أكد الدكتور عبد العزيز الترب, رئيس الاتحاد العربي للتنمية الإدارية رئيس الاتحاد الأوروبي للتسويق والتنمية الإدارية, أن هناك
اتفاقا شاملا على أن العنصر البشري اليوم هو:
أ. العنصر الرئيسي في الإنتاج والخدمات.
ب. أغلى الموارد التي تحتاج إليها الإدارة.
ج. العنصر الذكي أو الفكر. د. الوسيلة والغاية في العملية الإنتاجية والخدمية.
ه. ضمير المؤسسة/المنظمة وقلبها وإحساسها.
وشدد في المحاضرة التي ألقاها عصر اليوم في المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" على ضرورة إلا يقتصر التعليم على زيادة رصيد الطالب من الذخيرة المعرفية ولكن أيضاً يجب أن ينمي فيه التوجيه السليم والقيم الصالحة.
التوجيه السليم
ويظهر ذلك فيما يلي:
1. العمل من أجل الوطن (وقد تبنت النمور هذا الشعار وقبل الأفراد التحديات العالمية كما كانت تحديات لهم شخصياً فتوحدت مصلحة الوطن مع مصلحة الأفراد). 2
. الوعي بمشكلات المجتمع والتفكير في حلول نافعة لها.
3. الرغبة القوية والاستعداد للعمل وتحمل المسئولية.
4. الاستعداد لمزيد من التعلم وتطوير الذات.
5. الرغبة في الاتفاق، والتفوق، وزيادة الإنتاجية، والتميز.
6. حسن استغلال وقت الفراغ.
القيم الصالحة
تعمل الدول متقدمة ونامية على تنمية القيم السوية لدى أفرادها وإذا كانت قيم كثيرة كالعمل الجاد، والربح، والتنافس، والتفوق والجودة قد اقترنت في العصر الحديث بالدول الصناعية الكبرى، فإن هذه القيم قد نشأت أصلاً في المحيط العربي. بقى تنميتها مرة أخرى، نبعثها من رقدتها، ونضيف عليها، ونعمقها، ونعوّد الأطفال عليها، حتى تصبح أسلوباً عادياً للحياة، يتبعونها في وظائفهم عندما يكبرون، وفي أعمالهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم.
الشخصية
• إن العامل الجديد المطلوب للقرن القادم يجب أن يتميز بشخصية ناضجة.
• ما هي الشخصية؟ هي الكيان الكلي الذي يتكون من مجموعة من الخصائص تميز الفرد عن غيره من الناس.
• ما هو النضوج؟ هو حالة من الصحة العقلية تتميز ببضع خصائص أبرزها: o الإيجابية، المرونة، الاستقلالية، التفكير في المدى البعيد، الندية، تنوع الاهتمامات، الرقابة والتوجيه الذاتي.
• ويتميز تفكير الشخص الناضج باعتماده على المعلومات وإثارة الأسئلة (وماذا - متى - كيف - أين - لماذا) ويتخذ قراراته بناء على بدائل واحتمالات.
• أما مشاعره فهي أصلية مباشرة تركز على الحقائق ويهتم بأن يكون احترام الآخرين له مبنياً على إنجازاته وقدرته على تحقيق النتائج.
• أما سلوكه الوظيفي ومع زملائه ورؤسائه، فيتميز بالإخلاص، والإنصات للآخرين، والانشغال بمشكلات العمل والتفكير فيها بعمق وذكاء، والصبر والمثابرة.
• كيف يمكن تحقيق النضوج؟ إن الفرد ينتقل خلال سنوات عمره من مرحلة إلى أخرى، فمن التنشئة الاجتماعية الأولى في البيت، إلى المدرسة، على التعليم في مراحله المتقدمة، ثم التدريب المستمر، كل ذلك يمكن إذا كان مخططاً ومدروساً جيداً أن يوصل الفرد إلى حالة من النضوج العقلي، فالتنشئة السليمة تمده بالأساس الذي ينطلق منه، والتوجيه السليم في المدرسة الأولى يضعه على الطريق السليم، والمعرفة العميقة في مراحل التعليم المختلفة تصقل تفكيره وهكذا، لذلك يقول الفلاسفة أن الحياة هي الاكتشاف المستمر للنفس.
