اقتصاد خليجي نُشر

القاطرة الإقتصادية الخليجية تتجه لتحديد مسارها الآمن لعام 2012

تفاوتت انظار المحللين الماليين والإقتصادين في منطقة مجلس التعاون الخليجي في قراءة مستقبل الإستثمار للعام القادم 2012 في ضوء القراءات المختلفة لأداء اسواق المال في المنطقة، وسعي الحراك الإستثماري ليصب في تحديد ملامحه الخاصة بعيداً عن التقلبات العالمية متخذا من الخطوات الإصلاحية الحكومية الخليجية وخططها المستقبلية ركيزة اساسية في خياره الجديد للمرحلة القادمة.

ورأى محللون ان العام القادم 2012 حافل بمختلف التحديات، ويصعب التكهن بمدى معرفة ما اذا كان مستقراً من الناحية الإقتصادية ام متذبذباً ويسير في طريق ازمات جديدة، وتستدعي المزيد من الخطوات الإصلاحية، والإفادة قدر الإمكان من التجارب الدولية النجاحة التي تصب في هذا الإتجاه.

وفي هذا السياق قال المحلل الإقتصادي والمالي عمر الجريفاني: «يصعب علينا التكهن بنقاط ضعف الأسواق، ومعرفة وقت كسادها بالضبط، كما يصعب علينا تجنب اضرارها بنسبة 100 في المئة لكن يمكن ان نعرف ما هي مؤشراتها كي نستعد لها بالشكل الصحيح، وان احد اهم هذه المؤشرات هي القوانين والتشريعات المالية، لأنه اذا كان هناك تساهل في القوانين والتشريعات فإن هذا سوف يؤثر على حجم السيولة ويكون هناك زيادة في الانفاق على النفقات فيقود الى التضخم، ومن ثم الكساد» .

«واضاف الجريفاني: » استطيع القول ان عام 2012 سيكون مستقراً لصالح دول الخليج او نمواً بطيئاً في اخف الأحوال بسبب قلة الطلب على الطاقة في اوروبا والصين، لكنه سينسحب على النمو الداخلي للشركات المحلية بسبب الانفاق الحكومي لاكمال مشاريع البنى التحتية خصوصاً في المملكة، وقدر تعلق الأمر بها، نرى انها تحتاج الى تعزيز الأرضية التشريعية للإستثمار بالمزيد من القوانين، وان ينتفع ابناء الوطن من هذا الانفاق بتوظيف المواطنين، وعدم تصدير خيرات الوطن الى الخارج للحصول على افضل النتائج.

وتشير نتائج تقارير المحللين في المنطقة -مع قرب انتهاء فعاليات العام الحالي 2011 - ان الاقتصاد يمر بمراحل نمو سريعة غير متزنة تشبه تقريبا ماكانت عليه قبل عام 2008، حيث وصل المؤشر في سوق الاسهم السعودية الى ما يقارب -او كثر- بقليل من 18 الف نقطة، واليوم يقترب بين 6 - 7 آلاف نقطة، ليعيد الى الأذهان المراحل التي سبق للازمة السابقة ان مرت بها، وتمثلت في 3 خطوات هي: الاستقرار والنمو البطئ ثم الكساد، وتبدو المنطقة العربية هي الأخرى مرشحة لبوادر ازمة مالية تظهر من خلال ارتفاع قيمة الاصول من اراضٍ وايجارات، وارتفاع نسب البطالة لاسيما بعد موسم الثورات التي شهدتها الدول العربية.

ومن خلال استعراض الازمات المالية العالمية فقد تميزت بقواسم مشتركة عدة، حيث تسببت سهولة قوانين الإقراض والإستقراض في ازمة الرهن العقاري في امريكا، والحال نفسها انطبقت على الازمة التي حدثت في السويد عام 1985 حيث ان المشكلة كانت في الاقراض، وكذلك الازمة التي حدثت في بريطانيا عام 2007 حيث تمثلت مشكلتها في القروض وعدم قدرة المقترضين على سداد مستحقاتهم فقادت الى هزة كبيرة في الموسسات المالية في بريطانيا.

ولايختلف الحال عما كانت عليه ازمة عام 1929 في ول ستريت التي كانت بسبب القروض، وتسارع الناس للاقتراض، ومن ثم شراء الاسهم، ليحدث بعدها تضخم في قيمة السوق كما حدث في السعودية وفي اغلب دول الخليج بين عام 2006- 2007، وكذلك الازمة التي عاشتها اليابان بين الاعوام 1886-1990 حيث كانت مشكلة تضخم في اسعار الاصول .

ولاتزال تكهنات المحللين قائمة في تحديد مدى امكانية استخدام التعامل الناجح مع الازمة الاقتصادية التي مرت على العالم بين 2008 و2009 لحل مشكلة الاعوام المقبلة، وحيث كان الحل -آنذاك- في منطقة الخليج متمثلاً بزيادة الانفاق الحكومي بالنظر الى عوائد ارتفاع اسعار النفط والغاز، وارتفاع الطلب العالمي على الطاقة لاسيما الصين والهند اللذين يمثلان اللاعبين الجدد على خارصة الاقتصاد العالمي، بينما لاتزال كل الإحتمالات مفتوحة وقائمة لمواجهة التقلبات المحتملة.
 
زاوية

 

مواضيع ذات صلة :