آراء وأقلام نُشر

حان وقت التغيير وإنتشال الكرة اليمنية من وحل الشيخوخة..!!

هل أتاك حديث انتخابات اتحاد القدم اليمني وخفاياه؟ وهل سمعت من قبل تلك الأقاويل التي تفيد بأن رئيس الاتحاد الحالي يصرف على الرياضة اليمنية من جيبه الخاص؟ أما قرأت الصحف اليمنية الضاحكة في صفحاتها الرياضية الدفاع المستميت الغريب عن قيادة الكرة.. ووصف التراجع الرهيب للكرة اليمنية بالنجاح الباهر، وانتقاد من يكشفون الواقع بالمبتزين؟ هل تصدقون أن العيسي طفش من تلك الأقلام إلى درجة أنه أعلن في مؤتمره الصحافي الأخير بوضوح قائلاً "لا أريد من الإعلاميين أن يمدحوني أو يطربوني بعبارات الثناء".. ألا يستحون من ذلك؟! لماذا كل هذا الإطراء لشخص أفسد الرياضة اليمنية؟! ولماذا كل هذا الهجوم على شخصية رياضية أفنت شبابها في خدمة الكرة اليمنية؟ هل لأن اسمه الكابتن جمال حمدي.. وليس الشيخ جمال؟ أو أنه لا يمتلك مصفاة بترول.. أو مرافقين شخصيين؟!

عجبا.. فعجب على كل من يسطر في كتاباته مدحا مبتعدا عن مهنته لغرض المال.. وما أغرب أن نجد اليوم من يتناسى أمجاد نجوم الزمن الجميل للكرة اليمنية.. ويفضل العشوائية السائدة لدى مشائخها التي لطخت سمعة كرتنا المتواضعة.. التي خسرت أكثر بفضل هؤلاء المشائخ المغرورين.

يا لها من كارثة.. يا له من موقف مضحك.. مبكي في الوقت نفسه عندما تجد من كان يقول في الأمس أن العيسي يدفع على الكرة اليمنية من جيبه.. وماله الخاص، ليغدو اليوم مختلفا عن قوله السابق، ويكشف أن ما قدمه لم يكن صرفاً بل قرض.. نعم قرض، لوزارة الشباب والرياضة، وما دام ذلك فماله محفوظ.

وبحسب أحد الملاحق الرياضية الصادرة عن إحدى المؤسسات الإعلامية الرسمية، فإن أحد المحسوبين على رئيس اتحاد القدم الحالي يتحدث في المقايل مروجا.. عن أنه لا يوجد في الساحة اليمنية مثل العيسي يصرف على الرياضة من جيبه الخاص، ليتناقض في كلامه ويقول أنه يسأل أو دائن لوزارة الشباب والرياضة (300) مليون ريال.. لكن نحن نقول إذا كان العيسي يصرف من ماله الخاص فهو لا يصرف إلا ويعرف أين صرفها.. فمثلا -وبحسب موقع يمن كوورة- فإنه دفع لنادي أهلي صنعاء عشرة ملايين ريال.. لماذا صرف ذلك من ماله الخاص؟ فالجواب بنفس الخبر الذي أورده الموقع هو من أجل مصالحه الشخصية من أجل منصبه القيادي على هرم الكرة اليمنية.. كي لا ينافسه جمال حمدي على رئاسة الاتحاد.

الغريب في الأمر هو ما يورد في أذهاننا، متى.. وكيف جاءت 300 مليون ريال التي صرفها العيسي على اتحاد القدم، لا سيما وأن تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة يكشف أن وزارة الشباب والرياضة صرفت عهداً لاتحاد القدم قدرها مليار و312 مليوناً و303 آلاف و904 ريالات من إجمالي العهد المتبقية والمسجلة عليه أيضا من العام 2008، وأخرى مرحلة من سنوات سابقة.

متى جاء مبلغ 300 مليون الذي أقرضه العيسي مع أن المبلغ الذي أقرته الحكومة لإعداد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم والبالغ أربعة مليارات وستمائة مليون ريال، ما زال يقدم لاتحاد الكرة كدفعات، كيف جاء قرض العيسي للوزارة التي ما زالت تضخ له الملايين حيث وصل المبلغ إلى 800 مليون بحسب ما كشفته صحيفة سبورت في عددها الأخير؟ حيث أن وزارة الشباب والرياضة صرفت في تاريخ 13/2/2008م بالاستمارة رقم 53 مبلغاً وقدره 133 مليوناً، و455 ألف ريال عهدة مقابل مخصصات النشاط الخارجي لمنتخب الشباب والناشئين للنصف الأول لعام 2008م، و250 مليون ريال في تاريخ 9/4/2008م بالاستمارة رقم 151 عهداً للاتحاد مقابل مواجهة تكاليف إعداد المنتخب الوطني لكرة القدم، وعهدة قدرها 120 مليون ريال في الاستمارة رقم 370 بتاريخ 19/8/2008م، مقابل جزء من الدفعة الثانية الخاصة بإعداد المنتخب الوطني للمشاركة في خليجي 20؟ وهناك غيرها المزيد .. فمتى جاء ذلك المبلغ؟ أو أن ذلك دعاية انتخابية، للحفاظ على المنصب القيادي في اتحاد القدم؟ إن كان من يقول، أو يسأل من غير العيسي أصلح لقيادة الكرة اليمنية في الوقت الحالي، فالجواب: نعم.. نعم.. نعم.. هناك من هو الأجدر والأصلح لقيادة الكرة.. هناك أبناء اللعبة.. هناك من يستطيع انتشالها من الوضع المتردي والمزري في آن واحد.. ما دامت الدولة هي التي تصرف وتضخ أموالاً باهضة لاتحادة القدم والكرة اليمنية.. فهي لا تحتاج إلى داعم وهمي.. بل تحتاج إلى محنك إداري وكروي.. تحتاج إلى عقول راسخة، مخططة، ترسم استراتيجيات التطور، تطمح إلى تحليق الكرة اليمنية في العلالي.. فلا تحتاج إلى من يمرمطوا بها وبسمعة اليمن في المحافل العربية والقارية والعالمية. يا أعزاء، لقد سئمنا من الوعود الوهمية، حان وقت التغيير.. حان وقت تكاتف الجميع لإنقاذ وانتشال الكرة اليمنية من وحل الشيخوخة الذي تغرق فيه.. حان وقت التغيير ومساندة الكفاءات الإدارية والرياضية المتخصصة.

* مدير تحرير موقع ( الإستثمار نت )


 

مواضيع ذات صلة :