جرت العادة أن تسود مشاعر الجدية المشوبة بالضيق أحيانا، صفوف المقترعين في كل انتخاب واقتراع، إلا أن المشاركين في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان شذوا عن هذه القاعدة.
فالأجواء الاحتفالية بدأت مع انبلاج الفجر، حيث ترددت الأغاني والموسيقى الصاخبة -من أجهزة التسجيل- في جنبات عاصمة جنوب السودان جوبا، وامتلأت الشوارع بالناس على غير العادة في هذا الوقت المبكر، بل بدا الشارع اليوم مختلفا حتى عما كان عليه يوم أمس القريب.
وخارج مراكز الاقتراع في المدينة عمت الفرحة الشعبية الغامرة شبابا وأطفالا من الجنسين انهمكوا في رقصات وأهازيج جماعية، وأحيانا هتافات بـ «النصر» .
وفي الطريق إلى مركز الاقتراع الرئيسي في الساحة التي تحتضن ضريح زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق، يتعانق الناس في الشوارع ويتبادلون الضحكات ويطلقون صيحات الفرح ويلوحون بأياديهم للعربات المسرعة.
«وعبرت غالبية ساحقة من الجنوبيين الذين استطلعت الجزيرة نت آراءهم، عن فرحتهم بالوصول إلى هذا اليوم » المنشود الذي اعتبره البعض التجسيد الموضوعي لاتفاقية نيفاشا التي حققت السلام بعد حرب دامت نحو 26 عاما.
«وتقول ميري تاور، وهي ممرضة متطوعة عملت مع الجيش الشعبي لتحرير السودان لسنوات طويلة » الحرب انتهت اليوم.
![]() |
|
المبعووث الأمريكي |
«أما أتيم وساورا اللذان يعملان في محل لبيع الشاي والمياه المعدنية خارج مركز الاقتراع، فقد تملكهما الحماس عند وصول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت إلى المركز وأخذا يوزعان بضاعتهما مجانا، وبسؤالهما عن شعورهما في هذا اليوم، اتفقا على أنه يوم عيد بل » عيد الأعياد « إذ سيصير للجنوب دولته المستقلة وسيعيش مواطنوه » أحرارا.








