الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية تعود إلى الواجهة لتحريك عجلة الإقتصاد.. ويعول عليها كثيرا قي رفد خزينة الدولة والإسهام في تعافي الاقتصاد وصناعة التغيير الملموس والإيجابي لمستقبل اليمن..
ظروف الحرب في اليمن دفعت الشركات النفطية العاملة إلى التوقف عن العمل الإنتاجي في الحقول والقطاعات النفطية، غير ان الدولة تدعم هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي الهام بمختلف السبل، وتوليه اهمية بالغة؛ كونه يمثل الرافعة الاولى لتعافي الاقتصاد وصناعة التغيير..
ومن تلك الشركات؛ الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية التي عادت بفاعلية إلى الواجهة بإعادة ترتيب برامجها العملية والفنية وتصحيح مسار العمل ولملمة الجهود المبعثرة؛ منها استغلال إمكانية قطاع 4 وميناء النشيمة، وإعادة تأهيلهما وإلحاقهما بركب المشاريع المؤهلة لصناعة فارق حقيقي في التنمية. وإضافة بصمة عملية على ارض الواقع.
وبهذا الشأن تحدث للاستثمار/ د. عبدالله عمير - المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية (وايكوم) قائلا إن الاستثمار في القطاع النفطي بالنسبة للشركة في ظل هذه الظروف الصعبة ، مثل تحديا كبيرا, تمكنت الشركة بكوادرها من تجاوزه بدعم لا محدود من القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ومن الحكومة ومن قيادة وزارتي النفط والمالية؛ وإن ما تم تحقيقه يعد خطوة كبيرة ،انطلاقا من المسؤولية الوطنية تجاه البلد.
وقال إن الشركة تتمتع بقانون يمنحها حق الاستثمار وتوسيع الفرص واقتحام مجالات الاستثمار في البترول والمعادن, وتعتبر ذراع الدولة وممثلها في إقامة المشاريع بما فيها الأعمال الحالية التي تديرها الشركة.
وأضاف أن الشركة تعمل وفقا لأهداف تطويرية للإسهام في تطوير البيئة الاستثمارية النفطية في قطاعي (5,4)في منطقة عياد وعسيلان، ومعالجة إشكالية ضعف صادرات النفط، التي تشكل مصدرا إرادياَ حيوياَ تعول عليه الدولة في الوفاء بالتزاماتها النقدية بالعملة الصعبة.، موضحا:(في هذه الإثناء وأنا أتحدث معكم نستعد لتصدير الدفعة الخامسة من النفط المستخرج من حقول محافظة شبوة ، كما نستعد للشروع في مد خط لنقل النفط من القطاع ( 5 ) إلى محطة الضخ المركزية بالقطاع أربعة بطول 82 كيلو متر).
وأكد بأن وزارة النفط ستتولى الإشراف المباشر على مشروع مد خط نقل النفط من القطاع خمسة على محطة الضخ المركزية بالقطاع أربعة، متوقعا أن ترتفع صادرات الشركة من النفط إلى أكثر من سبعين ألف برميل يومياَ ، بالنشيمة من 500ألف برميل الى مليون برميل؛ مع تواصل أعمال التطوير لمنظومة الرقابة وضخ النفط عبر الأنبوب الناقل له على الميناء .
فرص
وتمتلك اليمن العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات ، أبرزها القطاع النفطي، حيث وبحسب مدير الشركة، أن الاستثمارات ستسهم في معالجة مشاكل اليمن وفي مقدمتها ( الفقر والبطالة).
وأشار عمير إلى أن العمل في اليمن يحتاج إلى أيد عاملة ذات مهارة وخبرة عاليتين ، وهي التي ستشجع المستثمرين للاستثمار في اليمن . آملا تحقيق السلام والأمن والاستقرار لما من شأنه تهيئة مناخ الاستثمار والقيام بعمليات الاستكشاف للحقول النفطية .. مضيفا انه في حال تحقق ذلك فإن اليمن ستشهد تدفق الكثير من الاستثمارات والتعافي السليم لاقتصاد الدولة عبر إعادة تشغيل صادرات النفط والغاز .
