شارع الصحافة نُشر

فايننشال تايمز: قطر تتطلع إلى تحقيق كفايتها من الغذاء

كتب أندرو انغلاند من الدوحة مقالاً نشرته صحيفة فايننشال تايمز قال فيه إن هذه الدولة الخليجية ربما فشلت في مساعيها لإحضار أولمبياد 2016 إلى الصحراء العربية، لكن ذلك لم يؤثر في مساعيها الى مشروع لا يقل عنه جرأة، محاولة زراعة الصحراء وتحقيق الأمن الغذائي.

فالهدف من البرنامج القومي القطري لتحقيق الأمن الغذائي هو المضي بهذا البلد لأقرب مسافة ممكنة من تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي بحلول عام 2023. وهناك حتى آمال في مزارع تطاول عنان السماء في شكل ناطحات سحاب إذ تنظر قطر في إدخال نهج الزراعة دون تربة و«الزراعة الرأسية».

وقطر مثل بلدان خليجية أخرى جنت الثروات بفضل احتياطياتها الهيدروكربونية، اتجهت نحو العمل في هذا الاتجاه قبل عامين عندما تسبب الارتفاع في أسعار السلع الغذائية في تقليص الصادرات من قبل البلدان المنتجة، الأمر الذي أثار إمكانية عجوزات غذائية حتى بالنسبة للدول العربية الغنية. وظلت قطر، بجوار المملكة العربية السعودية وأبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات، تستثمر في مزارع وراء البحار لإنتاج محاصيل يمكن شحنها إلى الوطن. لكن قطر تخطط أيضاً لإنتاج أكبر قدر ممكن من غذائها محلياً، رغم حقيقة أن هذه الدولة الصحراوية الصغيرة ليس فيها أنهار ومياهها الجوفية تتضاءل بسرعة.

ويقول فهد العطية، رئيس البرنامج القومي القطري لتحقيق الأمن الغذائي، «إن تكاليف الانكشاف لمخاطر نقص الواردات كبيرة، نحتاج إلى الحد من ذلك، الأمر أشبه ببوليصة تأمين».

وصوب هذه النهاية، يعمل البرنامج القومي القطري لتحقيق الأمن الغذائي على وضع خطة كبرى للتوحيد بين الإنتاج وراء البحار وبين الزراعة المحلية، مع الاستفادة من مؤسسات البحوث والتنمية لإيجاد الحلول لمشاكل الزراعة في الصحراء.

وسيبدأ تنفيذ هذه الفكرة على الأرض في عام 2013، مما يوفر نافذة مدتها 10سنوات لبلوغ غاياتها المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي.

وقطر لديها في الوقت الراهن حوالي 1400 مزرعة تستخدم موارد مائية محدودة على 45000 فدان مزروع، مما يسهم بأقل من 10 في المائة من الاستهلاك الغذائي. ويقول العطية إن هناك 65000 فدان اخرى يمكن استخدامها لأغراض الزراعة، مع إمكانية استصلاح 20000 فدان أخرى.

وتقضي الخطة بري المشروعات الزراعية من مياه محلاة تنتج من محطات تحلية تعمل بالطاقة الشمسية. ويتطلع البرنامج القومي القطري الى تحقيق الأمن الغذائي للتعاون من مؤسسات بحثية وإنمائية لتطوير تكنولوجيات جديدة. وهو يعمل بالفعل مع المركز الدولي للتنمية الزراعية في المناطق الجافة في سوريا، ومركز الفضاء الألماني وجامعة أيه&إم في تكساس، التي لها فرع في الدوحة. وتأمل قطر أيضاً في أن يساعد برنامجها أيضاً على تطوير تكنولوجيات مرتبطة، في مجالات مثل الزراعة والطاقات المتجددة.

¶ فايننشال تايمز ¶

 


 

مواضيع ذات صلة :