انتقادات ووجه الخبراء انتقادات شديدة، لعدم قدرة الحكومة على ضبط الأسعار بشكل عام ومنها أسعار اللحوم ، رغم أنها تمتلك كافة الآليات الكفيلة بتحقيق التوازن السعري ورغم ذلك وصلت أسعار اللحوم والدواجن إلى أرقام لم يسبق أن شهدتها اليمن من قبل، حيث يتراوح سعر كيلو لحم الأبقار في الأحياء الراقية بين 1300 و1500 ريال وفي الأحياء الشعبية ما بين 1200و1300ريال ،فيما ارتفعت أسعار لحم العجل بشكل غير مسبوق هي الأخرى، حيث يتراوح سعر الكيلو ما بين 1900و2000ريال.
بدائل وعلى الرغم من أن البديل الطبيعي للحوم الحمراء والبيضاء هو الدواجن والأسماك، إلا أن التوقعات بارتفاع أسعارها أمر وارد بشدة، حسبما أشار محمد شجاع - الذي أكد أن ارتفاع أسعار أي نوع من البروتين سواء كانت لحوما أو دواجن أو سمكاً ينتج عنها تلقائيا ارتفاع أسعار باقي الأنواع ,وفيما يتعلق بالدواجن قال شجاع : هناك شركات تتحكم في أسعار الدواجن باليمن، من خلال رفع سعر الكتكوت لتحقيق هامش ربح كبير لتعظيم أرباحهم وتعويض خسائر أزمة أنفلونزا الطيور خلال عامي 2006 ،2007م، وعلى الرغم من أن هذه الشركات تمكنت من تعويض خسائرها أضعافا مضاعفة، إلا أن عشوائية القرارات أو ضعف الرقابة على الأسواق ساهم في هذا الوضع، مؤكدا على عدم صحة ما يردده البعض عن ارتفاع أسعار الأعلاف.
ترشيد ويقول محمد البيضاني: هناك بدائل أخرى متمثلة فى الدواجن والأسماك ، وأضاف: ربما يستغل أصحاب مزارع الدواجن زيادة الطلب على الدواجن ويقومون برفع أسعارهم مرة أخرى، وهو ما يقتضي منا كمستهلكين أن نكون منظمين بعض الشيء فى حجم الاستهلاك، حتى يرتدع الجزارون وأصحاب مزارع الدواجن، خاصة وأن أسعار الأعلاف التي كانوا يبررون بها رفع أسعار الدواجن قد انخفضت عالميا إلى ما يقترب من 45%، وهو الأمر الذي يجعلنا نؤكد بأن هذه الارتفاعات غير مبررة ونابعة من الجشع.
اللحوم المستوردة ارتفعت أسعار واردات اللحوم من الخارج، التي تشكل قرابة 20% من الاستهلاك المحلي، بسبب ارتفاع أسعار الشحن لعدة مئات من الدولارات مقارنة بأسعار العام الماضي ,حيث حققت زيادة 12% خلال الفترة القريبة الماضية وذلك نتيجة لزيادة الأسعار العالمية للحوم وفقا للمستوردين فقد ارتفعت أسعار اللحوم المستوردة، وعلى الأخص تلك المستوردة من البرازيل وفرنسا والهند.
ويقول احد موردي اللحوم أن سعر الطن من اللحوم البرازيلية ارتفع بمعدل 700 دولار عن سعره قبل عام. كما ارتفع سعر البيع للمستهلك في نفس الوقت وتأتي تلك الزيادة كاستجابة سريعة من السوق المحلية لارتفاع أسعار السلع الغذائية والتحرك الطفيف في الأسعار العالمية برغم أنه لم يتم حتى الآن استيراد أي كميات من اللحوم المستوردة بالأسعار الجديدة المرتفعة وأن الموجود في السوق كميات من اللحوم المستوردة طبقا للأسعار السابقة المنخفضة .
ترابط ظاهرة غلاء اللحوم, الحمراء والبيضاء والأسماك, ترتبط بموجة غلاء المواد الغذائية في رمضان حيث اشتعلت أسعار اللحوم في الأسواق المحلية وسط اتهامات متبادلة بين الجزارين وتجار المواشي حول مسئولية الأزمة، الأمر الذي أصاب المواطنين بالاستياء الشديد لذا لجأ عدد كبير منهم إلى مقاطعة اللحوم البلدية وشراء اللحوم المستوردة والدواجن لسد احتياجاتهم.
وأكد المواطنون أن السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار يرجع إلى جشع الجزارين كما تبادل الجزارون وتجار المواشي الاتهامات لقيام التجار بتعطيش الأسواق وارتفاع أسعار المواشي الحية. يقول إبراهيم الشرعبي، موظف: أسعار اللحوم الحمراء قفزت بطريقة جنونية دون أي مبررات فكيلو اللحم وصل إلى 1500ريال رغم أن أسعار الأعلاف ثابتة، مشيرا إلى أن الجزارين هم السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار فلا توجد أية رقابة مما جعل المواطنين يضطرون لشراء اللحوم المجمدة والأسماك والدواجن، ويشير محمد علي، موظف حكومي، إلى أن أسعار اللحوم أصبحت "نار" والجزارون يتلاعبون بالأسعار والمواطنون هم الضحية .
وقال علي الخلقي عامل: إن دخله لا يتعدى 30 ألف ريال شهريا ولديه 5 أطفال في مراحل التعليم المختلفة كيف اشتري كيلو لحمة بـ 1500 ريال أسبوعياً .
وقال محمود عرفات، تاجر مواشي: إن أسعار المواشي الحية شهدت ارتفاعاً جديداً بسبب نقص المعروض في الأسواق نتيجة إحجام المزارعين عن البيع لتوفر الأعلاف.