أصدرت لجنة حماية الصحفيين العدد الجديد من تقريرها السنوي "الاعتداءات على الصحافة"، وكان من ضمن التطورات
الكبيرة التي عاينها التقرير مذبحة غير مسبوقة ضد الصحفيين في الفلبين، وتصاعد في العنف في الصومال، وحملة قمع هائلة ضد حرية التعبير في إيران.
وقال فريد زكريا، الكاتب المعروف ومحرر الطبعة الدولية لمجلة "نيوزويك"، في التمهيد الذي أعده لتقرير هذا العام، إن "ما أقدم عليه الحرس الثوري الإيراني إبان حملة القمع التي شنها عقب الانتخابات إنما هو في الواقع تجريمٌ لمهنة الصحافة". وأضاف القول، "الحكومات الاستبدادية الأخرى تراقب طهران وهي تكمم أفواه الصحفيين، وهي دون شك تتعلم منها".
يحدد تقرير "الاعتداءات على الصحافة" التهديدات الناشئة في جميع أنحاء العالم، بيد أنه يشير أيضاً إلى التغطية الصحفية الشجاعة التي يقوم بها العديد من الصحفيين ويستعرض جوانب التقدم التي جرت في مجال حرية التعبير. ففي كوبا على سبيل المثال، بزغت ثقافة ناشطة للمدونات على الرغم من القوانين القمعية. وفي روسيا، قامت لجنة حماية الصحفيين بنشاطات في مجال الدعوة والمناصرة مما دفع السلطات إلى إعادة فتح التحقيقات في جرائم القتل التي ذهب ضحيتها صحفيون.
وفيما يلي لمحات أخرى من تقرير "الاعتداءات على الصحافة في عام 2009":
• في أمريكا اللاتينية، شرعت حكومات بعمليات تجسس استهدفت صحفيين مما أدى إلى تراجع في حرية الصحافة في جميع أنحاء المنطقة.
• تواجه وسائل الإعلام في أفغانستان وباكستان تحديات هائلة في تغطية النزاع متعدد الأوجه الممتد عبر جانبي الحدود المتوترة.
• أدى مقتل صحفي في الشيشان إلى ترك فراع في التغطية الصحفية لحقوق الإنسان ونشوء مطالبات بتركيز اهتمام عالمي على تلك المنطقة.
• في المناطق الخطرة في إفريقيا مثل الصومال، يضطر عدد كبير من الصحفيين إلى الفرار إلى المنافي، مما يؤدي إلى تراجع مستوى التغطية الصحفية من الخطوط الأمامية.
ومن بين اللمحات الرئيسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
• تتنامى التغطية لحقوق الإنسان في جميع أرجاء المنطقة بفضل انتشار الإنترنت. وأخذت الحكومات حالياً بمناهضة هذا التوسع.
• حملة قمع هائلة ضد الصحافة المستقلة في المغرب، تضمنت فرض غرامات بدوافع سياسية، وأحكاماً بالسجن ضد صحفيين، إضافة إلى إغلاق مطبوعات برمتها.
• حملة قمع غير مسبوقة ضد وسائل الإعلام المستقلة في اليمن، تضمنت تعليق صدور عدد كبير من الصحف، ومصادرات لإعداد من الصحف، وأحكاماً بالسجن ضد صحفيين، وعمليات اختطاف، ومحاصرة مقر صحيفة، واستحداث محكمة متخصصة بانتهاكات الصحافة.
• حملة قمع ضد الصحافة في إيران هي الأطول امتداداً زمنياً منذ ثورة عام 1979، وتضمنت اعتقال عشرات الصحفيين وإصدار أحكام بالسجن لفترات طويلة ضدهم.
وكتب جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، في المقدمة التي أعدها للتقرير الجديد أن الصحفيين المستقلين والصحفيين العاملين عبر شبكة الإنترنت أصبحوا معرضين للخطر إلى حد يزيد عن أي وقت مضى. وقال، "في حين أن حقوق الصحفيين جميعهم محمية بموجب القانون الدولي، ثمة عدد قليل منهم ممن تسانده منظمات إعلامية كبيرة وتقف وراءه. وعوضاً عن ذلك، فإن سلامتهم وأمنهم يعتمدان على قدرة المنظمات المدافعة عن حرية الصحافة في تحريك الشارع وحشد الرأي العام". كتب تقرير "الاعتداءات على الصحافة" وإجرى الأبحاث الضرورية لإعداده موظفو لجنة حماية الصحفيين. ويوفر التقرير تحليلاً نزيها مستنداً إلى الواقع لأوضاع وسائل الأعلام فيما يزيد عن 100 بلد. ويبرز هذا التقرير النطاق العالمي لعمل لجنة حماية الصحفيين، وسيصدر في 16 شباط/فبراير ضمن فعاليات في طوكيو والقاهرة وبوغوتا وبروكسل ونيروبي ونيويورك.
و تعقد لجنة حماية الصحفيين مؤتمرها الصحفي يوم الثلاثاء 16 فبراير 2010 ، للإعلان عن التقرير السنوي "اعتداءات على الصحافة" يستعرض خلاله محمد عبدالدايم منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وكمال العبيدي مستشار لجنة حماية الصحفيين في المنطقة ،أبرز الاعتداءات على حرية الصحافة و ما قامت به جل الحكومات العربية في السنة الماضية من محاولات لمعاقبة الصحفيين الأكثر نقدا لسياساتها.