتها التشريعية والقانونية والقضائية والتنموية على ارض الواقع لنستفيد من شروطها. على سبيل المثال تسمح هذه الاتفاقية لدول الأعضاء تصدير منتجاتها لبعضها البعض بدون رسوم جمركية، ونحن في اليمن لدينا عمالة وعنصر بشري وكثير من الموارد الطبيعية.. بالإضافة إلى الموقع المتميز لليمن، والحمد لله، لكن لا تتوافر بيئة استثمارية مشجعة للاستفادة من ذلك..للأسف الشديد اليمن اليوم غير مهيأ ولا مستقر اقتصاديا ولا سياسياً ولا قضائياً ولا أمنياً هذه العوامل كفيلة وحدها بأن تجعل من هذه الاتفاقية مجرد حبر على ورق، بل أنها تضيف أعباء كبيرة على الاقتصاد الوطني وتفتح أسواقه على مصراعيها للمنتجات الجاهزة والمستوردة من دول المنظمة ولا تستفيد من التصدير لها للأسباب التي ذكرناها.
 
• كيف يمكن إصلاح وتطوير بيئة الاستثمار في اليمن، برأيكم؟
 
كنت قبل شهرين في زيارة للأردن للإطلاع على تجربة المناطق الصناعية هناك، فوجدنا بلداً مستقراً وآمناً؛ لديه دولة تنفذ القانون والقضاء فيه جيد والتشريعات مستقرة، وهذه البيئة جذبت كثير من رجال المال والأعمال من أنحاء العالم للاستثمار فيها لكونها بيئة صحية ومشجعة للاستثمار. لكن نحن في اليمن وبالرغم من أن لدينا كثيراً من الموارد الطبيعية والفرص الواعدة التي لا توجد في الأردن إلا أن المواطن اليمني لم يستفد منها لغياب تلك البيئة ولا يزال المواطن اليمني يعيش حالة من الشتات بين وطنه ودول الجوار التي يذوق فيها ويلات الاغتراب باحثاً عن لقمة العيش الكريم. 
 
• كلمة أخيرة؟
 
أتمنى أن يوفق الله اليمنيين للخروج بحلول عاجلة لمشاكلهم من خلال مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي يعول عليه الكثير اليوم أن يكون البوابة الآمنة للجميع وأن يجسد أبناء اليمن حقيقة أن الإيمان يمان والحكمة يمانية وأن لا تنزلق بلادنا نحو دوامة عنف الجميع في غناء عن آثارها وتداعياتها، ويكفينا ما نشهده اليوم من صراع واقتتال وعنف على مستوى اليمن والمنطقة
 
* مجلة الاستثمار العدد" 49 "
 

 

مواضيع ذات صلة :