يعيش الوسط الثقافي اليمني حالة من الغليان والقلق، بعد تفجير منظمة اليونسكو لقنبلة من العيار الثقيل، بإصدارها تحذير شديد اللهجة للحكومة اليمنية بسعيها لشطب مدينة زبيد من قائمة التراث العالمي. وحددت المنظمة مهلة ثلاثة أشهر للحكومة ممثلة بوزارة الثقافة لسرعة انتشال المدينة من وضعها الكارثي! وهنا جاز لنا السؤال « هل ستظل زبيد في قائمة التراث العالمي، أم ستغادرها دون رجعة» ؟! تساؤل تُطلقه اليوم وكالة أنباء الشعر من خلال تحقيق مثير،ينفرد بنشر وثائق وصور لأول مرة، بمناسبة اليوم العالمي للتراث.
«فمع بداية العد التنازلي لمُهلة اليونسكو، يجد وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل نفسه، أمام أكبر تحدٍ يُرشحه لمواجه محتملة مع الشارع اليمني في قادم الأيام. خاصة وأن المدينة تواجه » سرطان إسمنتي ينتشر ويتضخم !
«فزبيد التي تم ضمها إلى لائحة التراث العالمي عام 1993م، لم تلحق أن تحتفل بهذا الإنجاز، حيث تم إدراجها في لائحة الخطر عام 2001م، لنجدها اليوم تخوض معركة البقاء، على أمل الحفاظ على تراث إنساني تجرفه» عفاريت الحداثة وتتلفه معاول المدنية.
فهل تنجح زبيد في امتحان الفرصة الأخيرة !
وكالة الشعر تقف على الأطلال!
«» ألم وحسرة وعض أصابع الندم هذا هو الانطباع العام الذي خرجنا به بعد زيارة استطلاعية بين جنبات مدينة زبيد المهددة بالسقوط من قائمة الترا ث العالمي .فنظرة فاحصة
على جوانب هذا التراث الذي طالما تغنينا به لوجدنا كثيراً منه في طريق التلف والضياع بحيث نسمع عنه ولا نراه ،أما ما بقى منه فقد وصلنا حاملاً معه قتر الدهر وعدوان الناس وبعضه وجدناه تالفاً وناقصاً وفيه الأصيل والدخيل .
من يزور مدينة زبيد بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، يجد نفائس الماضي تذبل وفقدان التراث يزداد يوماً بعد يوم ، فمع كل خطوة تخطوها في شوارع وأزقة المدينة القديمة ترى مدى التشويه الذي خد ش وطمس جمال وأصالة المعمار الزبيدي وزخارفه ا لرائعة .
«» 1200 مخالفة و600 مسكن إسمنتي وتشوهات تطال 1000 منزل
الحكاية وفقاً للمعنيين بهيئة المحافظة على المدن التاريخية، بدأت عام 1993م ، وذلك عقب عودة المغتربين من أبناء المدينة من دول مجلس التعاون ، وهو ما تسبب في نمو سكاني أفرز حاجة متزايدة لمساكن جديدة ، ونتيجة لافتقار المدينة لمحرقة ياجورتتولى إنتاج موا د البناء التقليدية ، وجد الراغبون في التوسع العمراني مصانع القوالب الأسمنتية ( البُلك) ملاذاً مفضلاً
لتزويدهم بمواد بناء إسمنتية، وفي ظل غياب رقابة وحماية حازمة لهذا الترا ث أخذ ت المخالفات والتشوهات في طابع المدينة المعماري ككرة الثلج تنمو وتتزايد كل يوم!
