أحداث تونس والجزائر و «أضرار الرضاعة الطبيعية» وتأثير خطاب أوباما حول أحداث أريزونا، والفراغ السياسي في لبنان كانت من بين المواضيع التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة.
الغرب وشمال إفريقيا
كانت الاستراتيجية التي اتبعتها الدول الغربية في موقفها من حكومات شمال إفريقيا عقب أحداث 11 سبتمبر قائمة على تشجيع تلك الحكومات على إحراز نمو إقتصادي لسحب البساط من تحت التنظيمات الإسلامية المتشددة كالقاعدة، على اعتبار أن سوء الأحوال الاقتصادية يؤدي إلى يأس الشباب وبحثهم عن بديل، والقاعدة جاهزة لاستقطابهم.
«هذا ما تراه كلير سبنسر في مقالها الذي كتبته في زاوية » الرأي في صحيفة الفاينانشال تايمز، التي تأخذ على الغرب تجاهله لغياب الديمقراطية في تلك البلدان.
وترى سبنسر أن الأحداث الأخيرة في تونس والجزائر أثبتت فشل الاستراتيجية الغربية، فمن جهة، وبالرغم من إحراز بعض النمو الاقتصادي، إلا أن غياب الشفافية وعدالة توزيع الثروات أدى الى التهميش الاقتصادي لفئة من الشباب ، وهي فئة العاطلين عن العمل الذين فقدوا الأمل، والتي كانت وراء الأعمال الاحتجاجية التي اندلعت في الجزائر وتونس.
«وتلاحظ كاتبة المقال أن موقف الغرب من أحداث شمال إفريقيا مختلف تماما عن موقفها من الاحتجاجات في إيران، حيث في حال إيران سارع الى تأيد » القوى المطالبة بالديمقراطية بينما انتظرت الولايات المتحدة 22 يوما قبل أن تنتقد تعامل الشرطة في تونس مع المحتجين.
«وتبدي كاتبة المقال استغرابها، حيث ترى أن النظام في إيران في وضع (شعبي) أقوى من أنظمة شمال إفريقيا، لأنه يمتلك » مقولات قومية وأيديولوجية يستخدمها لتبرير القمع، بينما لا يملكون مثلها في مصر وتونس والجزائر، كما ترى سبنسر.
وتستغرب أيضا من تمسك الغرب بأقطاب النظام في الدول الثلاث، فهم مسنون وبذلك لن يكونوا حلفاء بعيدي المدى للغرب.
فراغ سياسي في لبنان
في صحيفة الاندبندنت نقرأ تقريرا أعده روبرت فيسك من بيروت، يتناول فيه الحالة التي تشهدها المدينة بعد استقالة زعماء المعارضة في الحكومة اللبنانية وسقوط الحكومة.
«» الجنود في كل مكان، في الشوارع، في الجبال، في الوديان، أينما نظرت ترى الجنود «، يقول فيسك في تقريره، ثم يتساءل متهكما » ماذا يعد هؤلاء الجنود؟ هل ينوون «تحرير القدس» ؟ أم هل يعدون للقضاء على الدكتاتوريات العربية ؟
ثم يجيب فيسك على تساؤله بالقول إن هؤلاء الجنود يعملون على الحيلولة دون وقوع حرب أهلية جديدة، كتلك التي امتدت من عام 1976 الى عام 1980، ولكن فيسك يرى أن حربا كهذه لن تقع.
يقول فيسك إن هناك جيلا جديدا من الشباب اللبناني الذي تخرج في جامعات أوروبا وأمريكا لن ينجر الى الحرب الأهلية كما فعل آباؤه وأجداده في السابق.
ولكن لماذا يعتقد الكثيرون في لبنان أن البلد على أعتاب حرب أهلية؟ لأن المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ستعلن قرارها الإثنين ويقال نها ستتهم عناصر من حزب الله باغتيال الحريري.
ويقول فيسك إن الكثيرين كانوا يتهمون سورية باغتيال الحريري، وبينهم نجله سعد الذي فقد منصبه كرئيس للحكومة، ولكن الغرب يفضل أن يتهم حزب الله، لأنهم يريدون بذلك توجيه صفعة لإيران.
مفاجأة صحية
مفاجأة صحية من العيار الثقيل فجرتها صحيفة الجارديان تتعلق بالرضاعة الطبيعية.
وفي التفاصيل أن دراسة طبية بريطانية توصلت إلى ان الرضاعة الطبيعية وحدها للأطفال حتى سن ستة أشهر يمكن أن تسبب أضرارا للمواليد الجدد.
وتنقل الجارديان عن مجلة العلوم الطبية البريطانية وأطباء من مؤسسات مختلفة تعنى بصحة الأطفال قولهم إن الإخفاق في تعويد الأطفال على تناول الطعام قبل بلوغهم ستة أشهر قد يتسبب بأضرار للمواليد الجدد.
وتقول الدراسة إن عدم تعويد الأطفال على تناول الطعام قبل بلوغهم ستة أشهر قد يصيبهم بحساسيات مرتبطة بتناول الطعام.
وتتعارض هذه الدراسة البريطانية الجديدة مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تقول إن الرضاعة الطبيعية حصريا حتى سن ستة أشهر تعتبر كافية.
ويرى المتخصصون البريطانيون أن منظمة الصحة العالمية لم تقدم أدلة على أن الرضاعة الطبيعية كافية لوحدها.
خطاب أوباما
وفي الجارديان أيضا نطالع مقالا كتبه جوناثان فريدلاند حول الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك اوباما لتأبين الضحايا الذين سقطوا في ولاية أريزونا.
وتقول الجارديان إن خطاب أوباما نجح في توحيد الأمريكيين، ولقي اشادة من بعض المعلقين الأميركيين الذين ينتمون إلى أقصى اليمين الذي طالما شكك في شرعية انتخاب الرئيس الأميركي.
وفي مقاله يقول فريدلاند إن خطاب أوباما تميز بالدعوة الى التسامح والحوار وحاول بث الأمل في نفوس الأميركيين رغم الحزن الذي يلفهم
ويرى الكاتب أن الجمهوريين باتوا في موقف الدفاع عن النفس بعد خطاب أوباما وهم الذين يواجهون اتهامات بأن اطلاق النار في أريزونا كان نتيجة لخطابهم العنيف.
ويقول الكاتب إن اوباما سما فوق الخلافات الحزبية وبدا رئيسا للجميع عكس سارة بيلين التي بدت عدوانية في رسالة وجهتها للأميركيين قبل خطاب أوباما.