وأشار إلى أن التعليم والتدريب عمليتان مستمرتان لا تنتهيان طيلة حياة الفرد، ولما يوصينا النبي صلى الله عليه وسلم (أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).
• وتبرز أهمية التدريب في أنه يبدأ قبل دخول الموظف إلى الحياة العملية ويصاحبه أثناءها، في كل مرحلة من مراحلها، وحين يرقى ويصعد السلم الوظيفي، إلى أن تتباعد أو يترك العمل.
• ولكل مرحلة تدريبية أهدافها ومهامها.
• فإن التدريب المبكر أو التأهيلي، فيعد الفرد للدخول في الحياة العملية، وهو لا يهيئوه من الناحية الفنية فحسب، وإنما أيضاً يثرى معارفه ومعلوماته ويعمق اتجاهاته نحو العمل والعلاقات والإنتاجية والإنجازات، إن أحدى المهام الرئيسية للتدريب هي تنمية الاتجاهات الصحية لدى الأفراد.
• ما هي الاتجاهات؟ إنها حالة فكرية أو عقلية ترجه الفرد في سلوكه اليومي وتتكون هذه الحالة في مراحل العمر المتتابعة، وتؤثر فيها عوامل عديدة من تربية الآباء، إلى العرف والتقاليد، فالتعليم وخبرات الحياة المتنوعة، كما أن هذه الاتجاهات خاضعة للتعديل والتغيير، سواء أكان ذلك مجهوداً مخططاً (من قبل الإدارة مثلاً) أو يحدث لأسباب أخرى (تجارب معينة أحداث بارزة).
• وكلما كانت الاتجاهات إيجابية وصحية، كان ذلك في صالح المنظمات والأفراد، خذ مثلاً إذا تميزت اتجاهات العاملين بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، وإتقان العمل والتميز في الأداة، فإن ذلك سيدفعهم إلى العمل، إيجاد التنافس والتفكير الإبداعي، الأمر الذي ينعكس عليهم في صورة حوافز متنوعة (مادية ومعنوية كالتقدير وإثبات الذات) وينعكس على منظماتهم في صورة أرقى الإنتاجية وزيادة الأرباح.
ويسهم التدريب في ذلك كثيراً في:-
• مرحلة قياس الاتجاهات بالطرق الأولية والثانوية، فمن المقابلات والمشاهدة والاستقصاءات إلى تحليل السجلات والمشكلات.
• مرحلة تعديل الاتجاهات أو تغييرها، وذلك بإعداد المعلومات اللازمة لتصحيح الاتجاهات..وعقد الجلسات اللازمة لذلك (المنافسة والحوار واستعراض وجهات النظر).
• وينعكس تدريب الأفراد أيضاً سلوكهم التنظيمي (الوظيفي والشخصي) وعلاقاتهم الاجتماعية مع الآخرين، داخل المنظمات التي يعملون بها وخارجها.
• ولكن على الأداء الذي يقدمه هؤلاء الأفراد في وظائفهم، وإذا كان اهتمام المنظمات ينصب اليوم على الأداء الجيد، فإن منظمات المستقبل ستركز على الأداء المتميز، المنفرد وغير المسبوق.
• وسيؤكد التدريب في المستقبل أيضاً على أهمية العمل في فريق فقليل من الأعمال ما سيؤديه العامل/الموظف منفرداً، وإنما سيعمل في جماعات متناسقة متكاملة، أنظر المسميات الجديدة لفريق العمل: o فرق العمل المدارة ذاتياً. o فرق العمل المستقلة. o فرق الانتشار السريع.
• إن موظف الغد سيكون عضواً في فريق متكامل - يعزز بمهاراته أداء زملاء- ويكتمل أداؤه بمهارات الآخرين، ليس هذا فحسب بل أنه سيكون عضواً في أكثر من فريق واحد، فحيثما كانت الحاجة لمعلوماته وقدراته في فريق معين فأنه يلتحق بهذا الفريق.