وأعتبر عمير إن الجهود والإنجازات التي تبذلها الفرق الهندسية والطاقم الإداري يعد فخرا للشركة أن تصبح رائدة في عملها ولديها قانون يحق لها الاستثمار الوطني، وإنشاء شراكات مع القطاع الخاص، مع فتح مكاتب في الخارج. وهذا ما يميز الشركة عن بقية القطاعات الحكومية. وأكد انه في حال نمو وتطور عمل الشركة نتوقع ان تصبح أرامكو اليمن ، وسيأتي ذلك لا محالة .
أرض الخيرات
وأشار مدير عام الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية إلى أن شبوة، التي تمثل ارض الخير والعطاء، حرمت من خيراتها منذ أعوام مضت وقضت توجيهات رئيس الجمهورية بتخصيص %20 من النفط لصالح حصة شبوة أسوة بمأرب وحضرموت ، وتوقع ان تصبح شبوة من أفضل وأغنى محافظات اليمن ، نظرا لما تمتلكه من خيرات وفرص متعددة ومساحة جغرافية غنية بالثروات .
وتطرق إلى أن قيادة الشركة ستسعى إلى تنفيذ خطط لإنشاء خزانات أكبر بسعة مليون برميل للتصدير. وكون اليمن لا تزال بكرا.
وقطاعات جديدة لازالت مغلقة والمؤشرات جيده في اليمن بشكل عام، ولم تتجاوز %20 من إجمالي الإنتاج والاستكشاف باعتباره قطاعا اقتصاديا حيويا ورافدا تنمويا جديدا، بحاجة إلى ترويج واستكشاف .
بيئة العمل
وكانت وزارة النفط كثفت من جهودها الرامية إلى إعادة تشغيل القطاعات النفطية في المحافظات الإنتاجية، ضمن مساعي الحكومة اليمنية وخططها الهادفة إلى تحسين الوضع الاقتصادي في البلد من خلال تفعيل عملية تصدير النفط والغاز إلى الخارج في الوقت الذي تسعى فيه إلى التوجه نحو الاهتمام بالاستثمارات النفطية في البلد وتهيئة المناخ الملائم لها، وذلك من خلال برامج وخطط علمية وعملية سيكون لها أثرها الإيجابي ,المتوسط والبعيد, على الاقتصاد الوطني.
هكذا تم الإنتاج
منذ أواخر العام 2016 ، عقب استعادة الحكومة الشرعية السيطرة على المناطق التي تقع فيها الحقول النفطية بدأت وزارة النفط عملية إعادة إنتاج النفط من حقول شبوة وحضرموت الأمر الذي أسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وإيقاف انهيار العملة المحلية، ورفد خزينة الدولة بالعملية الصعبة وتوفير الاعتمادات للمشاريع الخدمية في المحافظات المنتجة من نسبة صادراتها التي تذهب إلى خزينة الدولة، ولم يتوقف الأمر عند جهود استعادة الإنتاج، بل ذهب اهتمام الوزارة إلى أبعد من ذلك حيث يتم التفكير جدياَ? في الاستكشاف في فرص هذا القطاع .
مضاعفة الجهود
ووفقا لمعلومات فنية أدلى بها المهندس عادل الحمادي نائب المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للاستثمارات النفطية، فإن محطات الضخ بالقطاع 4 تستقبل حاليا 16 ألف برميل يوميا من قطاع S2 التابع لشركة OMV .
وأكد الحمادي أن الحكومة تقدم كل الرعاية لجهود الشركة النفطية كونها الرافد الرئيسي للاقتصاد .
أجواء الاستثمار
وزارة النفط لم تغفل أمر الهاجس الأمني الذي كان يشكل عائقا أمام عودة الشركات النفطية للبلد عن دائرة اهتمامها .. إذ أكدت مرات عديدة أن الاستقرار هو المرتكز الأساسي لأي عملية استثمارية ، وأنها ستلتزم بتوفير كل المتطلبات الأمنية للشركات النفطية والمستثمرين . وكانت وزارة النفط قد دعت المستثمرين والشركات النفطية للعودة إلى مواقعهم وأعمالهم في مختلف القطاعات .. مؤكدة بان محافظة شبوة اليوم أصبحت أمنه وستشهد المزيد من الأمن والاستقرار ، وان لديها خطة أمنية تم البدء بتنفي?ها .
