يواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس يوما جديدا من الاضراب والتظاهرات احتجاجا على سياسته في مواجهة الازمة وسط مناخ اجتماعي متوتر اكثر واكثر في بعض المؤسسات الخاصة التي اعلن فيها عن الغاء وظائف.
وقال المسؤول النقابي المعتدل فرنسوا شيريك "بات للازمة الان وجه". واضاف "كل شخص يعرف صديقا او جارا تأثر بالازمة" الاقتصادية.
ودعت كل النقابات والاحزاب اليسارية الى المشاركة في التحرك الاحتجاجي وتأمل في ان يحقق النجاح الذي حققه خلال الحركة الاحتجاجية الاخيرة في 29 كانون الثاني/يناير وشارك فيها مليون الى 2.5 مليون شخص بحسب المصادر.
وتريد النقابات الحصول على زيادة في الرواتب وتدابير لتحسين القدرة الشرائية لانها تعتبر ان الخطوات التي اعلنها ساركوزي في 18 شباط/فبراير لمواجهة الازمة غير كافية.
وبين هذين اليومين الاحتجاجيين تراجع الوضع الاقتصادي وازداد التوتر الاجتماعي في فرنسا.
وسجلت نسبة البطالة ارتفاعا قياسيا وباتت تطال اكثر من مليوني شخص. حتى ان نسبة كبيرة من الفرنسيين اصبحت تؤيد الحركة الاحتجاجية. ويرى 78% من الاشخاص ان هذا التحرك "مبرر" بحسب استطلاع نشر الثلاثاء، في حين يقول 62% ان السياسة الحكومية لمواجهة الازمة "سيئة" بحسب استطلاع اخر.
وفي هذا الاطار لجأت بعض المؤسسات الى الغاء وظائف مثل شركة توتال النفطية التي الغت 555 وظيفة رغم ارباحها القياسية، والالمانية كونتيننتل التي اقفلت مصنعا يوظف 1120 شخصا.
وامام هذه الخطط الاجتماعية شدد بعض الموظفين تحركهم واعربت النقابات عن تفهمها او حتى تأييدها له. وقال زعيم نقابة "اليد العاملة" جان كلود مايلي "انهم في حال الدفاع عن النفس".
وقد تستوحي النقابات من تصميم ووحدة المضربين في جزيرة غوادولوب في الانتيل الذين حصلوا على زيادة 200 يورو على الرواتب المنخفضة بعد اضراب عام استمر 44 يوما.
واضافة الى تعبئة الموظفين والمعلمين وموظفي المؤسسات العامة، تأمل النقابات في مشاركة كبيرة من القطاع الخاص خصوصا من قبل موظفي القطاعات المصرفية والكيميائية والمعدنية.
واعلنت الحكومة انها لن تدفع المزيد من الاموال فقد اكد رئيس الوزراء فرنسوا فيون انه "لن يكون هناك اي مبلغ اضافي" بعد الـ2.6 مليار يورو التي منحت في 18 شباط/فبراير للاسر الاكثر عوزا.
وعنونت مجلة "ليكسبرس" (يمين وسط) "لماذا اصبحت فرنسا معادية لساركوزي؟" الى جانب صورة للمتظاهرين متحدثة عن "الاشخاص الذين خاب املهم بساركوزي" خصوصا في صفوف الطبقات الشعبية.
ويبدو ان تفاقم الازمة الاجتماعية يساهم في تعزيز موقع اليسار المتطرف بزعامة اوليفييه بوزانسونو. وهذا المناخ يثير قلق ارباب العمل.
وقالت لورانس باريزو رئيسة جمعية الشركات الفرنسية سيكون لهذا اليوم "كلفة من الناحية الديماغوجية".
ويتوقع ان تنظم الخميس اكثر من 200 تظاهرة في كافة انحاء فرنسا بحسب النقابات.
ويتوقع ان يضرب اكثر من نصف الاساتذة حتى ان التحرك الاحتجاجي قد يؤثر على الملاحة الجوية ورحلات القطار السريع باستثناء يوروستار وتاليس.
المصدر : ميدل ايست اون لاين