لايراعون فيها على الأغلب القيمة الغذائية، وربما ساهمت العادات والتقاليد في رسم الخارطة الغذائية في رمضان على وجه الخصوص وفي غيره، فالسنوبسة والشفوت والسحاوق والتمر والعصير والعصيد، تتصدر قائمة الإفطار والعشاء لدى غالبية اليمنيين، في حين تغيب أغلب الفاكهة عن خارطة المائدة الرمضانية، لأسباب تكون مادية بالدرجة الأولى.
(نيوزيمن) يحاول في حواره مع خبير التغذية ورئيس قسم التغذية في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا (منذر عبد الله شمسان) تشخيص المائدة الرمضانية اليمنية، والنظام الغذائي الذي ينبغي على الصائم اتباعه فكان هذه المائدة الحوارية:
* ماهي الأطعمة الصحية للصائمين؟
بالنسبة لكثير من الأطعمة هي صحية للصائمين لكن سلوك الناس تجاه الأكل نفسه غير صحي، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه". ورغم محدودية كلمات الحديث الشريف إلا أن معانيه ودلالاته عظيمة، أهم هذه المعاني أن تناول زيادة الكمية في الطعام تؤثر بدرجة كبيرة على صحة الإنسان وخاصة الصائم.
بالنسبة للأطعمة في رمضان بالذات يفضل أثناء الفطور لإفطار على التمر أو الحليب الرائب ومنه الزبادي، ولا ينصح بتناول المشروبات الساخنة وهي ساخنة، لأن المعدة تكون خاوية وبالتالي فإن المشروبات الساخنة تؤثر عليها سلباً.
* وماذا عن إفطار اليمنيين بالتمر مع شرب القهوة وهي ساخنة؟
كما قلت لك تناول المشروبات الساخنة تضر المعدة لكن المعروف أننا في اليمن نقدم القهوة مع التمر قبل الأذان بدقائق وبالتالي يأتي وقت الإفطار والقهوة تكون قد بردت ولا ضرر من شرب القهوة مع التمر إلا إذا كانت ساخنة. وأفضل الإفطار على التمر والماء أو الحليب الرائب كما ذكرت لك. كما يفضل تناول الفواكه التي تحتوي على كميات كبيرة من السوائل مثل الحبحب والشمام لأنها تعوض الجسم ما فقد من السوائل أثناء الصوم.
ومن السلوك الوارد هنا في اليمن وهو خاطئ تناول المحروقات والفلافل أثناء الإفطار، والإكثار من الفلفل المحرقة تضر المعدة بدرجة رئيسية لأن المعدة تكون خاوية وكذلك غير مهيأة، ومن السلوك الخاطئ أن يقبل الإنسان على الأكل أثناء الإفطار بشراهة دون أن يضع مسافة زمنية فاصلة بين الإفطار وتناول العشاء، كأن يفطر الواحد منا فيذهب إلى الصلاة صلاة العشاء والتراويح ثم يعود ليأكل وهذا الأمر هو الصحيح.
كما يفضل أن لا يكثر الصائم أثناء الإفطار من الحلويات لأن الناس يكونون في الليل في حالة استرخاء وليس في حالة حركة وعمل لأن الجسم في هذه الحالة يخزن ولا يبدد ببذل الجهد وفي هذه الحال يزداد وزن الجسم..
* تقصد أن الإكثار من تناول الحلويات يكون السبب في زيادة الوزن؟
نعم بدرجة كبيرة جداً، وكذلك يؤثر على الأسنان خاصة عند الذين يتساهلون بالتسوك وتنظيف الأسنان. وبالنسبة لأطعمة العشاء يفضل أن يتناول الإنسان من اللحوم كمية معينة لا تزيد عن 100 جرام لحم بقري أو لحم غنمي أو لحوم الدجاج.
*كم جرام يتقبل الجسم من هذه اللحوم أو يستفيد منها؟
100 جرام وما زاد عن ذلك لا يستفيد منه الجسم مطلقاً؛ فزيادة اللحوم وزيادة الحلويات أو أي نوع من أنواع الأغذية الجسم يأخذ منه فقط القدر المعلوم ولا يستفيد منه الجسم مطلقاً، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"، وهذا الحديث الآخر الذي يدل أن كميات الطعام لا تهم من حيث الزيادة أو النقص بقدر ما يهم أن تكون الوجبة متوازنة مائة في المائة، والتوازن في الطعام مطلوب.
وعناصر الطعام مقسمة في أغذية البناء والطاقة، فأغذية البناء هي اللحوم والبروتينات بشكل عام، مثل اللحوم البيضاء وهي السمك والدجاج، أو اللحوم الحمراء الأخرى.
ويمكن أن تتواجد هذه البروتينات في البقوليات والبقوليات يمكن أن تستخدم في السحور ، وتتواجد البروتينات أيضاً في البيض بشكل مكثف. وأغذية الطاقة منها السكريات والحلويات على سبيل المثال، لكن في رمضان لا بد من التخفيف من أغذية الطاقة كون الإنسان لا يبذل جهداً لكي يحرق هذه الطاقة، فكلما تم التخفيف من أغذية الطاقة كلما كان لصالح الجسم.
