وقال وزراء لدى وصولهم لحضور المباحثات التي تجرى يوم الاحد انهم يشعرون بالقلق للزيادة الكبيرة في المخزونات واثر الركود الاقتصادي على الطلب على الوقود لكنهم توخوا الحذر في المطالبة باتخاذ اجراءات جديدة. وقال وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميريز للصحفيين "يجب ان نناقش كيف نستنزف المخزونات.
يجب ان نجري تقييما للطلب ونرى هل من الضروري اتخاذ اجراءات جديدة.
" واضاف قوله "يتعين علينا ان نحلل بدقة كبيرة الاوضاع الاقتصادية على مستوى العالم...
انها أسوأ مما كان يتصور أحد. اننا نشهد وضعا سيئا فيما يتصل الطلب فالطلب ينهار.
" وقد عدلت منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) ووكالة الطاقة الدولية بالنقصان من توقعاتها للطلب العالمي فيما يعكس أثر تراجع الناتج الاقتصادي على استخدام الطاقة في تقريرين شهريين صدرا يوم الجمعة. لكن وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مصالح المستهلكين قالت ان تشديد الالتزام بالتخفيضات الانتاجية القائمة التي اتفقت عليها أوبك بالفعل سيكون كافيا لخفض انتاج المنظمة نحو 1.6 مليون برميل يوميا عن مستوى الطلب المتوقع على نفطها في عام 2009.
ولم تصدر السعودية أكثر دول أوبك تأثيرا أي تعليق حتى الآن. وقالت مصادر ان المملكة التي تحملت العبء الاكبر من التخفيضات حتى الان أكدت على الحاجة لالتزام أكبر من جانب بقية دول المنظمة.
واقر أكبر مسؤول نفطي ليبي بأن الالتزام هو الموضوع الاول على جدول الاعمال لكن الالتزام وحده قد لا يكون كافيا.
وقال شكري غانم لرويترز "الالتزام ضروري... وشيء اخر قد يكون مستحبا." وتعهدت أوبك بخفض الانتاج بمقدار 4.2 مليون برميل يوميا أي ما يعادل خمسة بالمئة من الطلب اليومي العالمي عن مستوياته في سبتمبر أيلول الماضي.
وحتى فنزويلا التي كانت دوما اول من يدعو للتحرك من اجل دعم الاسعار قالت ان المنظمة لم تقرر بعد هل الالتزام مئة في المئة بالتخفيضات الانتاجية سيكون كافيا للتخلص من فائض المعروض في السوق.
وحتى الان بلغ الالتزام بالخفض أعلى مستوياته على الاطلاق عند 81 بالمئة حسبما توصل إليه مراقبون مستقلون. ومستويات المخزونات مرتفعة كذلك وتقدرها الوكالة بما يغطي استهلاك 58.7 يوم اي أعلى كثيرا من 52 يوما الذي تعتبره أوبك مستوى يبعث على الارتياح. لكن اسعار النفط ارتفعت.
وجرى تداول الخام الامريكي يوم الجمعة فوق مستوى 46 دولارا للبرميل أي أعلى كثيرا من مستوى 32.40 الذي سجله في ديسمبر كانون الاول وان كان اقل نحو مئة دولار عن سعره القياسي الذي سجله العام الماضي.
وقال ديفيد فايف رئيس وحدة صناعة النفط وأسواقه بوكالة الطاقة الدولية التي تمثل الدول المستهلكة "رأينا أن الاهداف الحالية لاوبك اذا التزمت بها التزاما كاملا ستبدأ في تقليص المعروض في السوق بشكل حاد من أواخر الربع الثاني."
وأبدى قلقه من أن اقرار مزيد من التخفيضات الان قد يلحق مزيدا من الضرر بالاقتصاد العالمي برفع أسعار النفط.
وأضاف "رأينا بكل تأكيد أنهم ليسوا فعلا في حاجة لعمل الكثير من حيث وضع أهداف جديدة.
ونحن نحذر فقط من أن أي خطوة للتحرك بسرعة كبيرة قد تثير خطر ارتفاع الاسعار أيضا."
وكانت كل من اوبك والوكالة قد حذرت من ان نقص الاستثمارات قد يدفع الاسعار للارتفاع في نهاية الامر لكن الطرفين يفسران المخاطر في الاجل القصير بشكل مختلف.
وجاء في تقرير اوبك "مع استمرار التدهور الاقتصادي وتراجع الطلب فضلا عن اقتراب موسم ينخفض فيه الطلب عادة من المرجح ان تتجدد الضغوط على الاسعار."
وتابع التقرير ان اسعار النفط يجب ان تبقى عند مستويات "تدعم الاستثمارات في مجال الطاقة في مختلف مراحل الامداد للمساعدة في الحفاظ على نمو اقتصادي عالمي طويل الامد." وقال التقرير "هذه هي الموضوعات الرئيسية التي سيجري بحثها عندما تعقد أوبك اجتماعات يوم 15 من مارس."
المصدر : رويترز