فى ميدان رمسيس، الذى يعد أحد أكبر ميادين القاهرة اعتاد بعض أهل الخير على إقامة موائد الرحمن لإفطار الصائمين طوال شهر رمضان، وقد يمتد بعضها إلى باقى شهور السنة، لنيل ثواب إطعام الآخرين من الفقراء والمحتاجين وأهل السبيل.
وفى وسط الميدان التقينا بأحد المشرفين على إعداد موائد الرحمن بالميدان، والذى رفض ذكر اسمه، أو حتى الإشارة إلى أسماء المتبرعين بإقامة المائدة من قريب أو بعيد، خشية أن يفقدهم ذلك ثواب إطعام الصائمين،
وقال: «تستوعب المائدة ما يقرب من ١٧٠٠ صائم يومياً، يشرف على إعدادها نحو ٢٥ طباخاً وعاملاً، من ذوى الخبرة، الذين اعتادوا على إقامة تلك الموائد طوال العام، ويقومون بإعداد اللحوم والدجاج والحلويات والسلطة والأرز ونوعين من الخضروات والياميش والخبز، كوجبات أساسية تقدم طازجة للصائمين». وعن الوسائل التى اتخذها المشرفون على المائدة لتقليل تزاحم الصائمين أثناء تناولهم الإفطار أو نقل العدوى فيما بينهم قال: «حرصنا هذا العام على تنظيم المناضد، بحيث تستوعب كل منضدة ثلاثة صائمين على الأكثر، كما قمنا بإجراء صيانة لأجهزة التهوية، التى تجدد الهواء الداخل عبر نوافذ إلى القاعة،
كما أننا نستخدم الملاعق البلاستيك فى إطعام الصائمين، حيث يجول القاعة عدد من عمال النظافة لجمع وتنظيف فضلات الطعام التى تتساقط من الصائمين،
ونحرص على غسل الكراسى والمناضد من الداخل والخارج بالمنظفات والمطهرات، كما نوفر كميات كبيرة للصائمين من الصابون، لغسل أيديهم بعد الأكل، ولمزيد من الحرص قمنا بزيادة كمية الليمون المضاف إلى السلاطات، لرفع المناعة وتقليل معدل الإصابة بالعدوى. الحرص على إقامة موائد الرحمن لإفطار الصائمين لم ينل فقط اهتمام أهل الخير من المصريين، بل الحاملين لجنسيات الدول العربية أيضاً, ففى منطقة المهندسين اعتاد مسؤولو سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة إقامة مائدة لإفطار الصائمين،
على قطعة تمتلكها السفارة فى المنطقة، وذلك فى إطار مشروع إفطار صائم، الذى تنظمه مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الخيرية. فمنذ حلول منتصف شهر شعبان بدأ مسؤولو السفارة فى التجهيز لإعداد المائدة.
وأوضح أن كل مائدة رحمن تستوعب نحو ١٥٠٠ صائم يومياً، تُقدم لهم فيها وجبات غذائية كاملة ومتنوعة على مدار الأسبوع، وتشمل اللحوم خلال أول ٤ أيام من الأسبوع، والدجاج لمدة يومين، والسمك بكل أنواعه فى اليوم الأخير من كل أسبوع، وفى كل مرة يُضاف إلى هذه المأكولات الخضروات الطازجة، والحلويات.
وأضاف: «لا تقتصر مائدة الرحمن على إفطار الصائمين بل تتولى منحهم زكاة عيد الفطر وتوزيع شنط رمضان بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية». وعن أساليب الوقاية من انتشار العدوى بفيروس أنفلونزا الخنازير فى تجمعات إفطار الصائمين قال خالد: «اشترطت الجهات المختصة إقامة المائدة فى مكان مفتوح وليس مغلقاً، قبل منح التراخيص لموائد الرحمن هذا العام، للحفاظ على مستوى التهوية، وبالفعل قمنا بتحديد أماكن إقامة الموائد بعناية، وحرصنا على أن تكون مفتوحة وعلى مساحات واسعة، لتقليل الزحام، كما أننا تعاقدنا مع أشخاص بعينهم، وظيفتهم الوحيدة هى تنظيف المكان بمختلف أنواع المطهرات، التى تتجاوز تكلفتها أكثر من ٣٠٠ جنيه كل ثلاثة أيام،
كما اتفقنا مع شركة النظافة، لجمع القمامة يومياً». وفى ميدان باب الشعرية حرص عدد من الأهلى على إعداد مائدة الرحمن، التى اعتادوا إقامتها أمام مسجد سيدى الشعرانى منذ نحو ١٠ سنوات، حيث بادر الأهالى الذين يتولون بأنفسهم تقديم الطعام للصائمين بإنشاء سور حديدى حول المسجد، كى تُقام بداخله المائدة. علاء عبدالرسول، أحد المساهمين فى إعداد المائدة قال: «يتجمع العشرات من سكان المنطقة وأبناؤهم لإقامة مائدة رحمن مسجد سيدى الشعرانى كل عام أمام المسجد، ويحرص الأهالى على تنظيم وتقديم الطعام بأنفسهم للصائمين، دون الاكتفاء فقط بدفع تكلفة إعداد الطعام لهم».
وأضاف: «حرصنا هذا العام على إنشاء سور حديدى على نفقتنا الخاصة، حول سور المسجد، كى تُقام بداخله المائدة، وينعم الصائمون بالإفطار، دون إزعاج من الباعة الجائلين، أو المتسولين أو حتى متعاطى المخدرات، كما أقمنا سقفاً من القماش للمائدة، كى نتمكن من تعليق الزينة الورقية وبعض الفوانيس ولمبات الإضاءة، التى توحى للصائمين بالجو الروحانى لهذا الشهر الفضيل».
وعن الاحتياطات التى حرص عليها معدو المائدة هذا العام قال: «تستوعب المائدة إفطار نحو ٢٥٠ صائماً، تقدم لهم وجبات اللحوم والخضروات بمختلف أنواعها، وكذلك البلح والعصائر، ونستعين كل عام بطباخ لإعداد الطعام على مدار الشهر، وعاملات نظافة لغسل الأطباق فى المياه المغلية بمختلف أنواع المطهرات، وتتولين تنظيف ورش مكان المائدة بعد جمع المناضد بالصابون والكلور، فضلاً عن أن موقع المائدة أمام المسجد يساعد على زيادة نسبة التهوية بها، وفى جميع الأحوال لا تمنحنا الأحياء التراخيص إلا بعد معاينة موقع المائدة».
المصدر : المصري اليوم