والأغذية الأخرى هي الفيتامينات والأملاح المعدنية وهي تكثر بدرجة رئيسية في الخضار والفواكه في السلطة وبدرجة رئيسية في الخس الخيار والسلطات بدرجة رئيسية في هذه الأغذية التي تسمى بأغذية الحماية والوقاية، توجد فيها بدرجة كبيرة هذه الأملاح والمعادن والفيتامينات التي يمكن أن يكون الجسم قد فقدها أثناء الصيام وبالتالي يتم التعويض عنها من هذه الخضروات. وبشكل عام يفترض أن يكثر الصائم من تناول السوائل في الليل بغض النظر أن تكون هذه السوائل حالية أم غير ذلك وليس شرطاً أن تتم إضافة السكر للسوائل،
ويفضل شرب الكركديه فهو مفيد حتى جوانب صحية أخرى مثلا كأصحاب مرض الضغط يتم شرب هذا المشروب وهو مفيد في جوانب كثيرة، يمكن شرب العصائر الأخرى كالتانج مثلا لكن يفضل أن لا تكون كمية السكر فيها كثيرة.
*ماهي المشاكل الصحية التي تنجم عن عدم التدرج في الأكل لدى الصائمين؟
بدرجة رئيسية المشاكل الصحية التي تنتج عند الصائمين أثناء أو بعد الإفطار مثلاً الحموضة أو ما تسمى بالعمية (اللاصي)، وعسر الهضم كتلبك المعدة نتيجة زيادة الكمية وعدم وجود فاصل زماني بين الإفطار والعشاء. على الصائم أن يقلل قدر الإمكان أو يتجنب الأطعمة المشتراة من السوق.
* لتجنب عسر الهضم عند الإفطار للصائمين ما هي نصيحتكم في هذا الجانب؟
هناك سلوكيات عند الشعب اليمني في الإفطار خاطئة وهي الإفطار بالمحرقات كالفلافل والبسباس والبهارات التي تسبب تلبك في المعدة ويمكن أن تحدث حروقة في فم المعدة وكذلك فإن المواد المشتراة من السوق كالبسبوسة والسنبوسة وغيرها وهي من الأطعمة المقلية بالزيوت وكمية الزيوت هذه تسبب الحموضة.
* يقبل الناس مع الإفطار على شراء وشرب عصائر الليمون بشكل كبير هل هذا الأمر صحي أم لا؟
شرب الليمون يعتبر صحياً وليس سيئا لاحتوائه على فيتامين سي، وهذا الإقبال على شرب الليمون يكون نتيجة لافتقار الجسم لكثير من السوائل، ولا مشاكل صحية في ذلك.
* والعصائر الأخرى؟
كل ما كانت العصائر طبيعية وطازجة تكون أفضل، وأنا أفضل الكركديه المغلي والمبرد والمثلج، وكذلك مشروب التمر الهندي ويعطي رغبة للجسم في شرب سوائل أكثر تعوضه من نقص السوائل أثناء الصيام.
بالنسبة لمرضى السكر يفضل أن يكون كل أكلهم مسلوق ولا يحتوي على أية بهارات، كما أن كمية اللحم التي يتناولها الشخص الطبيعي تكون لمرضى السكر بالنصف من ذلك على أن تكون خالية أيضاً من الشحوم والدسومة. وأيضاً قدر الإمكان أن يكون قليل الملح، وأيضاً إلى جانب أن يكون مسلوقاً حتى الخضار المشكل لا بد أن يكون مسلوقاً، ممكن يأكل على السحور حبة بيض مسلوقة أو بياض البيض وكذلك الأشياء الخالية من الدهون والدسومة، وكذلك بالنسبة للخبز أنصح يتجنب شراء الخبز من المخابز ويفضل لهم الخبز الأسمر قليل الملح
ممتاز ومهم جداً، وقدر الإمكان يجب تجنب تناول الخبز الأبيض أو المصنع من الدقيق الأبيض أو ما يسمى بالطابونة، لأنه يحتوي على الدهون أيضاً، فيفترض به أن يتناول الخبز الذي يميل إلى القمح الخالص دون المضاف إليه أشياء أخرى، كما يفترض أن يتناول نصف الكمية المقررة للشخص السليم والمعافى في الوجبة الواحدة لكي يبقى في الحدود الآمنة.
بالنسبة لمرضى الضغط يفترض أن يأكل المأكولات المسلوقة الخالية من الملح، وأنا أرى أن يكثروا من شرب الكركديه لأنه من المشروبات الطبيعية التي تزيد من قدرة الجسم على خفض الضغط.
خاتمة
وكان المدير التنفيذي لشركة السعيد للتجارة وليد علي محمد سعيد قال في حوار مع مجلة أبواب لدي المجتمع اليمني اعتقاد بأن القمح الأبيض وحده هو الأفضل بالتحليل العلمي ، فإن القمح الحمر الأرجنتيني أو الكازاخستاني أو الروسي يعد ، من حيث خصائصه، قيمة غذائية أكبر وأسعاره لا تزال أقل من الأمريكي أو الاسترالي ، ولقد سعينا لتسويق هذه المعلومات للأسر كي تغير من نظرتها وتخفف الضغط على ميزانيتها .
علما بأن منتجات اليمن من الحبوب هي أصلا حمراء .
بلادنا تحتاج لمناقشة اقتصاديات الأسر مع تقديرنا للوضع المتدني للدخل. هناك معالجات أخرى نقترحها للحكومة ، هناك آلاف المزارعين اليمنيين لا بد من التعامل معهم باعتبارهم محورا استراتيجيا لمواجهة مثل هذه المعضلة حاضرا ومستقبلا ، مهما كانت مساهمتهم متدنية .
ويضيف نحتاج لوحدات تجميع المنتجات ودعم المزارعين وإعطائهم اهتماما نوعيا أيا يكن نوع منتجاتهم وحجمها ، فذلك يعني تفعيل الإنتاج الأسري.
المصدر: نيوز يمن