على الارجح السعودية مقرا للبنك المركزي لدول مجلس التعاون الخليجي لكن
بعد منافسة حامية على استضافة مقر البنك.
وستواجه المملكة أكبر بلد مصدر للنفط في العالم وأكبر اقتصاد في المنطقة
منافسة شديدة من البحرين والامارات العربية المتحدة اللتين جاءتا في
المركزين الثاني والثالث بفارق بسيط في الاستطلاع الذي شمل 21 اقتصاديا.
ويجتمع زعماء السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين في العاصمة
السعودية الرياض يوم الثلاثاء في محاولة أخيرة لاتخاذ قرار بشأن مقر البنك
المركزي وهو عقبة رئيسية باقية امام خطة الوحدة النقدية الخليجية.
وقال الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع الذي أجري في الفترة بين 29 ابريل
نيسان والثاني من مايو ايار ان اختيار المكان لن يكون امرا سهلا واضافوا
ان عددا من الاعتبارات السياسية والاقتصادية تعقد عملية اتخاذ القرار.
ومن بين 21 اقتصاديا شملهم الاستطلاع وجرى اختيارهم من بنوك اقليمية
وعالمية ومراكز أبحاث اختار تسعة السعودية باعتبارها المكان المرجح لمقر
البنك بينما اختار ستة الامارات وفضل خمسة البحرين واعطى اقتصادي واحد
صوته لقطر.
وحصلت السعودية أيضا على أكبر عدد من النقاط بصورة عامة بين المبحوثين
عندما طلب منهم ترتيب الدول الخمسة من الاكثر ترجيحا الى الاقل ترجيحا في
استضافة المقر.
وسبقت البحرين الامارات بفارق بسيط بينما جاءت قطر والكويت في المركزين الرابع والخامس بفارق كبير.
وقال احد الاقتصاديين "السعودية هي الاوفر حظا بسبب ثقلها الاقتصادي والسياسي بين دول الخليج وصورتها المستقرة في المنطقة.
"
واضاف اخر "مسعى السعودية يستند الى رؤيتها الى النوعية الرفيعة لقدراتها
المصرفية المركزية ورغبتها في ان يكون لها قول فصل في السياسات الخليجية.
"
كان الزعماء الخليجيون فشلوا في التوصل الى تسوية بشأن المقر خلال قمة
سنوية عقدت في ديسمبر كانون الاول عندما وقعوا اتفاقا طال انتظاره للوحدة
النقدية.
وسيوجه الفشل في الوصول الى قرار هذا الاسبوع لطمة اخرى لمصداقية المشروع
التي اهتزت بالفعل بعد قرار سلطنة عمان في عام 2006 عدم الانضمام للوحدة
النقدية الخليجية وخطوة الكويت عام 2007 بفك ربط عملتها بالدولار
الامريكي.
الا أن مسعى السعودية يواجه اعتراضات في حين يفضل كثير من المحللين البحرين أو الامارات.
ويواجه الاجانب قيودا في السفر الى اكبر اقتصاد في العالم العربي كما ان
المملكة التي يبلغ عدد سكانها 26 مليونا تستضيف بالفعل امانة مجلس التعاون
الخليجي.
ويرى محللون ان البحرين مرشح قوي لصغر مساحتها ووضعها كأول مركز مالي في
الخليج وعلاقاتها الطيبة مع السعودية.
ويقول بعض المحللين ان الازمة المالية في دبي المركز المالي والتجاري
للمنطقة يمكن أن تحبط مساعي الامارات في حين يقول اخرون ان أبوظبي أو دبي
موقع نموذجي للبنك في ضوء الاستقرار السياسي والجاذبية العالمية اللتين
تتمتعان بهما.
المصدر: رويترز