شارع الأحلام الوردية.. وشارع التنهدات المسكونة بروح الشباب والأنوثة معاً.. لايمر الشباب أو الفتيات اللواتي هن في سن الزواج..
أو مقبلون أومقبلات على حياة زوجية جديدة، إلا وتشتبك الأعين والنظرات في تلك المحلات «السوارية» في شارع كلية الشرطة إذ تتراص وتصطف المحلات المميزة في تناغم بديع مزجت بين محلات بيع فساتين الأعراس.. وبين محلات إعداد وتصميم كوشة الأعراس.. وبين محلات «الكوافيرات».
أسعار ايجارات المحلات قياسية.. شارع جميل رغم الازدحام فيه.. وحركة السيارات لاتنقطع إلا في وقت متأخر من الليل.. شارع صنعت شهرته «الكوافيرات» ثم زاحمتهن محلات فساتين الأعراس والأفراح التي تزينت بديكورات مميزة وبألوان زاهية ساحرة.. «مال وأعمال».. من خلال هذه المقاربة ترسم بالمفردات والكلمات شيئاً مما يشتمل عليه شارع الأحلام الوردية.. وهذه بالمناسبة تسمية أحببنا أن نطلقها عليه.. تيمناً بالآهات التي تملأ فضاء الشارع والمحلات.. كل يوم.. كل ساعة يمكنك أن تقرأ حكاية أحبة وتقرأ كذلك قصصاً غير مروية عن حياة تتشكل لكنك تشعر بها، وتسمعها بهمسات..
الأخ صادق محمد القياضي والذي يملك عدداً من المحلات مابين محلات لبيع وايجاد فساتين الأفراح واعداد وتصميم الكوش والدعوات والاكسسوارات.
لدينا الكثير من فساتين الأعراس لهذا الموسم وتختلف من تصميم لآخر في الشكل واللون ونحن نستورد هذه الفساتين من الخاج ولدينا معمل خاص في السعودية وإقبال الزبائن أكبر على الفساتين المستوردة.. وكل شهر وله موضة.
ويؤكد الفياضي بأن التصاميم للفساتين خارجية لأن التصاميم الجيدة وأكثر المواد غير موجودة في اليمن 
ونوعية الأقمشة ومن خبرته رأى أن الزبائن يرغبون بالفساتين ذات التصاميم المميزة والجديدة، فزبونات لهن طلبات خاصة في تصميم الفستان فنرسل طلبهن إلى السعودية في معملنا ويكون الفستان مكلفاً يصل قيمته من «4000-5000» آلاف ريال سعودي أو أكثر حسب المواد المستخدمة ونوعية القماش.
ولكن ماذا عن خدمة التأجير لفساتين الأفراح.. يشير إلى أن الايجار يكون مابين «100-150» ألف ريال والايجار أيضاً يخضع لقيمة الفستان.. إذ يتم تأجير الفستان مع توابعه من اكسسوارات ومباخر وسلات عربية الترتة والكاسات.. المحل أيضاً يحرص على تقديم خدمة التصميم لمن تريد الكوشة والطاولات من حيث الزينة وتناسب المكان مع الفستان.. والكوشة لها أسعار حسب المواد المستخدمة قد يصل سعر الكوشة التي تكون من الكرستال إلى مليون ريال.
مجدي شايف أحد العاملين في إحدى المحلات الكبرى المهتمة بإحضار كل جديد وكل مايبهر العروس استهواه الحديث.. فأكد بأن العمل في المواسم، ويضيف: الجميع يحرص على استيراد الفساتين التي تواكب الموضه والتي تناسب كل ذوق.
وفي نفس الوقت لدى المحل فساتين الأعراس تتدرج من عشرة ألف إيجار إلى مائة ألف ريال، أو أكثر ولدينا موديلات من لبنان والسعودية من الدول الأوروبية.. وأحياناً تأتي زبونة وتطلب تصميماً مكلفاً جداً ومميز جداً فنضطر أن نحقق رغبتها.. وطبعاً هناك فساتين يصل ثمنها إلى مليون ريال، ولكن نحن لانبيع مثل هذه الفساتين الغالية جداً.
ويضيف: العمل جيد ولكن في المواسم فقط وفي بقية أشهر السنة نعاني إلى حد ما من قيمة ايجار المحلات ومرتبات العمال.. لكن العمل يغطي الاحتياجات.. والتنافس شديد.. أما اكسسوارت العروس فنحن نحضر بعضها من الخارج والبعض من اليمن والكوشه يتم تصميمها هنا ونستعين بمصممين عراقيين وسوريين وأسعار الكوشة المميزة لدينا تكون مابين «250-300» ألف ريال، وقد يزيد السعر بزيادة المواد المستوردة حيث تصل الكوشه إلى «700» ألف ريال، في تصميمها وموادها وهناك كوش رخيصة من «30-80» ألف ريال، وكل كوشة ولها سعرها حسب طلب الزبونة.
وكثير من الزبونات يطلبن تصاميم خيالية ربما تكون رأت التصميم في التلفزيون أو في مجلة..
فتحضر لنا التصور وأحياناً لايكون لدينا المواد فنضطر لإحضارها من الصين أو السعودية أو من لبنان.
أما الأخ عبدالحي عبدالدائم السادة فقد قال باقتضاب شديد: أسعارنا تناسب كل الفئات غنياً أو فقيراً- وإيجارها يتفاوت مابين العشرة آلاف إلى 100 ألف ريال، والاستثمار في هذا المجال يغطي للعام كامل في الموسم لكنه ليس مربحاً.
الربح الموسمي
الأخ ماهر الحمادي.. الذي اتفق مع رأي جاره بأن الربح في هذا العمل موسمي ويغطي نفقات عام كامل.. ولكن تحدث عن الألوان الدارجة لهذا الموسم وهي «السكري» والأبيض و«الموڤ».. وأضاف بأن هناك فساتين العرائس ليوم الغسل والزفاف والعقد والخطوبة وبألوان متعددة.. وبتصاميم حديثة على الموضة وتطريزات يدوية، وتختلف ايجارات الفساتين حسب نوعية الفستان وتصميمه وحداثة تطريزه وكل فستان وله سعر.
ليلة العمر 
الأخت «ن.ع»: قالت أنها اضطرت أن تستورد القماش لفستان عرسها من الإمارات وبتطريزات يدوية وتمت خياطته في اليمن على يد إحدى الأخوات التي لا تخيط إلاّ لناس معينين، وقد كلفني فستان الغسل أربعة آلاف دولار، وفستان العرس خمسة آلاف دولار، وأيضاً الكوشة بثلاثمائة ألف ريال يمني، والحمدلله كان عرسي مميزاً، وأنا لست حزينة على ما تم صرفه في عرسي فالله فاتح علينا، وفي نفس الوقت لا استطيع أن أكون أقل من صديقاتي اللاتي تزوجن قبلي وهن من طبقات مرتاحة مادياً.
وتضيف: أكثر شيء يركز عليه في العرس هو المظاهر.. ولكني كنت سعيدة جداً بأيام عرسي وشعرت بالتميز والمعازيم كانت مرتاحة في العرس.. وليلة العمر هي مرة واحدة.. تعيش المرأة أميرة لايشبهها أحد.
