دراسات نُشر

مشروع التخطيط الإقليمي الوظيفي في اليمن

 
تمهيد:
 
التخطيط هي الوسيلة والمنهجية المثالية لقراءة الماضي ودراسة الحاضر وصنع رؤية للمستقبل كما يجب  أن يكون.
 
فالتخطيط الإقليمي والتخطيط القومي ليسا توزيعاً أو تقسيماً مناطقياً او عرقيا أو سياسياً إلا بما يخدم فكرة رئيسية هي الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية الموجودة وتنميتها وضمان استدامتها من خلال  خطط واستراتيجيات وخطوات  تنفيذية ثابتة ومدروسة ومراجعة ومراقبة في نفس الوقت، وعلى هذا فلابد  أن يكون التركيز على تنشيط كل الأقاليم لتنمية وتطوير مواردها الطبيعية والبشرية  لصالح الإقليم نفسه ولصالح الأقاليم الأخرى من خلال التبادل  والتعاون والتكامل بينها جميعاً او من خلال دعم التنمية الشاملة للوطن كله  وبدون تحيز أو استحواذ او وصاية  غير المصلحة العامة للجميع؛ مع تحديد الثروات  والموارد القومية وكيفية استثمارها واستغلالها وتطويرها لصالح الإقليم أولا.. ولصالح الوطن الكبير ثانياً  بشفافية واضحة متفق عليها  على أن يتم تنفيذها فعلياً على الواقع يلمسها الجميع .
 
فالتخطيط وسيلة أساسية وإستراتيجية لعمل يُراد له  أن يكون ذو مردود وجدوى اقتصادية عالية 
 
وبالتأكيد لا يوجد عمل بدون تخطيط ، والتخطيط الذي لا يرافقه عمل لا يتعدى ان يكون  نوايا حسنة تُحفظ في أذهان الناس منعزلةً عن الواقع والطبيعة .
 
الاقليم ..التخطيطي الوظيفي :-
 
 يعرّف الإقليم الوظيفي على انه مساحة متصلة  من الأرض تتشابه فيها الظروف  والموارد الطبيعية  والقوى البشرية والأنشطة الاقتصادية  والتي تتفاعل  فيما بينها لإنتاج رقعة جغرافية متميزة عن غيرها ، ولليمن  من الإمكانات الطبيعية  والاقتصادية  والبشرية ما يجعله قادراً على أن يكون  مثالياً في عملية التخطيط والتوزيع الإقليمي والوظيفي وذلك لتوفر  العوامل والعناصر الأساسية  وهي :-
 
1- المساحة باختلاف تضاريسها. 
 
2- السكان وموارد القوى العاملة المختلفة .
 
3- العوامل الطبيعية كالمناخ والتضاريس والتربة والمياه والبنية الجيولوجية.
 
4-  العلاقات والتفاعلات الاجتماعية  التي  صنعت جملة المؤسسات والمنشئات  الخدمية والإنتاجية لرفع مستوى  الاستثمار  والاستفادة من موارد الإقليم .
 
5- وجود المركز الرئيسي ( المدينة الكبيرة ) التي تشكل القلب النابض لكل إقليم وظيفي ونواه رئيسية لدوران عجلة التنمية حولها ومنها واليها.
 
6-  القاعدة التقنية المادية لتطوير النشاط الاقتصادي للقوى البشرية والإنتاج وتحديد نمط العمليات الإنتاجية، واستمرارها، وتوجهات التصنيع والاستهلاك، وتوظيف القوى البشرية لكل إقليم.
 
7- البنية التحتية الخدمية ؛ خدمات إنتاجية ( معامل –كهرباء  وموارد طاقة ) وخدمات استهلاكية ( أسواق - طرق – صحة – تعليم)
 
 ومن خلال هذا البحث يمكن القول أن اليمن   تقسم إلى أقاليم وظيفية  تسهم في وضع اليد على مواضع الخلل ومكامن النجاح  في هذه الأقاليم ، لأن تحديد هذه العوامل يعني دراسة دقيقة لكل مفاصل الطبيعية والاقتصاد والموارد والقوى البشرية وبالتالي  الوقوف على ما يسهم في تطوير القوى البشرية اليمنية من خلال تتبع العوامل المؤثرة  في نشاطها الاقتصادي وسبل تجاوز  عقباتها  بسبب الاهتمام بالتخطيط والتقسيم الإقليمي وظيفياً ، والمناسبة لاعتماد البعد المكان للتنمية القومية الشاملة، والتي تعتبر الخطوة الأولى في مواجهة الفقر  في الريف والحضر معاً 
 
وعليه نقدم اقتراح تخطيط وتقسيم إقليمي وظيفي على ثلاث مراحل كل مرحلة تحتاج الى خطتين خمسيتين (عشر سنوات)  وكل مرحلة تتم اقتراح التقسيم فيها لقياس مدى صلاحيتها ، واستيعاب ردود الأفعال  والملاحظات والنتائج المرجوة  في ذلك التقسيم خلال فترة زمنية محددة ، بعد التجربة والاختبار العملي لكل خطوة من الخطوات .
 
وفي المرحلة الثالثة  يتم عمل مقترحين يمكن الأخذ بأحدهما او تطبيقهما معاً حسب الحاجة وفي مناطق مختلفة أو تجربة كل مرحلةٍ منهما على حدة في خطة خمسيه واحدة واكتشاف الأصلح بالمستقبل البعيد ( المحتوى للمقترحات ضمن الدراسة المرفقة  في  القرص الممغنط المرفق)
 
 الخلاصة:-
 
إن تجارب الدول سارت باتجاهات وإرهاصات عديدة وطويلة في مجال التخطيط القومي والإقليمي ولكنها لم تقف ولم تتكاسل عن التجربة والتطبيق على مدى عشرات السنيين في كل محاولة حتى وصلت الى المراحل المثالية التي تعيشها اليوم ، في كل من التنمية والاستثمار ، والتطور والتقدم الناتج عن تلك الجهود الجبارة  التي بذلت من أُناس قد رحلوا ولكنهم وضعوا الخطط التي تخدم الأجيال التي تعيش اليوم والتي ستأتي لاحقاً  وهذا هو التخطيط المستقبلي كما يجب أن يكون  ، ونحن اليوم في اليمن نضع أمامكم لبنةً من لبناتِ التخطيط المستقبلي الذي يُعد من تلك التجارب التي قد تنجح أو تفشل فإن فشلت فقد فتحنا نافذةً على مراحل التجارب المستمرة التي ستمر يوما ما على احدهم في المستقبل القريب وان نجحت هذه التجربة  فسنكون فخورون بأنفسنا، وسيفخر بنا أجيال المستقبل ، الذي بالتأكيد سيجنون ثمرات هذا العمل المثمر وسيستمرون في تطويره وتحديثه واستثماره،  لخلق تنمية شاملة ومستدامة تخدم الوطن اليمني الكبير بموارده وأبنائه.
 
م/ محمد عبدالخالق الطلوع
 
م/عبد الغني علي الآنسي
 

 

مواضيع ذات صلة :