زيارة ميدانية
مجلة الاستثمار قامت بزيارة ميدانية لمحطات الضخ المركزية للاطلاع على الإجراءات الأمنية هناك والأعمال التي يشهدها القطاع والإنجازات التي نفذتها الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية المتمثلة بإعادة تأهيل وصيانة خزانات الحقل والأنبوب وإعادة دوران عجلة الإنتاج للإسهام في رفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة.
وهنا التقينا نائب مدير عام شركة الاستثمارات النفطية للشئون الفنية المهندس عادل الحمادي، الذي أوضح لنا الجهود التي بذلتها الشركة لإعادة تأهيل خزانات الحقل وصيانة الأنبوب وإعادته للعمل بعد توقف دام أكثر من خمس سنوات .
محطات الضخ
المهندس عبدالله الخليفي : مشرف محطة ضخ النفط الرئيسية - قطاع 4 تحدث إلينا: قائلا من هنا ومن محطة الضخ الرئيسية بقطاع 4، نؤكد بأن عملية استقبال النفط من قطاع S2 وتصدير النفط عبر قطاع 4 تسير بشكل سلس وطبيعي دون أية مشاكل أو صعوبات.
ونقول لكل الشركات الراغبة بالتصدير عبر قطاع 4 إن الأجواء مهيأة أمامك لاتخاذ القرار : حيث ولكون تجربة شراكتنا مع شركة OMV أصبحت واقعا مشجعا ومنظورا أمام الجميع .
الأمن والسلامة
وفيما يتعلق بالإجراءات الأمنية، أكد مدير الأمن والسلامة في الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية عاتق على القفيش، بأن الشركة تحظى بأمن واستقرار ولم تواجه أي صعوبات وقد بدأنا مع الشركة من الصفر حتى وصلنا إلى مرحلة الإنتاج, وأضاف : أن رسالتنا التي نريد إيصالها للعالم وللشركات ،هي رسالة تطمين، بأن الوضع الأمني مستتب ومستقر.
ونحن ندعو كل الشركات أن تعود إلى مواقعها وستحظى بكل الرعاية وبأجواء أمنه ومستقرة .
ثروة
يعد اليمن من البلدان التي تمتلك مخزونا نفطيا كبيرا. غير إنها ما تزال بحاجة لتهيئه الأجواء للاستثمار في هذا القطاع وتعد الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية ( وايكوم) من الشركات التي لها داع طويل في هذا المجال، وتمثل أحد ابرز الحلول أمام الحكومة الشرعية للاستثمار في القطاع النفطي .. وقد تأسست في عام 1989م في منطقة الامتياز مديرية عسيلان بمحافظة شبوة ومن هناك تم اكتشاف النفط وأسس تجمع يشمل عدة شركات عالمية ، وبيعت شركة هنت إلى كويت انرجى وتملك الشركة ح?ة كبيرة هناك حوالي %20 وفق اتفاقية المشاركة في الإنتاج وهي تمثل الدولة ، وتمتلك قطاع 5 وقبل ان يتوقف قطاع 5 عن الإنتاج فقد كان ينتج حوالي 30 ألف برميل يومياَ ، وتعمل الشركة في الوقت الراهن على إعادة الإنتاج. ونتوقع أن تدور عملية الإنتاج فيه خلال فترة ةجيزة.
بحسب تأكيدات مسؤلي الشركة.
تحول وحصاد
وفقا لتقارير عالمية ومحلية، يمتلك اليمن ثروات هائلة وأهمها الثروة النفطية ، ستجعل من هذا البلد الفقير احدث أهم الدول المنتجة والمصدرة للنفط ، الأمر الذي ستنعكس مباشرة على الوضع التنموي والمعيشي للمواطنين وسيرتفع دخل المواطن اليمني إلى مستويات دخل الفرد في الدول المتقدمة ، غير أن هذا الأمر -بحسب خبراء اقتصاد - يحتاج إلى أن تتوجه الحكومة بكل ثقلها إلى الاستثمارات النفطية والغازية على وجه التحديد والعمل على جذب رؤوس أموال في مختلف المجالات .