آراء وأقلام نُشر

العلاقات المصريه الإيرانية.. على ضوء ولاية نجاد الثانية

Image

*بــقــلــم / دكتور خميس الهلباوى

أعتقد أن سيناريو الإنتخابات الإيرانية الأخيرة هو جزء بسيط ومرحلة من مراحل سيناريو الإدارة المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط كلها ، والمنطقة العربية بصفة خاصة، فممارسات إيران خلال الغزو الأمريكي علي العراق كانت جميعها ضد العراقيين السنة ولم تكن ضد الإستعمار الأمريكي، وبالرغم من العلاقات السيئة ظاهرياً بين إيران وإسرائيل فإنه توجد علاقات حميمة بين إيران واليهود، لدرجة تدعو للشك في نوايا الإثنين معاًً.
وتوافقت مطالب إيران مع إسرائيل ضد مصر بفتح معبر رفح خلال العدوان الإسرائيلي علي شعب غزة، وقد تجلي ذلك أكثر في تصريحات السيد حسن نصر الله، ضد مصر، مما يوحي أنه جزء من السيناريو الذي نزعم أنه تم وضعه وجاري تنفيذه، وقد تم تجهيز حسن نصر الله عربياً لسيطرة إيران علي المنطقة العربية لصالح أمريكا وإسرائيل، فإذا تركنا الخواطر تتداعي وفكرنا في أن التقرب المفاجئ للولايات المتحدة الأمريكية إلي مصر والعالم الإسلامي هو جزء من نفس السيناريو للسيطرة علي المنطقة بالحنية، باعتبار طول يد إيران في السيطرة علي التيارات المتشددة في المنطقة العربية خاصة وأننا وجدنا صوت فتح معبر رفح لصالح إسرائيل يجمع بين أصوات كل من حزب الله "إيران"، وحماس، وسوريا، وقطر التي يسيطر عليها الاستعمار الأمريكي والإسرائيلي في آن واحد ومن يسمون أنفسهم خطأً بجبهة الممانعة ويحضرني هنا دعوة أحمدي نجاد لمؤتمر قطر خلال العدوان الإسرائيلي علي غزة، بالرغم من أنه مؤتمر عربي ولو بالإسم.
ولم تستطع جبهة الممانعة التي تسمي نفسها كذلك، إثناء القيادة المصرية عن عزمها في حمايتها لسيناء وغزة بعدم السماح بفتح معبر رفح إلا للحالات الإنسانية والمعونات الطبية والغذائية.
لذلك فماذا يمنع إفتراض أن يكون الإتجاه الأمريكي هو السيطرة علي المنطقة بما فيها من أهل السنة عن طريق سيطرة إيران علي المنطقة كلها بعد نزع أنياب مصر في كونها المصد الرئيسي للعدوان علي أهل السنة هي والمملكة العربية السعودية؟.
ولا يستطيع أحد أن ينكر طمع إيران في دول الخليج العربي، وإستيلاءه حالياً علي بعض جزره، وتطلعه للمنطقة كلها لما فيها من ثروات نفطية، وهو السلاح القاتل المدمر للغرب، ولا ننسي دعم إسرائيل بالرغم من إعلانه العداء لها إلا أنه من أوائل من التقى مع الزعامات اليهودية الدينية المرتبطة أصلاً بإسرائيل، هو من دعم الشيعة في لبنان ضد السنة، هو من عمل على نشر المذهب الشيعي في المغرب ومصر، وهو من عمل على ضرب السنة في العراق

.Image


فإذا وضعنا هذه الأوراق مع الخطاب الممتاز الذي ألقاه الرئيس أوباما في جامعة القاهرة والذي لانشك في صدق نواياه شخصياً فيما قاله، بالرغم من أن هذا الخطاب يدل علي خط سياسي جديد تسلكه الإدارة الأمريكية، بقيادة الحزب الديمقراطي الأكثر ذكاءاً من الحزب الجمهوري، وقد يكون من السيناريو الوصول إلي السيطرة علي المنطقة عن طريق الشيعة والإبتعاد عن وهم الإرهاب الذي طال أمريكا من الداخل.
وإذا وضعنا اللهجة الجديدة لأحمدي نجاد حيث صرح أمس بأنه سيزور مصر، وخطاب ناتنياهو أمس الذي أعلن فيه موافقته الظاهرية علي إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بشرط اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة، وطرح حل قضية اللاجئين خارج إسرائيل، كما دعا الدول العربية فى دمشق وبيروت والرياض إلى التطبيع مع إسرائيل والمستثمرين العرب للشراكة، أسرائيل دولة يهودية وفلسطين دولة بدون جيش وبدون سيادة وبدون عودة للاجئين!!!، وهو كلام يتطابق مع المخطط الإيراني بفرض السلام علي المنطقة بقيادة إيران.
وإذا اضفنا فوز نجاد في الانتخابات في هذا الوقت بالرغم من المعارضة القوية من المرشحين المنافسين خاصة المرشح للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوى من معارضيه ومنافسه في الانتخابات، واتهام الحكومة بالتزوير، وافتراض أن نجاح نجاد في الانتخابات سواء كان بالتزوير أو بعدمه إنما هو أيضاً من قبيل تنفيذ جزء من سيناريو السيطرة الغربية علي المنطقة العربية بحاكم واحد إيراني بدلا من صداع الإمارات ومشاكل التطرف من المسلمين السنة، أما تمثيليات الصراع الإيراني النووي الإسرائيلي والتصريحات والخطب الصاروخية لنجاد فهي ايضاً جزء من السيناريو الذي يطبق حالياً، بعد تحييد مصر وإخضاعها للأمر الواقع بسلب إرادتها وتسليم قياد المنطقة لإيران الشيعة تحت سيطرة أمريكية مخططة بصداقة يهودية إيرانية.
ولهذا أعتقد أنه إذا وافقني أحد الرأي فإن علي القيادة المصريه أن تستيقظ من سباتها وتتعامل مع المسألة بمنطق الشك والمؤامرة التي تحاك ضد الإسلام، أنا لست عضوا في أي منظمة إسلامية ولكنني مصري مسلم أحب مصر بمسلميها السنة الوسط، وأقباطها وتاريخها وعظمتها وأخاف عليها من مرحلة الضعف التي نعيشها.


                                                                                                                                *كاتب ومحلل سياسى وإقتصادى 
 ......
لا يتحمّل الإستثمار نت أيّة مسؤوليّة عن المأدة التي نشرها ، ويتحمل المصدر بالتالي كامل المسؤولية عن ما تم عرضه ، لاسيما وأن الزميل المذكور كاتب ومحلل  شهير لا يشق له غبار .حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر."


 

مواضيع ذات صلة :