آراء وأقلام نُشر

الإعلام المصري الرسمي بين قضية البرادعي و فقدان المصداقية المهنية

يعيب أعلمنا الرسمي أنه غير حيادي وفقد الكثير من مصدقتيه نظر لمعالجته المهنية الخاطئة لأمور باتت من البديهيات و قد يرجع ذلك إلى إن المسيطر على إعلامنا الرسمي سواء المسموع أو المقروء عقول ذات فكر تقليدي و لازال غير منفتحة فكريا على المعطيات المعاصرة و فاقد لأدوات الفصل المهني في قضية معينة وتناولها بشكل يخدم المتلقي النهائي للرسالة الإعلامية مما يعظم دور بناء الفكر المصري القومي و الذي يمثل ثروت مصر الاقتصادية و التي من خلال إداراتها الناجحة تخرجنا من بوتقة المحسوبية و البيروقراطية الفكرية العقيمة و المؤثرة في كافة مناحي الحياة المصرية و من سما يخدم الأهداف العامة للدولة .

إلا أن هذا الدور الحيوي الذي افتقده إعلامنا الرسمي في كثير من القضايا الهامة و التي تشغل الرأي العام المصري فأصبح إعلامنا الرسمي يهمشها كليا دونما أدنى مسئولية منه تجاه مجتمعة وقراءة ، مما افقده و أخرجه من كثير من الملاعب التي كان يشغلها سابقا و الغريب أن هذا الإعلام يعتقد بأنه يخدم صانعي القرار في مصر بالتشويه والتشويش على الآراء المعارضة ، فتجد أن صانعي القرار هم أول من ينتقدوه ويصفعونه على وجهة القبيح ليعيدوا له نصاعة وطهارة الفكر الإعلامي السليم ،و يتضح ذلك جليا في معالجته للعديد و العديد من القضايا التي تشغل الساحة المصرية ، إلا أن قضية الترشح للرئاسة المصرية تعتبر القشة التي قسمت ظهر البعير و جعلته إعلام مستصغر في عيون قراءه بل و مٌسيس في الأحيان الأخرى ، وقد لقنه الإعلام الخاص بمصر رغم حداثة عهد كثير من الدروس في الحيادية و إبداء الرأي و تقبل الرأي الأخر ، فبالأمس القريب كان يمثل لنا محمد البرادعي على حد وصف الإعلام المصري الرسمي عالم وفاز من أفزت مصر في صحفهم و شاشاتهم وتم تمجيده و تعظيمه واُعتبر إضافة في رصيد مصر من منجزاتها الفكرية في العصر الحديث .

واليوم كونه بدا يفكر بالمعارضة أو حتى المشاكسة انقلب الإعلام إلى النقيض داعيتنا بان ننسى تاريخ علماءنا وماسحا أيها من أذهننا بأساليب أقل ما تقال عنها رخيصة ، يبدأ التجريح في شخصه والتشهير بعائلته بأسلوب لا يمت للمصداقية المهنية بصلة فكيف ينجح هذا العالم سابقا دونما وجود الاستقرار الأسرى والاجتماعي و الوجداني و الفكري .

اليوم يطالعنا الإعلام بأسلوب باهت في تناوله خبر هو الأول من نوعه في الصحف المصرية الرسمية بعد قدوم البرادعى إلى وطنه مغطيا به أخفاقة الواضح في التعامل مع معطيات الوضع الذي ادخل نفسه فيه ، بانه لم يدلى لهم بتصريح بأمر من زوجته ، ما هذه الإسفاف الفكري و الأخلاقي هل امتنع البردعى سابقا عنكم عند كنتم تفردوا له مساحات على صفحات جرائدكم وكنتم تحققون منها اعلي المكاسب والخبطات الإعلامية والصحفية أم ماذا ؟ ، اشك و بل أكاد اجزم أنكم لم تتلقوا اى أمر من السلطة التنفيذية المصرية بتضييق الخناق على البردعى و الدليل بان الإعلام المصري الخاص المرئي و المكتوب تناول الموضوع بحيادية كبيرة ولم تعصف به الريح بل استعرض فكر الرجل و أوضح ما بداخلة من حب لبلده و هدف اسمي لخروجنا جميعا من دوامة السقوط و لم نرى محطة أو برنامج أغلق و كذلك الجرائد المستقلة أيضا لماذا انتم كذلك هل تعتقدون بأنكم تخدموا السلطة بمصر أم تريدوا التودد لهم ، أنصحكم بان هذا الأسلوب لا ينفع فالمسئولين باتوا في احتياج لصدق النصيحة والرؤى فأعيدوا قراءة الواقع الحالي واخرجوا من تلك الأفكار العقيمة و التي باتت من الماضي و استنشقوا عبير الحرية الذي ينعم به ربوع القطر المصري وليكن لمصر الأفضل فكرا و الأجود في الأداء ودعوا نور الحقيقة تضئ قلوب قرائكم .

**مستشار مالي و باحث إقتصادي

ahmeedsherif@yahoo.com

 


 

مواضيع ذات صلة :