آراء وأقلام نُشر

طائرة تبحث عن مطار..!!

أصبحنا فى عصر الفضائيات والسموات المفتوحة والمحليات والأرض المحفورة، وليس فى الدكان أجمل من "المانيكان"والاحتفاظ بـ"الكأس" وإهمال "الفأس"..

وأول مرة أركب "طائرة" كنت مسافراً من مطار "القاهرة" إلى "السودان" قبل مباراة الجزائر بأربعين عاماً، وظللت طوال الرحلة أنظر من النافذة لأبحث عن سطوح بيتنا فى الإسكندرية، ثم اكتشفت بعدها أننى لا أحيا حياة جغرافية سليمة، فالمفترض ألا تسأل أين تقع مصر، لكن كيف وقعت..

لأنك إذا رأيت "النورس" فقد اقتربت من "الشواطئ"وإذا رأيت"التوك توك" فقد اقتربت من "الضواحى"، وتخيلت أن الكابتن "فلان" يحييكم من داخل كابينة الطائرة فى أول رحلة له بعد انتهاء تدريبه ويقول لكم "ربنا يستر"، وعلى الراكب الذى يعرف أسماء "العدادات" التوجه إليه فوراً، ويجرى الآن الاتصال بمهندس الحى لتحديد ارتفاع الطائرة وموعد سقوطها، والمضيفة تسألنى:

لماذا لم أكتب على الباسبور وصيتى.. فقواعد الطيران تشبه قواعد الحزب، فكلاهما فيه أجنحة، لكن الحزب له مخالب يقود بها الطائرة المختطفة..

وعايزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان وهات لى بقى الملك والإنجليز والبيضة أم مليم وحاول ترجع الإشراف القضائى على الصندوق الأسود..

فى تلك الرحلة مرت علينا "مضيفة" فقط، لكن عندما ظهر التطعيم الثلاثى (الاستقرار والتنمية والرخاء) أصبح يمر على الركاب مضيفة ومندوب مبيعات وشحاذون وباعة مناديل ورق لركاب مزكومة وأمة مأزومة وعمال متخصخصة، أهل الهوى يا ليل باعوا مصانعهم، حتى برج المراقبة بدلاً من إرشاد الطائرة ينشغل بوضع أمثالى تحت "المجهر"، مثل البكتيريا، لاكتشاف المصل المضاد له.. فهل تهبط الطائرة أم يرتفع الدولار؟..

وأين تهبط؟ والسؤال بمعنى آخر هل معك ساندويتشات للرحلة أم أنت تمثل العمال والفلاحين؟ أنصحك بألا تجيب إلا فى وجود محاميك.

** الساخر الأول بمصر

 


 

مواضيع ذات صلة :