في سوق الصاغة القديم الذي يتوسط صحن مدينة عمان ثمة ممر عتيق يقود الى مشغل لفحص السبائك الذهبية تعمل فيه اول سيدة اردنية تمارس هذه المهنة.
فريال الخزوز هي المرأة الوحيدة المسجلة في النقابة العامة لاصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات كفاحصة سبائك ذهبية وفقا لسجلات النقابة. بدأت العمل في مجال فحص السبائك الذهبية منذ تسعة اعوام
كما تقول لوكالة الانباء الاردنية بعد ان تقمصت اصول المهنة من معلم بمشغل كنت اعمل به سابقا الى ان جاء اليوم الذي أسست فيه مشغلي الخاص بالشراكة مع احد التجار. وتبدأ رحلة عملها اليومية منذ الصباح الباكر كما تضيف برفقة الميزان والدريل ودولاب السحب وغرفة التحليل والفرن وهي ادواتها البسيطة لانجاز عمل تترتب عليه مسؤولية مشيرة الى ان فحص السبيكة يحتاج الى ساعة بعد ان يتم اخذ عينة منها - حوالي غرام واحد- بواسطة الدريل فيما تتم اعادة السبيكة قيد الفحص لصاحبها لحين انتظار النتيجة. ويجري العمل بحسب قولها على العينة بعد ان تزنها وتضيف اليها مواد اخرى كالفضة والرصاص بهدف سحب الشوائب منها ثم تضعها بالفرن على درجة حرارة 130 مئوية لمدة عشر دقائق لتخرج منه على شكل سائل ما يلبث ان يتحول الى صلب ثم تأتي مرحلة تحليل العينة بهدف الحصول على ذهب صاف. وتزيد: ثم أقوم بتجفيف الذهب الصافي بواسطة فرد من النار يطلق عليه شلمون ووضع العينة - التي يكلف فحص الواحدة منها ثمانية دنانير- على الميزان ويتم تقسيم ناتج وزنها الثاني على الاول لنخرج بنتيجة عيار الذهب ويحدد بعيار 24 حين تكون نسبة الذهب فيه الفا بالالف وهو اصفى انواعه.
ويحدد بعيار 21 حين تكون نسبة الذهب 875 بالالف, فيما يحدد ب¯ 18 عندما تكون نسبته 750 بالالف, اما عيار 14 فتكون نسبته 585 بالألف وتكون النسب الثلاثة الاخيرة خليطا من الذهب والفضة والنحاس وفقا لقولها. وتستطيع الخزوز تمييز السبيكة الاصلية التي يصل سعرها هذه الايام الى قرابة ال¯ 21 الف دينار من المزورة حتى قبل الفحص والتي لا يتعدى سعر الواحدة منها المئة دينار اذ تكون خفيفة المحمل واقل سماكة من الاصلية وتحتوي فقط على مادة النحاس التي ترتقي الى لون الذهب وذلك بحسب مهارة المحتالين في تلميع النحاس, بحيث لا يستطيع الشخص العادي معرفة حقيقتها مشيرة انها اكتشفت غير مرة عينات مزورة. ويؤكد الناطق الاعلامي في مديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب ضرورة تعاون فاحصي الذهب مع الجهات الامنية بهدف تطويق عمليات التزوير ان اكتشفت مشيرا ان الجهات المعنية تقوم بواجبها في كل مرة تبلغ فيه عن عملية تزوير وان الموضوع تحت السيطرة. يقول تاجر الذهب شريك الخزوز في المشغل سهيل الحناوي انها اثبتت حسن الاداء والتعامل الايجابي في مهنتها. فيما يرى فاحص الذهب المهندس اكرم بدر الذي يعمل في المهنة منذ الثمانينيات من القرن الماضي ان العمل في هذا المجال لا يحتاج الى اكثر من شهر للتدرب عليه, لكن المحك هو في المزاولة والتطبيق العملي اذ انها تحتاج الى ترو.
ويشير ان اختلاف نتائج العينة من فاحص الى اخر يؤدي الى فروقات تحسب بالدنانير الامر الذي يستوجب الدقة المتناهية. ويقول انه تعامل مع سبائك مزورة وتمكن من كشفها الا ان ما يستحق الانتباه هو قيام بعض اصحاب الصاغة بالتلاعب ب¯ الدمغة, كأن يكون عيار قطعة ذهبية ما 18 ومدموغة ب¯ .21 وحول ذلك يقول الرائد الخطيب انه وفي حال ورود اي شكوى من احد المواطنين بتعرضه لعملية غش بسبب عدم مطابقة الدمغة لقيمة القطعة الذهبية الحقيقية,عليه ابلاغ الجهات المعنية ليجري التحقيق مع صاحب العلاقة والتأكد من صحة ادعائه ليتم اجراء اللازم حسب الاصول. يقول فاحص الذهب محمد ابو زنط الذي مضى على عمله في هذا المجال 19 عاما ان المرأة الاردنية خاضت مختلف مجالات العمل ومن غير المستغرب عملها كفاحصة سبائك ذهبية مستدركا ان هذا العمل يعاني من جملة معوقات منها عدم اتفاق الفاحصين على اجر ثابت ما يربك العمل ويصعد من عملية المنافسة. ويقول ان عملية فحص الذهب التي يطلق عليها بين الفاحصين مجازا الششنة تحتاج الى كثير من الدقة والصبر وان تجار الذهب يختارون الفاحص الذي اعتادوا عليه انطلاقا من علاقة قائمة على الثقة والمصداقية. ويقول مدير النقابة العامة لاصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات نمر ادريس ان الخزوز وفاحص اخر مسجلان في النقابة في حين يعمل اربعة اخرون في هذه المهنة خارج نطاقها مبينا ان الانضمام اليها ليس الزاميا بحسب القانون الحالي. المصدر: العرب اليوم