اقتصاد يمني نُشر

المستثمرون في عملية قنص متبادلة!!.. صراع السياسة يمتد إلى الاقتصاد

انتقل الصراع السياسي في اليمن إلى دورة الاقتصاد الثابتة بسبب الدعم الدولي ووقوف البيوت التجارية العريقة مع التنمية والاستثمار.

بدا ذلك في ندوات مختلفة حول مستقبل الاستثمار في اليمن ودور القطاع الاقتصادي في المرحلة الانتقالية الثانية.

وتزايدت في الآونة الأخيرة عملية استهداف رجال الأعمال فمنهم من قضى نحبه ومنهم من تعرض للاختطاف ومنهم من تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة.

واستهداف رجال الأعمال أو أحد أقاربهم ليس وليد اليوم, فكم تعرضوا لمثل هذا في الأمس القريب؛ غير أن الاستهداف كان بغرض الابتزاز, إلا أنه اليوم أخذ منحى دمويا منذ الانفلات المني الناتج عن الأحداث التي شهدتها البلاد في 2011م, والفترة التي رافقت الفترة الانتقالية منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وانتخاب هادي رئيسا توافقيا في 21 فبراير 2012م.

أرقام مخيفة تتساقط وما تزال كذلك دفعت عددا غير قليل من رجال الأعمال إلى تهجير أموالهم واستثماراتهم والعبور بها خارج الحدود الوطنية, فيما يبحث من تبقى منهم عن مكان آمن ومستقر يأويهم ويوفر لهم ولأسرهم وأموالهم ما افتقدوه في وطنهم من الأمن والأمان.

ويؤكد عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الاقتصادي أن هذا الاستهداف المنظم لرجال الأعمال هو في الأساس استهداف للتنمية ولآمال وتطلعات وطموحات أجيالنا القادمة المتطلعة لغد أكثر إشراقا وأمانا وتنمية ومدنية.

وفي قراءة عجلى لأبرز الاغتيالات التي تمت في الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ الأحداث التي شهدتها البلاد في 2011م, تبرز أمامنا قائمة من الجرائم المنظمة طالت عددا غير قليل من أبرز رجال الأعمال, اغلبها تمت بدوافع سياسية بحتة؛ أي بعيدا عن الابتزاز كما ظل ساريا في الفترة التي سبقت أحداث 2011م.

ففي المكلا لقي رجل الأعمال عبد الله العمودي حتفه من قبل عناصر إجرامية وخارجة عن النظام والقانون.

وطالبت الغرفة التجارية الصناعية بحضرموت اتخاذ كافة الإجراءات الرادعة لمن يقلقون الأمن والسكينة العامة ، داعية الأجهزة الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها في القبض على الجناة وتسليمهم للعدالة في أقرب وقت للحفاظ على الأمن في ربوع المحافظة.

وأشارت الغرفة إلى أن المساس بحياة رجال الأعمال يعد سابقة خطيرة، يجب التعامل معها بحزم كونها ستعود بالضرر على الوضع الاقتصادي في المحافظة التي تسعى مؤخراً لاستعادة الركود الذي تسببت فيه الأزمة التي شهدتها البلاد لأكثر من عام.

وفي  مارس 2012م تعرض منزل رجل الأعمال اليمني شوقي أحمد هائل سعيد، لهجوم بقنبلة يدوية من قبل مجهولين ، ووقعت القنبلة في الجهة الأمامية من المنزل دون حدوث أي خسائر بشرية.

وأكدت مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه أن رجل الأعمال شوقي أحمد وبيت هائل سعيد بشكل عام "ليس لهم عداوات مع أحد وأن كل أعمالهم وأنشطتهم التجارية والصناعية الخدمية هي تصب في صالح الوطن وإذا ما قدر لهم التواجد في مرافق حكومية فإنهم يعملون لخدمة الصالح العام".

و في مايو 2011م لقي المليونير الشاب طاهر الصيفي رئيس مجموعة الصيفي للصرافة- مصرعه في حادث غادر بمنطقة مناخة- قرية المعقاب شرق حراز- التابعة لمحافظة صنعاء.

وكان الصيفي في مهمة صلح محلية بخصوص نزاع يُعتقد أنه حول ملكية ارض ريفية واسعة مختلف عليها بين خصمين من منطقته ولها علاقة بأطراف أخرى من خارج المنطقة.

و في ديسمبر 2012م  تعرض رجل الأعمال أحمد جازم سعيد أنعم, المدير الإقليمي لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه بالحديدة, لاعتداء غاشم في الحديدة وتمثل بالضرب والشتم قبل اقتياده على متن سيارة سوناتا حيث قامت مجموعة مسلحة بلباس

مدني مكونة من أربعة أشخاص بالتعرض له وتحت تهديد السلاح قاموا بالاعتداء وبالضرب وأخذه بالقوة وذلك أثناء خروجه من منزله وتوجهه إلى مقر عمله بالشركة سيراً على الأقدام ..

و في أكتوبر 2011م تعرض رجل الأعمال المعروف يحيى الحباري لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل مجموعة مسلحة في منطقة الحصبة.

وفي مارس 2013 استشهد رجل الأعمال الشاب خالد محمد محمد شارب من قبل مجموعة مسلحة على اثر اشتباكات بين مسلحين على خلفية ملكية أرض بمحافظة لحج جنوب اليمن.

وذكرت المصادر أن رجل الأعمال خالد شارب قتل بإطلاق نار عليه بينما نجا قاضٍ كان بجواره خلال تواجدهما في أرض يتنازع ملكيتها أكثر من طرف، ولم تحسم السلطات القضائية موضوعها بعد.

القائمة طويلة ومرعبة ولم تنته بعد, كما أنها مرت مرور الكرام على حال قطاع من أهم القطاعات في الوطن, الذي يعول عليه الجميع انتشال حال البلاد من أوضاعه الاقتصادية الغارقة في الوحل.

مال وأعمال العدد 109


 

مواضيع ذات صلة :