شارع القضايا نُشر

مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في حلقة نقاش حول : هل ستنجح الفيدرالية في اليمن وكيف ..؟

نظم مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في قاعته  في مديرية خورمكسرحلقة نقاش للإجابة على سؤال هو «هل ستنجح الفيدرالية في اليمن وكيف ..؟

قدم ورقتها الرئيسية الدكتور إبراهيم عبد الرحمن فيما قدم الدكتور علي عبد الكريم عضو المجلس الوطني لقوى الثورة مداخلة تعقيبيه على الورقة الرئيسية ..

وقد افتتح الأخ محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن  حلقة النقاش بكلمة أشار فيها ان المركز يهدف من خلال حلقة النقاش هذه إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف المكونة والمعنية بالقضية الجنوبية وخلق قواسم مشتركة يتوحد حولها كل الجنوبيين وتكون حاضنة لرؤية واضحة يتضمنها الحل العادل الذي يرتضيه الجنوبيين والذي يجب أن تكون المرحلة الانتقالية مساحة بحثها وحلها ..

وقال الأخ نعمان أن مركز اليمن يبحث اليوم من خلال حلقة النقاش هذه إحدى الخيارات المطروحة في الساحة الجنوبية وهي الفيدرالية .. وسيعمل على تنظيم حلقات أخرى للوقوف أمام الخيارات الأخرى المطروحة مؤكداً على أن الخلاف في وجهات النظر ليست هي المشكلة والمعوق ولكن الأهم هو أن يقر الجميع باحترام الرأي الآخر بعيد عن التخوين والتجريح مشدداً على أهمية تحديد القواسم المشتركة لكل الأطراف ثم مواصلة الحوار في القضايا المتباين والمختلف حولها

مؤكداً في كلمته على أهمية تفويت الفرصة للقوى المستفيدة من التمزق والهادفة إلى التحايل على القضية الجنوبية وتمييع مطالب الجنوبيين في حل عادل لها تجسد مبدأحق تقرير المصير ..

وقد ترأس حلقة النقاش الأخ جميل ثابت رئيس مجلس التضامن فرع عدن

وقد جرت مناقشات مستفيضة ومسئولة من قبل المشاركات والمشاركين في حلقة النقاش التي تمت عدد(30مشارك ومشاركة ) التي تميزت بالحضور النوعي لعدد من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعة وقيادات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ..

وكانت الورقة الرئيسية قد حاولت الإجابة على سؤال رئيسي وهو : هل نرفض الفيدرالية أم نقبلها ..؟ كما تضمنت الورقة تصنيف الفيدرالية وتحديد أنواعها وتعريف الفيدرالية وتقديم تحليل مقارن للفيدرالية ودساتير النظم الفيدرالية كما تطرقت الورقة إلى اللحظة التاريخية التي يمر بها الشعب اليمني في الشمال والجنوب وثورته الشعبية الشبابية الفريدة بكل المقاييس والتي عبرت عنها الورقة في أنها ثورة حقيقية بكل المعنى للثورة الشعبية التي تجري في نسق وطني شامل , مضيفاً أن هذه الثورة تتناسق مع إيقاع الثورة الشعبية في الجنوب التي دشنها أبناء الجنوب في 7/7/2007م ضد طغيان النظام القبلي – العسكري العشائري .. وخلصت الورقة إلى تحديد الإجابات عن السؤال الرئيسي وهو هل ستنجح الفيدرالية في اليمن وكيف .. ؟ 
 

تثبت الأحداث اليوم بكل تعقيداتها وتفصيلاتها، حقيقة واضحة لا غموض فيها هي أننا بحاجة إلى استقرار سياسي واجتماعي، وكل المجتمع اليمني شمالاً وجنوباً بكل فئاته يتوق إلى الاستقرار، وأن لا يمكن الوصول إلى هذا الاستقرار ، إلا بصنع وخلق القواعد المتينة لبناء المجتمع المدني الحديث في اليمن.

وأن الثورة الشعبية الشبابية كقوة مادية فاعلة في الساحة السياسية تفرض قيام توافق سياسي إستراتيجي فاعل لصنع اندماج اجتماعي جديد لكل مكونات المجتمع اليمني، بعيداً عن الفرع والأصل والحق التاريخي في السلطة.

أن اللذين يطالبون بالحق التاريخي في السلطة سواء في الجنوب أو في الشمال يجب أن يعوا جيداً ، أن التغيرات التي حدثت منذ أكثر من خمسة عقود وحتى اللحظة لا يمكن إزالتها ليعود الجنوب إلى خمسينيات القرن الماضي أو حتى عودة نظام الحزب الواحد، فذلك قد أصبح في ذمة التاريخ، كما يجب أن نعي أيضاً أن هذه الثورة قد صنعت وضعاً جديداً كل الجدة في الشمال،  ولا تستطيع أية قوة مهما عظمت قدرتها على أن تعيد الوضع كما كان قبل الثورة، وفي خضم هذا التعارض في التوجهات وتعدد المشارب وتنوعها من الوحدة بالموت إلى دعوة الجنوب العربي إلى فك الارتباط يجعل تكوين الدولة المدنية أمراً ضرورياً في شكل نظام سياسي جديد يتمثل في الاتحاد الفيدرالي، الذي سيشكل ضامناً للخير المشترك ومصالح المجتمع، فحماية المصالح المشتركة للمجتمع هي القاعدة التي يقوم على أساسها النظام الفدرالي.إذن اليوم الشعب هو صاحب السلطة المطلقة، وهو وحده من سيقرر ما يرتضيه من نظام سياسي للدولة المدنية.
 

من هنا تأتي أهمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي ينتصب أمامه صياغة ملامح النظام الجديد وتحديد طبيعته المستجيبة للإرادة الشعبية، بصياغة دستور جديد للأجيال القادمة يحتوي شروط وضمانات توحيد الكيان الاجتماعي الوطني الحفاظ عليه والاستمرار في تطويره دون انحراف عنه أو انقلاب عليه، وليس دستوراً يفصل على النخب السياسية.

وخلاصة الورقة التي قدمها د.ابراهيم  عبدالرحمن  حددها بالتالي : قيام اتحاد فيدرالي يمني هو خيار وطني صائب، وهو الحل الأفضل لوضعنا اليوم. فإن الجنوب سيحوز على استقلال سياسي تام في إقليم الجنوب، وبذلك ستتأسس دولة الجنوب على أسس وقواعد متينة ضمن القالب الشامل للاتحاد، وبنفس الوقت بهذا المنجز سيتملك كل الجنوبيون الشعور بالاعتزاز لأن تضحياتهم العظيمة والجليلة التي قدموها لأجل وطن حديث ديمقراطي وموحد، لم تذهب هدراً.

وسيجعل الشمال على توازن ديمقراطي وتماسك اجتماعي، وسيجد في الجنوب سنداً مدنياً صادقاً، ورغم أن عملية البناء طويلة ومعقدة، إلا أن اليمن بشماله وجنوبه في إطار الدولة المدنية الفيدرالية، القائمة على مفهوم الحرية وبناء الحياة على أساس الاتفاق المجتمعي، الحر، أقول بثقة كبيرة أنها خلال عقد من الزمن ستقفز قفزة نوعية عظيمة لا تقاس بالسنوات.   


 


 

مواضيع ذات صلة :