حيث واصل السرطان الإسمنتي انتشاره في المعالم التاريخية يوماً بعد آخر دون روشتة علاج فعالة تستأصل الداء ، حتى غدى المرض يبرز بقوة مُشوهاً المظهر التاريخي للمكان. فاستشعرت اليونسكو خطورة الحالة التي تمر بها زبيد لتصدر قراراً عام 2001م ، يقضي بنقل
«زبيد إلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، ثم تلاه تحذيرين آخرين عامي 2004 و2005م.أخطاء مؤلمة تم ارتكابها تحت ضؤ الشمس وتواصلت على مرأى ومسمع من الجهات المعنية التي صحت مؤخراً بعد » غيبوبة طويلة لتجد نفسها أمام 1200 مخالفة معمارية إسمنتية منتشرة حول المدينة وعلى خط السور وأكثر من 600 منزل إسمنتي ونحو ألف منزل طالته التشوهات.
«وزير الثقافة السابق يقرر خوض المواجه لكنه » يفشل !
وزير الثقافة السابق الدكتور محمد أبو بكر المفلحي أكد- حينها- أن إبقاء مدينة زبيد في القائمة العالمية وتخليصها من التشوهات والأخطار التي تُهدد معالمها وتُنذر بإخراجها من سجل التراث العالمي ، يحظى باهتمام الحكومة ، مشيراً إلى أن وزارته تُركز جهودها خلال الفترة القادمة على العمل لتخليص المدينة من قائمة المدن المهددة بالسقوط من قائمة التراث ، لافتا إلى انه تم بهذا الصدد إنشاء لجنة حكومية مكونه من عدد من الوزارات ، لتخليص زبيد من الوقوع في الكارثة! لكن الرجل غادر الوزارة، تاركاً مدينة التراث العالمي تواجه المصير المحتوم!
«اليونسكو تفجر» قنبلة « والحكومة اليمنية في مهمة صعبة» لتفكيكها!
«بدأت منظمة اليونسكو» الضرب تحت الحزام بعد أن وجدت بأن سياسة النفس الطويل لم تعد تجدي أمام الوضع الكاررثي الذي يتعرض له التراث الثقافي الإنساني لمدينة زبيد. فقد هددت المنظمة قبل أيام الحكومة اليمنية، بشطب زبيد من قائمة التراث العالمي، إذا لم تتخذ السلطات إجراءات سريعة على الأرض من شأنها أن تنقذ المدينة من العبث الذي طال تراثها.
«مكتب اليونسكو بصنعاء: خروج زبيد من القائمة العالمية» كارثة!
«فقد أكد مكتب المنظمة بصنعاء للوكالة، تلقيه اتصالاً من اليونسكو بباريس، كشف فيه الاعتزام لإخراج زبيد من القائمة العالمية خلال ثلاثة أشهر، إذا لم تلمس المنظمة أي جهد على أرض الواقع للحفاظ على تراث المدينة. وأعترف الدكتور أحمد المعمري مدير مكتب المنظمة بصنعاء، بأن وضع المدينة أصبح في حالة سيئة، حيث تتعرض معالمها الثقافية لعملية تخريب واسعة، واصفاً خروج زبيد من القائمة العالمي بـ» الكارثة! مناشداً الرئيس اليمني بالتدخل العاجل لإنقاذ المدينة وتراثها الثقافي.
«وزير الثقافة الدكتور عوبل: حظ المدينة في البقاء» ضئيل جداً !
وفي أول تعليق له على المصير الذي ينتظر المدينة، دعا وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل إلى سرعة تبني حملة وطنية برئاسة رئيس الوزراء، والعمل على اتخاذ خطوات جادة لإزالة المخالفات ووقفها فوراً. وأعترف وزير الثقافة،بأن حظ زبيد في البقاء في قائمة التراث العالمي ضعيف جداً في ظل تواصل أعمال التشويه والتخريب الذي يطال تراثها. مشيراً بأن الخروج من قائمة التراث العالمي سوف يشوه سمعة اليمن عالمياً. وأكد بأن ما يحدث في زبيد يعد أمراً خطيراً لا يمكن السكوت عنه، كون المدينة تعد من أجمل مدن التراث العالمي على مستوى العالم.
المصدر : alapn |
الوسط الثقافي في حالة «غليان» ..اليونسكو تهدد بشطب «زبيد اليمنية» من قائمة التراث
الاستثمار نت/ محمد السيد