• لذلك فإن المسميات الجديدة للتنظيم - التنظيم المعرفي والذي يعتمد موقع الفرد فيه على خبراته ومعارفه ومهاراته فيوجد في هذا الموقع لأن الفائدة التي تعود على العمل والمنظمة ستكون كبيرة وكذلك الفائدة التي ستعود عليه شخصياً – مزيد من الخبرات والتجارب والمعارف. ونوه الترب بأن دور الإدارة في القرن الجديد يتحدد في:
• أن الإدارة الجديدة، للموارد البشرية ستتحمل عدة مسئوليات:
1. تطوير نظم الاختيار والمسار المهني للعاملين حتى تختار الأفراد، ليس فقط على الأساس المهني، والمؤهل العملي، ولكن أيضاً حسب شخصياتهم وقيمهم وتوجهاتهم. 2
. تطوير نظم التعيين: إن القول الشهير وضع الشخص المناسب في المكان المناسب سيطبق بصورة جيدة، وربما لن يكون الموظف ثابتاً في مكان تنظيمي واحد، وإنما سيكون حيث تصلح مهاراته، وتستغل قدراته، أن العبرة ليست بالموقع التنظيمي للفرد (إدارة كذا في فرع كذا) ولكن بالمكان الذي يستطيع أن يقدم فيه أحسن عطاء، لذلك سيختفي التنظيم الهرمي التقليدي ليحل محله التنظيم المصفوفي، الدائري، المعرفي.
3. تطوير نظم قيادة الأفراد: - إن الموظفين المبتكرين يحتاجون إلى قادة مبتكرين. - وإن العاملين ذوي الدوافع العالية يحتاجون إلى قادة طموحين.
- وإن الأفراد الذين تتوفر لديهم قيم صالحة واتجاهات صحية يلزمهم قادة من نفس النوع.
- إن القائد الإداري الجديد سيكون:
عضواً في فريق عمل متكامل.
معلماً، موجهاً، مرشداً.
منصتاً جيداً ومتحدثاً لبقاً.
مستشيراً ومتبادلاً للمعلومات. - وسيكون القادة الإداريون في كافة المستويات التنظيمية مسئولين عن:
توجيه المرؤوسين ليس فقط للأداء العادي، ولكن دفعهم للتفوق والامتياز.
تنمية الأفكار الجديدة وتأكيد أهمية الإبداع وغرس المنافسة بينهم في هذا المجال.
توفير الوسائل، المادية والمعنوية للحصول على التفكير الإبداعي.
قبول تحديات الأفراد المبدعين، ودراسة أفكارهم وتجربتها وتطبيقها.
4. تطوير نظم تقويم الأداء، وسيلعب الأفراد في هذا المجال دوراً فاعلاً إيجابياً، فيشتركون مع رؤسائهم في: - تحديد الأهداف. - تصميم مقاييس الأداء. - تحديد مجالات التطوير. وسيصبح التحسين المستمر هو الركيزة الهامة والنتيجة المتوقعة من تقويم الأداء.
5. تطوير نظم الحوافز والمزايا، لتحقيق:
- الإشباع الملائم للحاجات الأساسية.
- الإشباع الملائم للحاجات الأرقى. -
غرس روح المنافسة بين الأفراد للتحسين.
- تمييز المبدعين المتفوقين.
- تقديم تشكيلة متنوعة من الحوافز وتطويرها لتواكب التغيرات الجارية. 6
. تطوير نظم معلومات الأفراد، لتتابع حركتهم الوظيفية، وتقديمهم العملي والتدريبي وتدريجهم بالمواقع التنظيمية المختلفة.
7. تطوير نظم التدريب حتى يحقق الإعداد الملائم، العملي والفني إلى جانب الإعداد النفسي والشخصي للوظائف الذي يتحمل أفرادها مسئوليات متنوعة متجددة مع تطوير الأعمال وطرف أدائها.