وتواجه اوبك، التي تعقد اجتماعها المنتظم حول الانتاج في فيينا الاحد، دعوات جديدة للتطبيق الكامل للخفض الذي تقرر اخيرا ويهدف الى تعزيز الاسعار وسط ركود اقتصادي عالمي متزايد. الا ان محللين حذروا من ان اوبك، التي تزود العالم بحوالى 40 % من النفط الخام، يمكن ان تزيد من تدهور الوضع الاقتصادي العالمي في حال قررت خفض انتاجها. وانخفض سعر النفط الخام باكثر من 100 دولار منذ وصل الى مستويات قياسية زادت عن 147 دولارا للبرميل في تموز/يوليو الماضي.
وقال غلام حسين نوذري وزير النفط الايراني السبت "ثمة كمية كبيرة من النفط" في السوق، ملمحا الى انه سيسعى الى خفض الانتاج.
وصرح للصحافيين عقب وصوله فيينا "بالطبع، يوجد الكثير من النفط".
الا ان نوذري لم يحدد ما اذا كان سيدعو الى مزيد من الخفض في الانتاج. واضاف "سندرس السوق ثم نقرر". وتضخ ايران، ثاني اكبر مصدر للنفط في المنظمة بعد المملكة العربية السعودية، حوالى اربعة ملايين برميل يوميا.
وقد تسببت الازمة المالية العالمية وازمة الائتمان في دخول دول مستهلكة للنفط مثل بريطانيا والولايات المتحدة في حالة من الانكماش مما قلل الطلب العالمي على الطاقة. وقال وزير الطاقة الفنزويلي رافائيل راميريس الجمعة ان "الوضع الاقتصادي في العالم اسوأ مما توقع اي شخص".
واضاف ان نتيجة لذلك فانه يدعو اعضاء اوبك الى الالتزام "100 بالمئة" بالخفض الذي تقرر اخيرا لمواجهة زيادة المعروض من النفط في السوق. ووافقت اوبك ومقرها في العاصمة النمسوية، العام الماضي على خفض الانتاج بحوالى 4,2 ملايين برميل يوميا.
وقال راميريس عقب وصوله فيينا الجمعة "مستوى الالتزام جيد، لكننا سنعمل على ان يتم الالتزام بنسبة 100 بالمئة.
وردا على سؤال للصحافيين حول الخيار بين خفض الانتاج والسعي من اجل التزام اكبر بهدف وقف تدهور اسعار النفط، قال وزير النفط الكويتي الشيخ احمد العبد الله الصباح انه "سيتم اتخاذ قرار بهذا الشان". واضاف "علينا ان نرى مدى الالتزام".
والمحت السعودية الى انها تريد تقييم مستوى الالتزام قبل ان تلتزم بمزيد من خفض الانتاج.
وقبل الاجتماع حذرت الوكالة الدولية للطاقة التي تمثل الدول المستهلكة للنفط، في باريس من ان خفض النفط بكميات متزايدة سيفاقم الازمة الاقتصادية العالمية.
وفي الوقت ذاته اعربت اوبك الجمعة عن مخاوفها بشأن انخفاض اسعار النفط التي ارتفعت الى مستويات قياسية العام الماضي الى نحو 40 دولار بعدما اثرت الازمة الاقتصادية الطاحنة على الطلب على الطاقة.
وشهدت اسعار النفط تراجعا طفيفا في التعاملات الالكترونية الجمعة في آسيا غداة ارتفاع كبير في نيويورك.
واعلن وزير البترول السعودي علي النعيمي السبت لدى وصوله الى فيينا عشية اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان السوق لا تشهد توازنا "بعد"، مشيرا الى انه يود من الدول ان تلتزم بحصص الانتاج "الى اقصى قدر ممكن".
وسئل وزير كبرى الدول المنتجة للنفط في اوبك "هل ان السوق تشهد توازنا بين العرض والطلب"، فاجاب "لا، ليس بعد".
وتابع ان "الطلب العالمي على النفط في 2009 ادنى بكثير منه في العام 2008". وخفضت اوبك توقعاتها لتزايد الطلب على النفط في تقريرها السنوي الصادر الجمعة بمعدل النصف الى مليون برميل في اليوم.
وعن احترام حصص الانتاج، وهو موضوع يتوقع ان يكون في صلب مناقشات اجتماع اوبك الوزاري الاحد، قال النعيمي "ان احترام الحصص ممتاز.
نريد ان نرى اعلى مستوى ممكن من الالتزام (بالحصص). والمستوى الان يزيد عن 80% ويمكن ان يكون افضل من ذلك".
ولم يكشف الوزير موقف بلاده في الاجتماع الوزاري. وسئل عن احتمال ان تطالب السعودية بخفض الانتاج مجددا، فرد "سنقول لكم غدا" الاحد.
المصدر : فرانس برس